زيارة ترامب لعين الأسد.. حرج لبغداد وذعر في معسكر الموالاة لطهران – مصدر24

زيارة ترامب لعين الأسد.. حرج لبغداد وذعر في معسكر الموالاة لطهران

زيارة ترامب لعين الأسد.. حرج لبغداد وذعر في معسكر الموالاة لطهران

انصراف الحكومة العراقية لتبرير زيارة الرئيس الأميركي بدل الاحتجاج عليها

بغداد – خلّفت الزيارة المفاجئة التي قام بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لقاعدة عين الأسد العسكرية بغرب العراق، أسوأ الأصداء في بغداد، وأضافت عثرة جديدة لحكومة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي الذي استهل عهده بتعقيدات على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وأسقطت الزيارة التي لم تستطع بغداد أن تثبت أنّها جرت بترتيب مسبق معها، شعارات ترميم سيادة العراق المتآكلة، واستعادة قراره الوطني، وأثبتت مجدّدا فقدانه السيطرة على أجوائه وأراضيه.

واعتبر مصدر سياسي عراقي علّق على زيارة ترامب أن “كلّ ما قيل عن الزيارة هو للاستهلاك المحلي وغير موجّه للإدارة الأميركية”، مستدلا على ذلك بعدم استدعاء السفير الأميركي ببغداد لاستيضاح ملابسات الزيارة.

وذكّر ذات المصدر بأنّ “الحكومة العراقية لم تعبّر عن انزعاجها وانصرفت، بدلا من ذلك لتبرير الزيارة والطريقة التي تمت بها”، مشكّكا في معرفتها المسبقة بها، وواصفا البيان الحكومي بشأنها بأنّه “نوع من الدعاية المحلية التي تحاول الحكومة من خلالها رفع العتب والقفز على الحرج الذي يمكن أن تسببه تصريحات زعماء الميليشيات التابعة لإيران”.

وقالت الحكومة العراقية، في بيان صحافي إنّ “السلطات الأميركية أعلمت السلطات العراقية برغبة الرئيس ترامب بزيارة العراق لتهنئة الحكومة العراقية الجديدة ولزيارة العسكريين الأميركيين ضمن قوات التحالف الدولي الداعمة للعراق في محاربة داعش ورحبت الحكومة العراقية بالطلب”.

خلاصة الزيارة أن الحكومة العراقية لا تملك القرار في ما يتعلق بالقواعد الأميركية على أراضي العراق وأعداد الجنود الموجودين فيها

وأضافت “كان من المفترض أن يجري استقبال رسمي ولقاء بين رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي والرئيس الأميركي ولكنّ تباينا في وجهات النظر لتنظيم اللقاء أدى إلى الاستعاضة عنه بمكالمة هاتفية تناولت تطورات الأوضاع والتعاون المشترك لمحاربة داعش”.

كما ورد في البيان الحكومي أيضا “أن رئيس الوزراء رحّب بالرئيس الأميركي ودعاه لزيارة بغداد كما دعا الرئيس الأميركي رئيس الوزراء لزيارة واشنطن”.

ولمس المصدر السياسي عدم جديّة لدى جميع الأطراف السياسية العراقية في حديثها عن مسألة السيادة الوطنية، قائلا “ما يؤكد ذلك المنحى أن أحدا من الأطراف لم يجرؤ على طرح فكرة استدعاء السفير الأميركي للاحتجاج على ما جرى”.

وبالنسبة للرئيس الأميركي، يضيف ذات المصدر، “فإن زيارته للقاعدة العسكرية تنطوي على معان رمزية ليس من بينها الإشارة إلى الاستمرار في الاهتمام بالمسألة السورية، إذ غالبا ما يقوم رؤساء الولايات المتحدة بزيارة قواعد بلادهم العسكرية التي إما أن تكون مساهمة في حرب أو أنها تشكل موقعا متقدما في جبهة حرب محتملة”.

ولم يخل موقف حكومة بغداد إزاء زيارة ترامب القصيرة إلى “عين الأسد” من حرج أمام الفصائل السياسية والمسلّحة الأشدّ انحيازا لإيران في الصراع الذي تخوضه مع الولايات المتحدة على النفوذ في العراق.

وقرأت أوساط سياسية في عدد من ردود الفعل على الزيارة نوعا من الذعر “أصيبت به الأطراف العراقية الموالية لطهران”، معتبرة أن “الإشارة الأميركية إلى إيران واضحة من جهة كونها هدفا محتملا لعمليات عسكرية أميركية محتملة في المستقبل القريب”. وقال أحد السياسيين “رسالة ترامب وصلت إلى إيران، وبات على الأطراف العراقية الموالية لطهران أن تفكّر في مصيرها فيما لو نشبت الحرب فعلا”. وأضاف “خلاصة الزيارة لدى أغلب الملاحظين أن الحكومة العراقية لا تملك القدرة على اتخاذ قرار في ما يتعلق بالقواعد الأميركية أو بزيادة أعداد الجنود الأميركيين الموجودين في تلك القواعد فهو أمر يقع خارج اختصاصها وفوق قدرتها. وذلك ما يعرفه الجميع بمن فيهم الإيرانيون والأطراف العراقية الموالية لهم. لذلك فإن أحدا لن يوجه اللوم إلى رئيس الوزراء العراقي في عدم اتخاذه أي إجراء رسمي يكشف عن انزعاجه من أسلوب زيارة ترامب، بل بالعكس هناك رضا ضمني عن البيان الذي أصدرته الحكومة العراقية والذي يعرف الجميع أن محتوياته لا تعبّر عن حقيقة ما جرى. ذلك لأنهم يعتبرون ذلك البيان نوعا من التهدئة”.

وعلى عكس المتوقّع، أثنى قيس الخزعلي، قائد ميليشيا عصائب أهل الحقّ، وأحد صقور معسكر الموالاة لطهران، الخميس، على موقف رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي من زيارة ترامب.

وقال في تغريدة على تويتر “رغم عنجهية ترامب وكشفه حقيقة أسباب التواجد العسكري الأميركي في العراق، إلا أننا نشيد عاليا بموقف رئيس وزراء العراق عادل عبدالمهدي، عندما رفض الذهاب لاستقباله”.

Thumbnail

وأضاف “نعلن تضامننا معه، وكذلك مع مجلس النواب في عقد جلسة طارئة واتخاذ قرار عراقي وطني وشجاع”. وأعلنت قيادات وكتل سياسية شيعية رفضها للطريقة التي تمت بها زيارة الرئيس الأميركي لقاعدة عين الأسد. وطالب نواب في البرلمان العراقي بـ“عقد جلسة طارئة يحضرها رئيس الحكومة عادل عبدالمهدي بصفته القائد العام للقوات المسلحة ووزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم ورئيس أركان الجيش وكالة عثمان الغانمي لبحث موضوع تواجد القوات الأميركية في العراق والقواعد العسكرية الأميركية”.

وقال النواب إنّ “انسحاب القوات الأميركية من سوريا ليس مسوغا أو مبررا لبقاء القوات الأميركية في العراق وجعله قاعدة لها من القواعد في المنطقة والشرق الأوسط”.

وأعرب رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي عن رفضه للطريقة التي تمت بها زيارة الرئيس ترامب، قائلا إنها “لا تتناسب مع الأعراف الدبلوماسية والعلاقات مع الدول ذات السيادة”. وأضاف أن “التعامل مع العراق وسيادته بهذه الطريقة سيضر بالعلاقات العراقية الأميركية”.

فيما أكد ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي رفضه لتواجد “أي قوات أجنبية على الأراضي العراقية واحترام اتفاقية الانسحاب الأميركي من العراق”.

ودعا الناطق الرسمي باسم كتلة سائرون بزعامة مقتدى الصدر “مجلس النواب العراقي إلى أن يأخذ دوره ويتبنى موقفا وطنيا تاريخيا ويضع حدا للانتهاكات المتكررة للسيادة العراقية من قبل الحكومة الأميركية وأن يصدر قرارا بخروج القوات الأميركية من العراق”.

وقال حمدالله الكعبي إنّ “زيارة ترامب لقاعدة عين الأسد في العراق تؤكد استهتار الولايات المتحدة الأميركية بتعاملها مع الآخرين وعدم اعترافها بسيادة واستقلال الدول وتؤكد صحة مواقفنا السابقة الثابتة تجاه الحكومة الأميركية، ومطالباتنا المستمرة لوضع حد لغطرستها واستهتارها في التعامل مع العراق”.

'