شراكة إماراتية صينية تؤذن ببدء السير الفعلي في طريق الحرير الجديد – مصدر24

شراكة إماراتية صينية تؤذن ببدء السير الفعلي في طريق الحرير الجديد

شراكة إماراتية صينية تؤذن ببدء السير الفعلي في طريق الحرير الجديد

الرئيس الصيني شي جين بينغ يصف الإمارات بواحة التنمية في العالم العربي.

خطوات واثقة على أرضية صلبة

الصين في منظور دولة الإمارات العربية المتحدة قوةّ عالمية صاعدة على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والعلمية والتكنولوجية تنطوي الشراكة معها على منافع عديدة تلبي الكثير من الطموحات. ودولة الإمارات في المنظور الصيني، بما يميّزها من استقرار سياسي وأمني وثراء مادي وحركية اقتصادية وتنموية، شريك نموذجي لإنجاح مبادرة الحزام والطريق، التي ستكون زيارة الرئيس الصيني للإمارات خطوة كبيرة على طريق الشروع العملي بتنفيذها.

أبوظبي – يبدأ الرئيس الصيني شي جين بينغ، اليوم، زيارة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، نُظر إليها باهتمام بالغ في داخل الدولة وخارجها لما ستمثّله من نقلة نوعية في علاقات بلدين تجمعهما العديد من المشتركات، وتفتح لهما مقدّراتهما الثرية مجالات واسعة للتعاون والتكامل.

واعتبر مراقبون أنّ الصين المعروفة بسياساتها المدروسة وتخطيطها الدقيق، اختارت عن وعي أن تكون شراكتها مع دولة الإمارات بما لها من خصائص كثيرة تتراوح بين الاستقرار السياسي والأمني والازدهار الاقتصادي والطموحات المستقبلية الكبيرة، المدخل الفعلي لبناء شراكة أعمّ تشمل سائر دول المنطقة ضمن مبادرة “الحزام والطريق”.

وأَجْمَلَ الرئيس الصيني نظرة بلاده إلى الإمارات بالقول إنّها تمثل واحة التنمية في العالم العربي.

وقال في مقال كتبه بمناسبة الزيارة تحت عنوان “يدا بيد نحو مستقبل أفضل” إن البلدين الصديقين يكمّلان بعضهما البعض في التنمية وإنّهما شريكان مهمّان للتواصل والتنسيق في الشؤون الدولية والإقليمية لما لديهما من رؤى تنموية متقاربة وأهداف سياسية متطابقة وروابط تعاون متنامية.

كما ذكّر الرئيس بينغ في مقاله بأنّ الإمارات، وهي وجهته الأولى في أول زيارة خارجية له منذ إعادة انتخابه رئيسا من قبل مجلس الشعب في مارس الماضي، هي أول دولة خليجية أقامت علاقات شراكة استراتيجية مع الصين، مضيفا أنّ التعاون الثنائي تطور منذ ذلك الوقت بشكل سريع في كافة المجالات خاصة بعد الزيارة التي قام بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي في ديسمبر 2015 إلى الصين حيث تم التوصّل إلى توافق مهمّ حول سبل تطوير العلاقات الصينية الإماراتية.

وأشار الرئيس الصيني إلى وجود حاجة لدور إماراتي فاعل في إنجاح مبادرة “الحزام والطريق”، قائلا “تتطلب المسيرة الجديدة والمهام الجديدة قادة حازمين وشجعانا”، مشيرا إلى أنّ المبادرة المذكورة لاقت تجاوبا من الشيخ محمد بن زايد الذي وصف طريق الحرير الجديد بأنّه جسر لتعزيز التواصل بين الصين والعالم العربي. كما اعتبر بينغ أن بلاده والإمارات شريكتان في استكشاف طرق في التنمية والتحديث تتماشى مع الظروف الوطنية مع الحفاظ على الاستقلالية.

سلطان الجابر: علاقتنا مع الصين علاقة استراتيجية طويلة الأمد تشمل مختلف الجوانبسلطان الجابر: علاقتنا مع الصين علاقة استراتيجية طويلة الأمد تشمل مختلف الجوانب

ووصف البلدين بالصديقين المخلصين اللذين يكمّل بعضهما البعض في التنمية، وبالشريكين المهمّين للتواصل والتنسيق في الشؤون الدولية والإقليمية، داعيا إياهما للعمل يدا بيد في ظلّ ما يعيشه عالم اليوم من تطورات وتغيرات وتعديلات كبيرة تستلزم من الجانبين الصيني والإماراتي تعزيز التواصل والتنسيق لتوسيع مصالحهما المشتركة في الشؤون الدولية والإقليمية والمساهمة بالقوة الإيجابية في السلام والاستقرار والازدهار في العالم.

وتجد دولة الإمارات العربية المتحدة مصالح كبيرة في توثيق علاقاتها مع الصين، تتجاوز الجوانب الاقتصادية ذات الأهمية، والتي تحقّق منها الكثير خلال أكثر من ثلاثة عقود منذ بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، إلى أهداف علمية تلبّي المطامح الإماراتية الكبيرة في جلب التكنولوجيات والعلوم الحديثة وتوطينها.

كما تلمس الإمارات في الصين شريكا سياسيا وازنا قادرا على إحداث التوازن المطلوب في العلاقات الدولية وفي حلّ القضايا الإقليمية دفعا نحو الاستقرار المنشود في المنطقة.

وتعليقا على زيارة الرئيس الصيني للإمارات، قال وزير الدولة رئيس المجلس الوطني الإماراتي للإعلام سلطان بن أحمد الجابر إنّ “جمهورية الصين الشعبية تعتبر اليوم واحدة من أهم القوى الفاعلة والمؤثرة في العلاقات الدولية، ليس فقط في المجالات السياسية والاقتصادية، بل وفي العديد من المجالات والقطاعات الأخرى التي تقوم بلعب دور مهم وفعال فيها”.

وأكّد الجابر أنّ نهج القيادة في بلاده يقوم على مد جسور التعاون والتواصل مع المجتمع الدولي، مضيفا “علاقتنا مع الصين هي علاقة استراتيجية طويلة الأمد تشمل مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياحية، وغيرها من القطاعات والمجالات”.

ويظل الجانب الاقتصادي أساسا صلبا للعلاقات الإماراتية الصينية، وهو ما أبرزه وزير الاقتصاد الإماراتي سلطان المنصوري، مذكّرا بأن الصين تعد ثاني أكبر اقتصاد عالمي، وهي ركن التنمية الأبرز في القارة الآسيوية، كما أنها تعد أحد أهم اللاعبين المؤثرين في نمو الاقتصاد وحركة التجارة وتدفقات الاستثمار على الصعيد العالمي.

وقال المنصوري بمناسبة زيارة الرئيس الصيني لبلاده “نحن نعتقد أن مستويات التعاون المتنامية بين البلدين من شأنها تحفيز نمو تدفقات الاستثمار والتجارة والسياحة بينهما، الأمر الذي يعكس الآفاق الواعدة لمزيد من التعاون والمنفعة المتبادلة في مختلف القطاعات الاقتصادية الاستراتيجية”.

وبشأن أهمية طريق الحرير الجديد ومشاريع مبادرة “الحزام والطريق” في تعزيز علاقات التعاون بين الإمارات والصين خلال المرحلة القادمة، قال وزير الاقتصاد الإماراتي إنّ بلاده حرصت على المساهمة بفعالية في تعزيز سبل الشراكة والتعاون لإنجاح المبادرة باعتبارها تواصلا زمنيا وتاريخيا لطريق مؤثر في حركة التجارة الدولية منذ القدم، وهو ما يعزز حصاد المنافع المترتبة على تلك المبادرة في معظم الدول المنخرطة فيها.

وأضاف المنصوري “دولة الإمارات من خلال نجاحاتها التجارية ومكانتها الاستراتيجية الرائدة على خارطة التجارة العالمية، إضافة إلى قدراتها اللوجستية وتسهيلاتها لدعم أفضل ممارسات الأعمال وجذب الاستثمارات، تعد من الدول المرشحة بقوة لتعزيز التعاون في مشاريع الحزام والطريق. فقد أنشأت الدولة البنية التحتية اللاّزمة لتسهيل التجارة”.

'