يقول خبراء لموقع “سكاي نيوز عربية” إن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا جعلت أوروبا وواشنطن تهملان ملف الإرهاب الذي عاود الانتشار بقوة في عام 2022، ويواصل تهديداته مع مطلع 2023، مع الانتشار المكثف لتنظيماته في غرب إفريقيا، وضربات داعش في العراق وأفغانستان الأيام الأخيرة.

تزحف الحرب الروسية الأوكرانية، التي بدأت فبراير 2022، نحو عامها الأول على وقع انقسام دولي حاد لم يحدث منذ انتهاء الحرب الباردة، ما بين جبهتي روسيا والغرب، واستنزاف اقتصاد دول العالم بينهما.

ساحة عمليات الإرهاب

يمكن القول بملء الفم بأن القارة الإفريقية وأفغانستان، إلى جانب العراق، صارت أرض العمليات المركزية لـ”داعش” في العام المنتهي، وخلال العام الجديد، بتعبير الباحث المتخصص في شؤون الإرهاب والجماعات المسلحة، أحمد سلطان.

يتابع، أنه بدلًا من أن يستغل العالم وقواه الدولية الفاعلة، ومنها أميركا، حالة الاقتتال بين داعش والقاعدة على النفوذ في بعض المناطق مثل الساحل الإفريقي جنوبي الصحراء، انغمست واشنطن في حرب أوكرانيا “كأنه تعمد لصنع أزمات أكثر قوة عالميا، تضاف لأوجاع الحرب”.

 سوق السلاح

في تلك الزاوية، ينبه الباحث الروسي في تاريخ العلاقات الدولية سولونوف بلافريف، إلى أن جميع صفقات السلاح التي وصلت إلى كييف وقعت ضحية لمافيا السلاح وبيعت للجماعات والتنظيمات الإرهابية.

بذلك، فإن الجماعات الإرهابية تستفيد من سلاح واشنطن بطريقة غير مباشرة لتقوية فروعها وأذرعها؛ ما يسمح لأميركا بالتدخل في شؤون الدول مرة أخرى وبالأخص إفريقيا، حسب توقع بلافريف.

يضيف الباحث الروسي أن هذا الوضع يعني استمرار حالة التأزم في عدة دول، لا سيما في منطقتي الشرق الأوسط وإفريقيا؛ بما يوفر بيئة خصبة لنمو النشاط العملياتي لتنظيمات العنف والإرهاب.

مؤشرات و”إهمال استراتيجي”

  • ارتفاع معدلات هجمات داعش في وسط إفريقيا وفي الجنوب الإفريقي، خاصةً موزمبيق، بمعدل 50 بالمئة في عام 2022 مقارنةً بسنوات سابقة.
  • ارتفاع نسبة عمليات تنظيم داعش في مناطق غرب إفريقيا بواقع 20 بالمئة.
  • يمتلك تنظيم داعش أكثر من فرع في غرب إفريقيا وآخر في منطقة الساحل والصحراء الكبرى، وفي الجنوب الجماعات التي بايعت داعش في موزمبيق.
  • يحذر محللون أميركيون من يوصف بـ”الإهمال الاستراتيجي” من الولايات المتحدة وحلفائها لتهديدات عودة داعش والقاعدة.
  • خروج فرنسا العسكري من غرب ووسط إفريقيا وانشغال روسيا بحربها ضد أوكرانيا جعلا الساحة شبه خالية لداعش وبقية التنظيمات المتطرفة في مواجهة مليشيات وجيوش إفريقية.
  • مع اقتراب المعارك في أوكرانيا من سيناريو الحرب طويلة الأمد، تلوح دول الغرب بمواجهة أزمة في حجم الأسلحة الموجودة في مخازن دول حلف الناتو؛ وهو ما ينعكس مستقبلا على قدرتها على مواجهة التهديدات الإرهابية داخلها وفي الخارج.