سكان إدلب وضواحيها محاصرون بين القصف وحدود تركيا المغلقة – مصدر24

سكان إدلب وضواحيها محاصرون بين القصف وحدود تركيا المغلقة

سكان إدلب وضواحيها محاصرون بين القصف وحدود تركيا المغلقة

دمشق – ناشدت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة تركيا الخميس، استقبال مزيد من اللاجئين مع فرار مئات الآلاف من شمال غرب سوريا التي تشهد معارك عنيفة، خاصة مع انخراط القوات التركية في التصدي للقوات الحكومية السورية المدعومة روسيّا في تقدّمها في إدلب وريف حلب.

وتتعرّض مناطق في إدلب ومحيطها، تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل أخرى أقلّ نفوذا، منذ ديسمبر لهجوم واسع من دمشق، التي تمكّنت من التقدم والسيطرة على مناطق واسعة.

وتغلق تركيا حدودها، أمام تدفق الفارّين الأمر الذي يُنذر بكارثة إنسانية كبرى في هذا المنطقة. ويقول محللون إن إغلاق أنقرة للحدود يتناقض وما تروّج له من أن الهدف من تدخلها في إدلب وضواحيها هو الدفاع عن المدنيين.

وقال رئيس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي في بيان “نحتاج إلى إنهاء القتال وطريق آمن للحفاظ على الأرواح”. وأضاف غراندي “أناشد أيضا الدول المجاورة، بما في ذلك تركيا، توسيع نطاق استقبال الواصلين، حتى يتمكّن من هم أكثر عرضة للخطر من الوصول إلى بر الأمان”.

وسبق وأن شددت تركيا على أنها غير مستعدة لفتح حدودها أمام موجة جديدة من اللاجئين، معتبرة أنها طاقتها الاستيعابية لم تعد تحتمل المزيد من النازحين.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 900 ألف شخص فرّوا من ديارهم أو المخيمات التي يعيشون فيها في شمال غرب سوريا بسبب التصعيد الأخير، في ما يعدّ أكبر موجة نزوح منذ بدء النزاع قبل تسع سنوات.

وتوجه معظم النازحين إلى شمال محافظة إدلب وإلى محافظة حلب، حيث يواجهون ظروفا صعبة لاسيما بسبب رداءة الطقس والصقيع.

وقال غراندي إن 80 في المئة من النازحين من النساء والأطفال، وشدد على أهمية توفير ممرّ آمن لإيصال المساعدات إليهم. وأوضح أن لدى المفوضية مخزونات في المنطقة لتلبية الاحتياجات العاجلة لما يصل إلى 2.1 مليون شخص، بما في ذلك خيام لإيواء 400 ألف شخص، مشيرا إلى أن عدد المدنيين في المحافظة يقدّر بنحو أربعة ملايين.

وأضاف غراندي “لا يمكن أن يدفع الآلاف من الأبرياء ثمن انقسام المجتمع الدولي الذي سيكون عجزه عن إيجاد حلّ لهذه الأزمة وصمة عار خطيرة على ضميرنا الجماعي الدولي”.

وفي أعزاز على بعد نحو 30 كيلومترا شمال غربي مدينة حلب، تقطعت السبل بأبي عبدالله لأيام. فبعد أن هربت أسرته من الضربات الجوية على إدلب، انتقلت من قرية لأخرى في شمال غرب سوريا لكنها لم تعثر بعد على ملاذ. وهربت معه زوجته وأولاده الأربعة و20 آخرين من أقربائه.

وقال المزارع البالغ من العمر 49 عاما من على جراره “لا أعرف إلى أين آخذهم… هذه هي المرة الأولى التي أهرب فيها من بلدتي. الله وحده يعلم إلى أين سنذهب”.

وتنام الأسر في الشوارع وحقول الزيتون وتحرق القمامة لتنعم بالدفء. ولاقى بعض الأطفال حتفهم متجمدين من البرد. وسبق بالفعل أن نزح بعض الفارّين من إدلب أكثر من مرة، بعد هروبهم من معارك في مناطق أخرى من سوريا في وقت سابق من الصراع.

وقالت عزيزة (70 عاما) إن هذه هي المرة الثالثة التي تنزح فيها لكنها كانت دوما تعود لمنزلها. أما هذه المرة بعد أن دخلت قوات الحكومة قريتها، فهي لا تعرف متى ستعود أو إن كانت ستعود.

ونبّه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن الأزمة وصلت لمستويات مروعة وأن أعدادا متزايدة من النازحين تتكدّس في جيب صغير بإدلب.

'