وحامت شكوك كثيرة حول دوافع زيارة كل وزير الدفاع في حكومة السراج، صلاح النمروش، ورئيس أركانه، محمد الحداد، إلى النيجر، وسط مخاوف من ترتيبات أمنية وعسكرية أجراها جاويش أوغلو في نيامي.

ويخشى الخبراء أن تكون تحركات أنقرة في إطار مساع لبث الفوضى وتقديم الدعم لجماعات الإرهاب في الساحل الإفريقي.

ويوم الأربعاء، عادت الطائرة “داسو فالكون 900” إلى مطار معيتيقة في طرابلس قادمة من العاصمة النيجرية نيامي، بعد لقاء لم يستمر سوى ساعات جمع النمروش والحداد برئيس النيجر محمد يوسفو ووزير دفاعه وقادة من الجيش لبحث تشكيل لجنة مشتركة لمكافحة الإرهاب، وفق ما أعلنت عنه رئاسة النيجر وحكومة السراج.

وتأتي هذه الزيارة السريعة بعد أيام فقط من أخرى قام بها وزير دفاع السراج أيضا إلى أنقرة تحت غطاء تفعيل الاتفاقيات بين حكومة طرابلس وتركيا في مجال التدريب.

وبعد عودته مباشرة شهدت الساحة الليبية الأسبوع الماضي حشدا للميليشيات بالقرب من مصراتة، بذريعة أن الجيش الليبي يريد الهجوم على ثلاث مدن غربي ليبيا .

كما تأتي زيارة النمروش والحداد المواليين لتركيا بعد شهرين فقط من زيارة قام بها جاويش أوغلو إلى النيجر، نهاية يوليو الماضي، وتوقيع اتفاقية عسكرية تحت غطاء مكافحة الإرهاب.

الاستثمار التركي في تنظيم الساحل والصحراء

شكّل عام 2015 ذروة النشاط الإرهابي في عدد من الدول الإفريقية بإعلان وجود ما عرف بتنظيم الساحل والصحراء على يد الإرهابي عدنان أبو وليد الصحراوي الذي أسسه بالتزامن مع التدخل التركي المباشر في ليبيا.

وتوقع الباحث الليبي في شؤون الجماعات الإسلامية، مريغان شعبان، أن تكون هذه الزيارات المكثفة والمتبادلة بين طرابلس الليبية ونيامي النيجرية وأنقرة التركية في إطار الترتيب للمزيد من الأعمال الإرهابية داخل ليبيا من أجل السيطرة على منابع النفط بالمنطقة الجنوبية والتي تتمركز فيها بعض الخلايا الإرهابية التابعة لتركيا وخاصة الحدود الليبية المشتركة مع النيجر.

وأضاف شعبان في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن تنظيم الدولة في الصحراء الكبرى هو أحد أوجه الاستثمار التركي في النيجر، ويتم ذلك عبر دعم التنظيمات الإرهابية للسطو على مقدرات البلاد.

وأشار الخبير الليبي إلى العلاقة التي تجمع حكومة أردوغان بتنظيم داعش في العراق وسوريا من خلال الإتجار في النفط المسروق من البلدين.

ضغط على باريس

ويقول الناشط الحقوقي الليبي، محمد الهوني، إن الوجود التركي في النيجر يسعى إلى الضغط على فرنسا في ليبيا.

وأشار في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية”، إلى أهمية النيجر لفرنسا، حيث توجد قاعدة عسكرية فرنسية تتمركز فيها قوات فرنسية يتجاوز عدد أفرادها 4500 جندي فرنسي وهي قوة برخان الفرنسية لمكافحة الإرهاب وصد الإرهابيين عن الوصول الى السواحل الجنوبية الفرنسية عبر ليبيا.

وبيّن الهوني أن تركيا سعت لتوسيع نفوذها الإرهابي في النيجر تحت غطاء المساعدات الإنسانية عبر وكالة “تيكا” التركية، خاصة في المناطق المجاورة للقاعدة الفرنسية استهدافا لإضعافها والحد من فاعليتها والتأثير على موقف فرنسا في ليبيا.

واستدل الهوني بالهجوم الإرهابي في منتصف سبتمبر الماضي الذي استهدف ثمانية مدنيين، من بينهم ستة فرنسيين في محمية زرافات جنوب شرقي العاصمة نيامي وذلك بعد 45 يوما فقط من زيارة وزير دفاع تركيا للنيجر.

بريد هيلاري