شبه طلاق للحريري مع عون وتركيز على شدّ العصب السنّي – مصدر24

شبه طلاق للحريري مع عون وتركيز على شدّ العصب السنّي

شبه طلاق للحريري مع عون وتركيز على شدّ العصب السنّي

بيروت – أعلن سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني السابق شبه طلاق مع رئيس الجمهورية ميشال عون بعدما اتهمه بالسعي مع تيّاره الذي يرأسه جبران باسيل إلى “إلغاء الحريرية وتيّار المستقبل”.

وقال الحريري في خطاب ألقاه في مناسبة الذكرى الخامسة عشرة لاغتيال والده إنّ “عقلية حروب الإلغاء، ساعة بدها تلغي الاشتراكي، وتلغي وليد بك (جنبلاط) وساعة بدها تلغي القوات (القوّات اللبنانية)، قوات ما بعد اتفاق معراب وساعة بدها تلغي الحراك (حراك الشارع) وهلق بدها تلغي الحريرية وتيار المستقبل، إيه فشرتوا”، أي إنكم لن تستطيعوا ذلك.

وعلى الرغم من السقف العالي لخطاب سعد الحريري وإعلانه “سقوط التسوية الرئاسية”، فإنّه فرّق، استنادا إلى سياسيين لبنانيين، بين ميشال عون وجبران باسيل وذلك عندما لم يستبعد احتمال التواصل معه مستقبلا.

ومعروف أن ميشال عون خاض حربي إلغاء مع خصومه أثناء وجوده كرئيس للحكومة في قصر بعبدا في السنوات 1988 و1989 و1990. وسعى في الحرب الأولى إلى مواجهة الجيش السوري في لبنان وفي الثانية إلى إلغاء “القوات اللبنانية”.

خطاب سعد الحريري

 

وتحدّث الحريري طويلا عن العراقيل التي وضعها التيار الوطني الحر وحزب الله في وجهه. وركّز على أن أحدا غير رفيق الحريري لم يقدّم شيئا للبلد في مجال التنمية والإعمار.

ورأى مراقبون سياسيون أن الحريري هاجم إيران التي تغدق المال على حزب الله لكنّه سعى في الوقت ذاته إلى تحييد الثنائي الشيعي، حركة أمل وحزب الله نسبيا.

ولاحظ هؤلاء أنّ التركيز في الخطاب الذي ألقاه الحريري في “بيت الوسط” (مقر إقامته في بيروت) كان على ملفّ الكهرباء الذي يتولاّه “التيّار الوطني الحر” منذ ما يزيد على عشر سنوات والذي كبّد الخزينة اللبنانية مليارات الدولارات.

وذكّر في هذا المجال بأنّ رفيق الحريري استطاع في تسعينات القرن الماضي تأمين الكهرباء كلّ الوقت في كلّ أنحاء لبنان.

ومن النقاط المهمّة في خطاب سعد الحريري تركيزه على أهل السنّة في لبنان.

وقال سياسي لبناني إنّها كانت إحدى المرات القليلة التي يشير فيها سعد الحريري إلى السنّة بالذات.

وأوضح هذا السياسي أنّه بدا واضحا أن رئيس “تيار المستقبل” يريد شدّ العصب السنّي مشددا على أن لا أحد يستطيع إلغاء أهل السنّة وشطبهم من المعادلة اللبنانية.

وكان لافتا حضور النائب تيمور وليد جنبلاط الاحتفال بذكرى اغتيال رفيق الحريري، كما حضر السفير السعودي وليد البخاري الذي أطلّ على الجمهور المحتشد من إحدى شرفات منزل سعد الحريري وإلى جانبه مفتي الجمهورية (السنّي) الشيخ عبداللطيف دريان.

وتهكّم رئيس التيار الوطني الحر ووزير الخارجية السابق جبران باسيل على خطاب الحريري، معتبرا أن الحريري مهما عمل لن يطوله. وذكر في تغريدة في حسابه الرسمي أن التفاهم الوطني سيعيد جمعهما معا.

واعتبر كاتب سياسي لبناني أن باسيل تلقّى رسالة الحريري بألم خصوصا لجهة تحميله مسؤولية الانهيار الذي أصاب العهد برئاسة والد زوجته الرئيس ميشال عون.

وقال الكاتب السياسي في تصريح لـ”العرب” إن “باسيل أراد من خلال هذه التغريدة التعبير عن نزق شخصي، خصوصا لجهة التنويه أنه لا يريد أن يكون مثل الحريري بل التمسك بما هو عليه من خيارات وكفاءات لطالما اعتبرها مراقبون للشؤون اللبنانية مهددة للّحمة الداخلية اللبنانية وللاستقرار الداخلي”.

ويشعر باسيل بالقلق جراء تصويب الحريري والحلفاء في الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب القوات اللبنانية عليه خاصة والعهد عامة دون الاصطدام بحزب الله حليف باسيل الذي يعوّل عليه لتحقيق طموحاته الرئاسية خلفا لعون.

ولفت مراقبون إلى أن كلام باسيل بشأن التفاهم الوطني مع الحريري يرمي إلى عدم تحقيق قطيعة نهائية، خصوصا وأنه يعرف شخصيا، من خلال انخراطه في التفاهمات مع الحريري التي أدّت إلى انتخاب عون رئيسا، أنه لا حظوظ لباسيل في الوصول إلى قصر بعبدا دون تغطية من الطائفة السنية في لبنان التي ما زال الحريري يعتبر زعيما سياسيا لها.

وتزامن مع خطاب الحريري تراشق بالحجارة وعبوات المياه بين مناصري تيار المستقبل وعدد من المعتصمين من الحراك الشعبي الموجودين في خيم الاعتصام في وسط بيروت بسبب هتافات مستفزة من قبل الجانبين، وتدخّلت القوى الأمنية لوقف التراشق

'