صحافي إيراني يخشى اختطافه من قبل عملاء بلاده في تركيا – مصدر24

صحافي إيراني يخشى اختطافه من قبل عملاء بلاده في تركيا

أنقرة – يشعر الصحافي الاستقصائي الإيراني محمد مساعد الهارب إلى تركيا بأنه مستهدف من قبل عملاء إيران، ويخشى من تعرضه للاختطاف أو الترحيل من قبل السلطات التركية وإعادته إلى بلاده ليواجه مصيراً مظلماً.

ونشرت قناة “سي.بي.سي” الكندية مؤخرا مقابلة مع مساعد قال فيها “يجب أن أذهب إلى بلد آمن عاجلا، وعلي أن أسعى لبدء حياة جديدة هناك”.

وركز مساعد في عمله الصحافي على قضايا الفساد التي تسببت باعتقاله والحُكم عليه بالسجن عدة سنوات.

وكان مساعد يأمل في الإفلات من عقوبة السجن بفراره إلى تركيا المجاورة، لكنه يواجه الآن احتمال الترحيل إلى وطنه.

 وكان من أوائل الصحافيين الذين تحدثوا عن انقطاع الإنترنت في إيران أثناء الاحتجاجات التي شهدتها البلاد في نوفمبر 2019، وغرد على حسابه في تويتر بالإنجليزية “مرحبًا، عالم حر، استخدمت 42 خادم بروكسي لكسر الحجب، من أجل كتابة هذه الكلمات. الملايين من الإيرانيين ليس لديهم إنترنت. هل يمكنكم سماعنا؟”.

وتم القبض عليه بعد نشر هذه التغريدة وأفرج عنه بعد أسبوعين، ثم حكم عليه بالسجن أربع سنوات وتسعة أشهر بتهمة “انتهاك الأمن القومي” و”الدعاية ضد النظام”، ومُنع من العمل لمدة عامين آخرين، ويقول “غالباً ما يواجه الصحافيون في إيران مثل هذه العقوبات”، وكان عليه أن يتصرف حيث فر عبر الحدود سيراً على الأقدام إلى تركيا.

وأشار إلى أن هروبه من إيران كان أمرا صعبا للغاية بسبب الأوضاع الجوية الصعبة وبرودة الطقس.

وهددت السلطات التركية بترحيله لأنه دخل البلاد بشكل غير قانوني، ولاحقا وبمساعدة منظمات صحافية مختلفة تمكن من التقدم إلى السلطات التركية للحصول على حماية دولية، لكنه لا يزال عرضة للترحيل لأن القرار بشأن حمايته لا يزال معلقاً. لذلك يعيش في مكان معزول ونصحه محاميه بعدم مغادرة المنزل والامتناع عن الظهور على الملأ حتى اكتمال عملية تقديم الطلب.

وقال إن صلته بالمنظمات الدولية للصحافة بمثابة سلاح ذي حدين، فمن جهة أدت إلى عدم إعادته إلى إيران ومنع اعتقاله في تركيا، ومن جهة أخرى فاقمت أوضاعه في إيران، مشيرا إلى أن النظام الإيراني يتهمه بالعمل مع المؤسسات الأجنبية.

وذكرت “سي.بي.سي” في تقريرها أن الصحافي الهارب والمدان بالسجن من قبل القضاء الإيراني يشعر بقلق عميق إزاء احتمال ملاحقته من قبل النظام الإيراني واعتقاله وإعادته إلى طهران.

ويقول مساعد إن النظام الإيراني يعتقد أن جميع الصحافيين في العالم “جواسيس وعملاء أمنيون”.

وكان الاتحاد الدولي للصحافيين قد ندد بسجن مساعد واصفًا الحكم بـ”استخدام النظام القانوني لقمع الأصوات غير المرغوب فيها في إيران”.

وفاز مساعد بجوائز عدة في إيران بالإضافة إلى جائزة حرية الصحافة الدولية من لجنة حماية الصحافيين، وجائزة “دويتشه فيله” لحرية التعبير، وبعد حصوله على هذه الجوائز الدولية منعته السلطات الإيرانية من السفر.

'