رياضة كمال الأجسام متنفّس لشباب غزة من الاكتئاب – مصدر24

رياضة كمال الأجسام متنفّس لشباب غزة من الاكتئاب

غزة (فلسطين) – وجدت رياضة كمال الأجسام أخيرا طريقها بين سكان قطاع غزة رجالا ونساء من مختلف الأعمار، في محاولة لتنمية قدراتهم البدنية والنفسية والتغلب على وقت فراغهم.

وعادة ما تزدحم النوادي الرياضية المنتشرة في القطاع الساحلي الذي يقطنه زهاء مليوني نسمة بالمشاركين الذين يمارسون مختلف الألعاب مثل كمال الأجسام والجمباز والسباحة والكارديو (مخصصة لحرق الدهون).

 

ويسعى بعض الملتحقين بتلك النوادي إلى إنقاص الوزن لمواكبة الاتجاه العالمي في الحصول على أجسام صحية دون أعراض جانبية، بينما يطمح البعض للمشاركة في البطولات المحلية والدولية في مختلف الألعاب.

ومن بين هؤلاء علاء مقبل (21 عاما) من مدينة غزة، حيث التحق بدورات كمال الأجسام قبل عامين ليخسر وزنه الزائد، والحصول على مظهر رياضي يناسب عمره، يستطيع من خلاله الظهور أمام أصدقائه وأفراد عائلته.

 

وكان مقبل يعاني في حينها من زيادة في وزنه أكثر من 20 كيلوغراما بسبب البقاء في منزله طوال الوقت من أجل الدراسة لمرحلة الثانوية العامة ما أصابه بالإحباط والصدمة لعدم مقدرته ارتداء الملابس التي أحبها.

ويبدي الشاب الذي انتهى للتوّ من أداء تمرينه داخل إحدى الصالات الرياضية في غزة عن سعادته الغامرة لاستطاعته النزول في وزنه كما كان في السابق بعد عمل مضن وشاق عبر التمارين.

 

ويقول مقبل لوكالة أنباء (شينخوا) بينما يتصبب عرقا من أثر التمارين “وجدت طريقي الصحيح من خلال ممارسة الرياضة خاصة لعبة كمال الأجسام في تحقيق أهدافي دون الحاجة لأفكار أخرى قد تؤثر سلبا على صحتي”.

ويضيف الشاب الذي بدأ يتمتع بجسم رشيق أن “النتائج المبهرة التي حققتها أثناء ممارستي الرياضة جعلتني شخصا يحب الموضة وشراء الملابس، حيث غالبا ما ألتقط صورا لنفسي وأنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي”.

وبدأت لعبة كمال الأجسام في أواخر القرن التاسع عشر في العالم، حيث تعتمد بشكل أساسي على تضخيم العضلات ونحت الجسم حتى تبرز ملامحه وتسمى أيضا الرياضة الحديدية، حيث يعتمد اللاعب بشكل كبير على المعدات الرياضية.

 

وعادة يمارس اللاعبون الرياضة لمدة ساعة على الأقل، خمسة أيام أسبوعيا، بينما يتبعون نظاما غذائيا صحيا يساعدهم في الوصول إلى هدفهم في وقت قياسي.

أما محمد العالول (35 عاما) من مدينة غزة الذي يعمل مهندسا فالتحق أخيرا بأحد النوادي الرياضية في محاولة للتخلص من المشكلات الصحية التي كان يعاني منها، بما في ذلك آلام المفاصل والظهر.

ويشكو العالول وهو أب لثلاثة أطفال، من أن حياته “لم تكن صحية قبل ممارسة رياضة كمال الأجسام، حيث أقضّي معظم وقتي في المكتب للعمل وتناول وجبات طعام سريعة وغير صحية مما أثر سلبا على نشاطي الصحي”.

وبلغ وزن العالول حوالي 105 كيلوغرامات مما جعله يشعر في كثير من الأحيان أنه لم يستطع المشي لمسافات طويلة، مشيرا إلى أنه تخلص من هذا الشعور بشكل دائم بفضل ممارسة الرياضة.

 

وإلى جانب الفوائد الصحية تساهم الرياضة بشكل عام ولعبة كمال الأجسام خاصة في القضاء على الضغوط النفسية التي تعاني منها نسبة كبيرة من سكان القطاع بسبب الظروف الاقتصادية والسياسية غير المستقرة.

ومن بين هؤلاء رسمية السيد التي عانت على مدار الأشهر الماضية من حالة “اكتئاب حاد” بفعل تدمير بيت جيرانهم في موجة التوتر الأخيرة في مايو من العام الماضي ما بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وإسرائيل.

وتقول رسمية السيد من مدينة غزة وهي أم لخمسة أطفال، “إن الظروف الصعبة والمأسوية كانت سببا رئيسيا للحالة النفسية الصعبة التي أصابتني على مدار شهور عدة ما دفعني إلى الالتحاق بأحد النوادي الرياضية وممارسة لعبة كمال الأجسام في محاولة للتخلص من تلك الضغوط”.

ويشير سهيل الأسعد مدرب نادي “أوكسجين” الرياضي، إلى أن 80 في المئة من الملتحقين في الأندية الرياضية المنتشرة في القطاع يفضلون لعبة كمال الأجسام لأنها تعود عليهم بالنفع صحيا ونفسيا.

ويضيف الأسعد (43 عاما)، أن الرياضة انتشرت على نطاق واسع بين سكان القطاع خلال الأعوام الخمسة الماضية كون الشباب “أصبحوا أكثر تثقيفا حول أهمية ممارسة الألعاب المختلفة في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية ووقت الفراغ الكبير نظرا لارتفاع نسب البطالة في المجتمع”.

ويتابع أن سكان القطاع لديهم وسائل ترفيه محدودة سواء بالذهاب إلى شاطئ البحر أو قضاء الكثير من الوقت في المقاهي والتدخين بالإضافة إلى الرياضة، ومع ذلك يفضل الناس ممارسة الرياضة بدلا من الإضرار بصحتهم.

ويوضح الأسعد أن لعبة كمال الأجسام ليست بالأمر الصعب ولكنها تحتاج إلى الاستمرارية في الممارسة حتى يحصل المتدرب على نتائج مرضية سواء في ما يتعلق بتغييرات جسمانية أو نفسية.

'