زيارة ولي العهد السعودي للهند والصين تزيد عزلة طهران الاقتصادية – مصدر24

زيارة ولي العهد السعودي للهند والصين تزيد عزلة طهران الاقتصادية

زيارة ولي العهد السعودي للهند والصين تزيد عزلة طهران الاقتصادية

استثمارات الرياض يمكن أن تقلص علاقات نيودلهي مع طهران، والمحادثات في الهند والصين تهدد مستقبل ميناء جابهار الإيراني.

لندن – تشير الملفات المطروحة على أجندة زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الهند التي بدأت الثلاثاء وكذلك زيارته اللاحقة إلى بكين إلى أنها ستقلص النوافذ الاقتصادية الإيرانية على العملاقين الآسيويين إلى جانب ما أسفرت عنه زيارته إلى باكستان.

تؤكد التصريحات الإيرانية الغاضبة من نتائج زيارة إسلام أباد حجم قلق طهران من توسيع التحالفات الاقتصادية والسياسية مع الدول الثلاث والتي يمكن أن تفاقم عزلة إيران الاقتصادية في ظل العقوبات الأميركية القاسية.

وكان الأمير محمد بن سلمان قد اختتم الثلاثاء زيارته إلى باكستان، التي أسفرت عن توقيع 5 اتفاقيات ومذكرات تفاهم بقيمة 18.5 مليار دولار في مشاريع مشتركة تشمل قطاعات تكرير النفط والطاقة المتجددة والبتروكيماويات والتعدين.

رهان الصين على الممر الباكستاني يقوض الآفاق المستقبلية والجدوى الاقتصادية لميناء جابهار الإيرانيرهان الصين على الممر الباكستاني يقوض الآفاق المستقبلية والجدوى الاقتصادية لميناء جابهار الإيراني

ومن المتوقع أن يواصل محور العلاقات مع طهران حضوره في جميع الملفات الاقتصادية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، خاصة في ما يتعلق بالمنافسة بين باكستان وإيران على تطوير موانئ استراتيجية لربط بلدان آسيا الوسطى بمنفذ على بحر العرب.

وقد أظهرت بيانات هذا الأسبوع ابتعاد الهند عن إيران حين أظهرت تراجع وارداتها من النفط الخام الإيراني بنسبة 45 بالمئة في الشهر الماضي، رغم استمرار الإعفاءات الأميركية التي تسمح لها بمواصلة شراء النفط الإيراني.

وظهرت بوادر نتائج زيارة ولي العهد السعودي إلى نيودلهي أمس في الصحف الهندية التي أكدت مجلة “بيزنس توداي” أن الهند لديها الكثير لتكسبه من إبرام شراكة استراتيجية مع السعودية.

وسلطت المجلة في مقال بعنوان “لماذا يزور الأمير محمد بن سلمان الهند” الضوء على الجانب الاقتصادي والعلاقات التجارية بين نيودلهي والرياض، وتتطلع الأخيرة للمزيد من الاستثمارات في الهند.

وتولي السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، أهمية كبيرة لعلاقاتها مع الهند، التي ترى فيها فرصا كبيرة باعتبارها من أسرع اقتصادات العالم نموا، وما يقابله من نمو سريع في الطلب على النفط.

وكانت شركة أرامكو السعودية وشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) قد أعلنتا العام الماضي، عن خطط للاستثمار في أحد أكبر مصانع التكرير والبتروكيماويات في العالم في ولاية مهاراشترا الهندية باستثمارات تصل إلى 44 مليار دولار.

ويقول محللون أن زيارة ولي العهد السعودي ساهمت في تكريس ابتعاد باكستان عن إيران المجاورة لها من الغرب خاصة من خلال استثماراتها في إنشاء مصفاة نفط عملاقة في ميناء غوادر، الذي من المرجح أن يقوض مستقبل مشروع تطوير ميناء جابهار الإيراني.

ولا تفصل بين الميناءين سوى مسافة قصيرة حيث يقعان على جانبي الحدود الفاصلة بين البلدين، إضافة إلى تطابق الهدف من تطويرهما.

Thumbnail

ويبقى ميناء غوادر، الذي حظي باستثمارات سعودية كبيرة حاضرا في محادثات الأمير محمد بن سلمان في كل من الهند والصين، لأنها قد تقلص خطط الهند لتطوير ميناء جابهار الإيراني، الذي تسعى طهران من خلاله لتقديم خدمات لوجستية لدول أسيا الوسطى الحبيسة.

كما أن ميناء غوادر يمثل بوابة مشروع الممر الصيني عبر باكستان والتي تسعى بكين من خلالها إلى إيجاد نافذة لها على بحر العرب، والذي تستثمر فيه بكين نحو 60 مليار دولار، والذي سيكون بديلا مثاليا لدول أسيا الوسطى عن الميناء الإيراني.

وتتضح حساسية الموقف في خلال التصريحات الإيرانية التي هاجمت باكستان واعتبرتها حليفا سعوديا ضدها خلال زيارة ولي العهد السعودي إلى إسلام أباد. في المقابل تخشى باكستان من أن يسمح الدعم الهندي لميناء جابهار في إقامة نيودلهي علاقات اقتصادية وسياسية أوثق مع إيران وأفغانستان ودول آسيا الوسطى.

مجلة بزنس تودا: الهند لديها الكثير لتكسبه من إبرام شراكة استراتيجية مع السعوديةمجلة بزنس توداي: الهند لديها الكثير لتكسبه من إبرام شراكة استراتيجية مع السعودية

ويكشف كل ذلك أن الاستثمارات السعودية في الهند وباكستان ستغلق الكثير من أبواب إيران الاقتصادية مع البلدين، وكذلك مع الصين، التي تراهن على الممر الباكستاني، الذي تعتبره من أكبر محاور مبادرتها لإحياء طريق الحرير التاريخي.

وقد تزايدت أسباب ابتعاد بكين عن طهران مؤخرا بسبب ميزان مصالحها الكبيرة مع السعودية، إضافة إلى أنها يمكن أن تضحي بعلاقاتها مع طهران من أجل تخفيف الحرب التجارية المستعرة بينها وبين الولايات المتحدة.

ويمكن للزيادة أن تشكل ضربة قاسية جدا لطهران، التي كانت تأمل بتدفق ما يصل إلى 5 مليارات دولار من التجارة الأفغانية عبر جابهار، وأكثر من ذلك مستقبلا عبر التجارة مع دول آسيا الوسطى مثل تركمانستان وأوزبكستان وقرغيزستان وطاجكستان وكازاخستان.

ويمكن للاستثمارات السعودية أن تخفف التوتر بين الهند وباكستان من خلال تخفيف التقاطعات الاقتصادية الناجمة عن دعم نيودلهي للميناء الإيراني.

ويرى محللون أن الاستثمارات السعودية في الهند وباكستان إلى جانب تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الصين، سوف تعطي الرياض ورقة كبيرة لمواجهة الضغوط التي يثيرها الكونغرس الأميركي ضد السعودية.

ويجمع المراقبون على أن مصالح الهند والصين وباكستان مع السعودية أكبر بكثير مع أي علاقات محفوفة بالمخاطر مع إيران في ظل اقتصادها المشلول، إضافة إلى الضغوط الأميركية التي تقيد جميع أنواع العلاقات الاقتصادية والتجارية مع طهران.

'