سوريا تحتفي بالذكرى المئوية للفنان التشكيلي فاتح المدرس – مصدر24

سوريا تحتفي بالذكرى المئوية للفنان التشكيلي فاتح المدرس

دمشق – أصدرت المؤسسة السورية للبريد طابعا بريديا تذكاريا بمناسبة الذكرى المئوية لميلاد الفنان التشكيلي فاتح المدرس.

وأوضحت المؤسسة في بيان لها أن قيمة الطابع ألف ومئتا ليرة سورية، وبإمكان هواة جمع الطوابع الحصول عليه من مراكز البريد في المحافظات.

وتواصل مؤسسات ثقافية سورية الاحتفاء بالرسام والكاتب الذي يعد من رواد حركة الفن التشكيلي في سوريا، ومن أوائل من فتحوا لها الأبواب نحو العالمية.

المدرس نال الكثير من الجوائز والأوسمة محليا وخارجيا، وطافت لوحاته المدرس في 20 معرضا فرديا في سوريا والعالم

ويعتبر التشكيلي الراحل فاتح المدرس من أهم الشخصيات الثقافية على المستويين السوري والعربي، ليس فقط على صعيد التشكيل، الذي قدم فيه بصمة مازال تأثيرها ماثلا إلى اليوم، بل على أصعدة ثقافية متعددة ومتنوعة كالأدب والموسيقى وفلسفة اللون والضوء، ومساهمته في الدفع بالمشهد الثقافي بشكل متكامل نحو التجدد من ناحية والتجذر في بيئته من ناحية أخرى.

وعرف الفن التشكيلي السوري المعاصر العالمية من بوابة اسمها فاتح المدرس (1922 – 1999)، فهذا الفنان كان العلامة السورية الأكثر حضورا في عالم الفن التشكيلي، بانيا لنفسه ولغيره مدرسة فنية جمعت عملية الغرب وروحانية الشرق، ثم انغمست في أكثر تفاصيل البيئة والحياة السورية خصوصية.

المدرس وصف بأنه فنان متعدد الثقافات يعمل في سياق السريالية العالمية بوصفها حركة فكرية تجاوزت الغرب والشرق، ليكون نتاجه حصيلة تجربة حياتية طويلة وغنية وخلاصة دراسة للتفكير التجريدي والمفاهيمي والفلسفي وقراءته للواقع الاجتماعي السياسي، فضلا عن تأثره بالبيئة والحضارة السوريتين ومكوناتهما الغزيرة وشديدة التنوع.

فاتح المدرس فنان متعدد الثقافات يعمل في سياق السريالية العالمية

لم تأت التجربة الفنية للمدرس من فراغ، فحياته كانت حافلة بالمآسي منذ مجيئه إلى هذا العالم في قرية حريتان شمال حلب عام 1922، حيث شهد مقتل والده وهو طفل صغير، وتحملت والدته عبء تربيته مستعينة بأخواله تارة وبأعمامه تارة أخرى، ولكنه ظل شديد التعلق بها حتى بعد وفاتها، فقال في سنواته الأخيرة “أمي وشقائق النعمان هما أكثر ما أحببت في هذا العالم، فكنت دائما وأنا طفل أقطف هذه الزهور من البرية وأحملها إليها”.

وعبر دراسته العميقة لأعمال كبار الفنانين، ولاسيما الحداثيين منهم، توصل إلى أن اللوحة نتاج انفعالات محددة ومكان وزمان معينين، لذلك وجد نفسه غير قادر على تقليد نفسه ورسم لوحة تشبه سابقاتها.

وعبر مسيرة حياته نال المدرس الكثير من الجوائز والأوسمة محليا وخارجيا من وسام الاستحقاق السوري الذي منح له بعد وفاته سنة 2005، وجائزة الدولة للفنون سنة 1985 والجائزة الأولى من أكاديمية الفنون الجميلة بروما والميدالية الذهبية لمجلس الشيوخ الإيطالي وميداليات عديدة فنية عربية وأجنبية.

وطافت لوحات المدرس في 20 معرضا فرديا في سوريا والعالم، فتنقلت بين أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا ولبنان والإمارات. كما واظب على المشاركة في جميع المعارض الجماعية داخل البلاد وخارجها، ولاسيما التي أقيمت للتعريف بالفن السوري.

كان المدرس يقول عن نفسه “لست تعبيريا في اتجاهاتي التشكيلية ولست سرياليا ولست تجريديا، بكل بساطة أنا رسام سوري عربي حديث أرفض الأخذ بالمفاهيم المستوردة أو مسبقة الصنع، أنا شاهد على جمال الأرض والإنسان كما أنا شاهد على أحزان عصري”.

'