“سبنسر السري”.. رجل شرطة نبيل يريد تحقيق العدالة بأي ثمن – مصدر24

“سبنسر السري”.. رجل شرطة نبيل يريد تحقيق العدالة بأي ثمن

مافيا المخدّرات والشرطة وأجهزة إنفاذ القانون غالبا ما تتداخل في العديد من أفلام الجريمة التي درجت على تقديمها السينما الأميركية على نطاق واسع، صراعات المصالح والنفوذ فضلا عن أفراد الشرطة والمحققين المارقين الذين يتستّرون على المجرمين. كل تلك تبدو لازمة تتكرّر وخلال ذلك هناك ضحايا يذهبون بسبب فساد أجهزة الشرطة، مثلما هو الحال في فيلم “سبنسر السري” للمخرج بيتر بيرغ.

يجسم فيلم “سبنسر السري” على غرار أفلام الجريمة واقعا اجتماعيا مأساويا لا يصغي إلى أصوات الضحايا فيه أي أحد.

نحن هنا في ولاية بوسطن الأميركية ومع ضابط الشرطة سبنسر (الممثل مارك والبيرغ) الذي سوف يكتشف تورط ضابط كبير في التستّر على مقتل فتاة بطريقة بشعة ومنع التحقيق من الوصول إلى الجناة الحقيقيين. ويعلم سبنسر جيّدا بسيرة تلك الفتاة سوى كونها مناهضة مدنية لما يجري من تفشٍ لعصابات المخدرات وسطوتها وتهاون أجهزة الشرطة في التصدي لها ليلة اغتيالها بطريقة بشعة.

دراما مشوقة

الفيلم تميز بإيقاع سريع في الكثير من المشاهد وباستخدام القطع المونتاجي السريع وذلك بحسب متطلبات المشاهد
الفيلم تميز بإيقاع سريع في الكثير من المشاهد وباستخدام القطع المونتاجي السريع وذلك بحسب متطلبات المشاهد

دفاع سبنسر عن الحقيقة يقدم صورة رجل الشرطة النبيل الذي يريد إحقاق العدالة بل هو أبعد من ذلك ربما، فهو من نوع الأشخاص الذين ينحازون للمظلومين وبدل أن يجد أي طريقة أخرى للضغط على الضابط الكبير بويلان (الممثل ميكائيل غاستون) بصفته ضابط التحقيق المسؤول عن الجرائم الكبرى إلا أنه يسعى إلى انتزاع حقه بيديه ولهذا يهاجم بويلان في منزله ويوسعه ضربا حتى يتم القبض عليه ليقضي خمس سنوات في السجن عقابا على ذلك.

وفي هذه الدراما الفيلمية وما بين الجريمة ودراما السجون سوف يمضي سبنسر في ما هو مصمم عليه حتى النهاية، وبعد أن يتم الإفراج عنه وفي اليوم نفسه يتم الإعلان عن مقتل الضابط بويلان، ويجري اتهام ضابط شرطة صغير بأنه وراء العملية، ولإخفاء تلك الحقيقة يتم الزعم بأن الضابط قد انتحر.

ومع أن سجل سبنسر في جهاز الشرطة لم يعد نظيفا إلا أنه سوف يمضي في المواجهة إلى النهاية، ولكن في هذه المرة من أجل إثبات براءة صديقه الشرطي الذي قيل إنه انتحر بعد اغتياله للمحقق بويلان.

تتشعّب خيوط تلك الدراما البوليسية ليكوّن سبنسر فريقه الأكثر كوميدية وطرافة من صديق مسن وشريك في السكن هو هاوك (الممثل وينستون ديوك) وهو مفتول العضلات يمارس الملاكمة وصديقته الشرسة كيسي (الممثلة إيلزا شلسينجر) وبذلك سوف تختلط الكوميديا بالتعقّب والرصد بقصص مافيات المخدّرات والجريمة.

وهذا الفيلم لا يضيف الكثير لا لمسيرة الممثل البارع مارك والبيرغ ولا لنوع أفلام الجريمة والمخدّرات، وهو ما يتفق عليه أكثر النقاد، لكن ذلك لا يمنعنا من القول إنه من الأفلام الممتعة التي تجمع بين تهوّر سبنسر ودخوله في أيّ مجازفة حتى لو دمّرت حياته، فيما المهم بالنسبة إليه أن يقوم بما يجب في مقابل صديقته التي هي أشدّ تهورا منه وفوضوية وقد منحت الفيلم الكثير من الطرافة.

يقوم سبنسر وفريقه الكوميدي بأعمال التحري، ويلتقط أول الخيوط التي سوف تقوده إلى عصابة خطيرة تتاجر في المخدرات وتخترق جهاز الشرطة بالرشوة والابتزاز، ووفق هذه الدراما الفيلمية الطريفة تقع المواجهات بين الجانبين.

إيقاع سريع

Thumbnail

في المقابل هنالك مساحة موازية للغوص في مجتمع الجريمة والتدرّج في بث المعلومات عن ذلك العالم الغامض الذي لا يرحم من يقترب منه، لكن سبنسر سوف يمضي في المهمة ويتعقب شاحنة محمّلة بالمخدرات في تحول درامي مهمّ سوف يفتضح بسببه عدد من ضباط الشرطة وأثرياء يقع في مقدمتهم بينتوود (الممثل جيمس دومونت) وضابط الشرطة المرتشي دريسكول (الممثل بوكيم ووباين)، ومن خلال هذه الشبكة سوف تقع المفاجآت والتحوّلات الدرامية.

أن يجد سبنسر أثرا من زميله الشرطي والمحقق دريسكول، فذلك ما لم يكن في الحسبان والتوقع، فضلا عن شبكة أخرى حتى يتأكد سبنسر أن هناك من أفراد الشرطة من يقوم بعمليات إعدام بشعة بالسيوف والسكاكين كما وقع لرئيسهم بويلان الذي قرروا التخلص منه.

لا شك أن متعة مثل هذه الدراما تكمن في كونها أكثر حيوية وواقعية، فبالنسبة إلى سبنسر من نوع الشخصيات التي لا تتردد في ركوب المخاطر بما في ذلك من تهوّر ورعونة ثم تكمل شخصيته صديقته الأكثر تهورا هي الأخرى، يضاف إلى ذلك الجانب الحسي والإنساني الذي تمثل في خط درامي موازٍ من خلال التعاطف مع زوجة الشرطي الذي قيل إنه انتحر.

وكالمعتاد في مثل هذا النوع من الأفلام هنالك حبكة متوازنة فضلا عن بث المزيد الحبكات الثانوية التي تمثلت في العثور على تسجيل للضابط المنتحر واعتراف زميل سبنسر في السجن على مكان تواجد العصابة.

تميّز هذا النوع من الأفلام أيضا بإيقاع سريع في الكثير من المشاهد ومن ذلك استخدام القطع المونتاجي السريع أيضا وذلك بحسب متطلبات المشاهد الفيلمية مع أن الأحداث في مجملها طغت عليها البساطة، فهذا الفيلم بصفة عامة ليس من نوع الأفلام التي تبهرك بقدر ما توفر متعة في المشاهدة.

'