صحافية هولندية تنجو من الاعتقال في تركيا بالترحيل إلى بلادها – مصدر24

صحافية هولندية تنجو من الاعتقال في تركيا بالترحيل إلى بلادها

صحافية هولندية تنجو من الاعتقال في تركيا بالترحيل إلى بلادها

أنقرة تؤكد أن ترحيل أنز بورشما بسبب تلقيها معلومات مخابراتية من الشرطة الهولندية بأن للصحافية صلات بمنظمة إرهابية وأمستردام تنفي.

أمستردام – قالت هيت فينانسيلي داجبلاد الهولندية إن تركيا رحلت صحافية تعمل لديها، مشيرة إلى “اعتبارات أمنية” لم تحددها، بينما زعمت أنقرة أن الترحيل تم بعد تلقيها معلومات من الشرطة الهولندية عن صلاتها “بمنظمة إرهابية معروفة”.

ودافعت هيت فينانسيلي داجبلاد عن الصحافية أنز بورشما ووصفت ترحيلها بأنه “انتهاك فج لحرية الصحافة”.

وكتب رئيس تحرير الصحيفة يان بونير يقول “أنز كانت تؤدي عملها بحكمة وبمسؤولية… ومن المحزن بشكل استثنائي أن الصحافيين في تركيا لا يمكنهم القيام بعملهم في سلام”.

ورفضت الشرطة الهولندية التعليق. وأحالت جميع الهيئات الهولندية الاتصالات إلى مكتب الادعاء الذي لم يرد على طلب التعليق من قبل وكالة رويترز.

لكن صحيفة “هيت بارول” الهولندية نقلت عن متحدثة باسم الادعاء قولها إن ترحيل الصحافية لم يأت بناء على طلب من ممثلي الادعاء في هولندا.

ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم الادعاء قوله إن بورشما “لم ترحل أو تسلم بناء على طلب من هولندا”. وقال مسؤولون أتراك في بادئ الأمر إن ترحيل بورشما لا علاقة له بعملها كصحافية ثم قالوا إنه بسبب “الاشتباه في صلاتها بالإرهاب”.

وأصدر مكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بيانا جاء فيه أن السلطات التركية تلقت معلومات مخابراتية من الشرطة الهولندية تفيد بأن بورشما “لها صلات بمنظمة إرهابية معروفة (إضافة إلى) طلب معلومات عن تحركاتها من تركيا وإليها”.

وقال فخر الدين ألتون مدير الاتصالات بالرئاسة التركية إن هولندا أخبرت تركيا بأن الصحافية لها صلات بجبهة النصرة وهي جماعة إسلامية متشددة على صلة بتنظيم القاعدة وتعمل الآن تحت مظلة هيئة تحرير الشام أقوى تحالف للجماعات الإسلامية المتشددة في محافظة إدلب السورية على الحدود مع تركيا.

نقابة الصحافيين الهولندية طالبت وزير الخارجية ستيف بلوغ بتقديم احتجاج شديد اللهجة، وقالت إنه يتعين على هولندا تعليق علاقتها مع تركيا، إذا لزم الأمر

وكتب ألتون على تويتر يقول إن تركيا لم تتكهن بشأن صحة معلومات المخابرات واتخذت إجراء احترازيا بطرد بورشما.

وذكرت صحيفة “هيت فينانسيلي داجبلاد”، أكبر الصحف المالية في هولندا، أن بورشما (31 عاما) كانت تزور مكتبا للهجرة في إسطنبول لتجديد تأشيرة دخولها الأربعاء عندما اعتقلتها السلطات.

وكتبت بورشما على تويتر صباح الخميس تقول “وفجأة تجد نفسك جالسا في طائرة وعائدا إلى هولندا”. وأضافت “أعلنوا أنني شخص غير مرغوب فيه في تركيا”.

وبدأت بورشما العمل كمراسلة في تركيا في 2017 وكانت من قبل تعمل في اختصاص تدريس الصحافة. وشملت تغطياتها لصحيفتها في الفترة الأخيرة تقارير عن التضخم وعن مطار إسطنبول الجديد إضافة إلى تحليل جاء فيه أن أردوغان يستغل مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في الثاني من أكتوبر في القنصلية السعودية بإسطنبول لتعزيز مكانته على الساحة الدولية.

وأشار تقرير الصحيفة عن ترحيل بورشما إلى أنها جددت في الفترة الأخيرة أوراق اعتمادها كصحافية لعام 2019 وهو ما يجعل ترحيلها أكثر غرابة.

وتركيا أكثر دول العالم سجنا للصحافيين واحتلت المرتبة رقم 157 من بين 180 دولة على مؤشر منظمة “مراسلون بلا حدود” الخاص بحرية الصحافة في العالم في عام 2018.

وطالبت نقابة الصحافيين الهولنديين باتخاذ إجراء. وقال الأمين العام للنقابة توماس برنينج، في امستردام ” هذا الأمر يمثل تدهورا جديدا ومحزنا ويظهر مدى المناخ العدائي بالنسبة للصحافيين هناك”.

وكتبت منظمة مراسلون بلا حدود تغريدة على موقع تويتر جاء فيها “لقد تم إبلاغها بأنها تمثل تهديدا للأمن القومي، رغم أنها تلقت تصريحها الصحافي الجديد منذ تسعة أيام. كيف أصبحت تهديدا خلال تسعة أيام؟”.

وطالبت النقابة الهولندية وزير الخارجية ستيف بلوغ بتقديم احتجاج شديد اللهجة، وقالت إنه يتعين على هولندا تعليق علاقتها مع تركيا، إذا لزم الأمر.

واستعادت هولندا وتركيا علاقاتهما الدبلوماسية في الفترة الأخيرة بعد خلاف في عام 2017 منعت خلاله الحكومة الهولندية الساسة الأتراك من القيام بحملات دعاية انتخابية وسط الهولنديين من أصول تركية قبيل الاستفتاء على الدستور في أبريل من العام ذاته.

'