صراع فاصل يطبع قمة الجولة بالدوري الإنكليزي – مصدر24

صراع فاصل يطبع قمة الجولة بالدوري الإنكليزي

ليفربول – يدخل ليفربول الباحث عن لقبه الأول في بطولة إنكلترا لكرة القدم منذ ثلاثة عقود، مباراة فاصلة على ملعبه، الأحد، ضد بطل الموسمين الماضيين مانشستر سيتي، آملا في استغلال نقص الخط الدفاعي للأخير لتحقيق فوز يعزز به صدارته.

ومنذ لقبه الأخير في الدوري الإنكليزي عام 1990، اختبر ليفربول العديد من المحطات التي بدت فيها كأس البطولة في متناول لاعبيه، قبل أن تجري الرياح على عكس ما تشتهي سفن ملعب أنفيلد.

لكن الملعب الأسطوري في كرة القدم، سيكون، الأحد، على موعد مع موقعة في المرحلة الثانية عشرة من الدوري الممتاز، يأمل المضيف بقيادة مدربه الألماني يورغن كلوب في أن يخرج منها بتوسيع الفارق البالغ ست نقاط حاليا (31 مقابل 25)، عن مطارده بقيادة الإسباني بيب غوارديولا.

وستحضر أمام ليفربول ومشجعيه، ذاكرة الموسم الماضي الذي شهد جمع فريقهم رصيدا مذهلا من النقاط (97 نقطة)، دون أن يكفي لمنحهم لقبا طال انتظاره، إذ أنهوا الدوري بفارق نقطة واحدة فقط خلف سيتي. وتلقى ليفربول في الموسم الماضي خسارة وحيدة في الدوري، كانت بضيافة فريق مدينة مانشستر (1-2) في الثالث من يناير 2019.

ولا تزال هذه الخسارة الأخيرة لليفربول في الدوري المحلي منذ ذلك الحين.

وقال غوارديولا في تصريحات، الجمعة عشية المباراة، “في الموسم الماضي فزنا بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز على حساب أقوى منافس واجهته في مسيرتي” التي شملت تدريب برشلونة الإسباني وبايرن ميونيخ الألماني. وأضاف “حاليا ليفربول هو أقوى فريق في العالم. نعرف ما يعنيه اللعب في أنفيلد بالنسبة إليهم وبالنسبة إلى كل من يواجههم”.

ستحضر أمام ليفربول ومشجعيه ذاكرة الموسم الماضي الذي شهد جمع فريقهم رصيدا مذهلا من النقاط (97 نقطة) دون أن يكفي لمنحهم لقبا طال انتظاره

وصنع كلوب انقلابا في الملعب التاريخي للنادي الأحمر. ومنذ توليه المسؤولية في خريف العام 2015، أعاد الألماني الفريق إلى مصاف الكبار في إنكلترا وأوروبا، وتوّج صعوده التدريجي الثابت بلقب دوري الأبطال في الموسم الماضي للمرة السادسة في تاريخ النادي.

وبات الفريق منافسا دائما على لقب إنكلترا، وإن كان لا يزال يسعى إليه. الخسارة الأخيرة أمام سيتي هي الوحيدة في آخر 50 مباراة من الدوري.

وفي أنفليد، يبدو ليفربول فريقا مستعصيا على الخسارة. ويعود سقوطه الأخير في الدوري الإنكليزي على هذا الملعب إلى أبريل 2017.

أنفيلد أيضا هو الملعب الذي حقق عليه الفريق الأحمر “ريمونتادا” تاريخية في نصف نهائي دوري الأبطال في الموسم الماضي، بإسقاط برشلونة ونجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي برباعية نظيفة، بعد خيبة الخسارة بثلاثة أهداف نظيفة على ملعب كامب نو في المدينة الكتالونية ذهابا.

لكن سيتي ليس فريقا سيئا بدوره. فهو أحرز لقب الدوري الممتاز مرتين تواليا، وفي 2018-2017 تلقى خسارة على يد ليفربول (3-4) كانت الأولى له في الموسم، تلتها أخرى يتيمة أمام الغريم الآخر مانشستر يونايتد.

السيتي أمام فرصة ذهبية لتضييق الخناق على المتصدر
السيتي أمام فرصة ذهبية لتضييق الخناق على المتصدر 

ونمت المنافسة بين الفريقين بشكل كبير، وشهد الموسم ما قبل الماضي أيضا خروج سيتي على يد ليفربول من دوري الأبطال الأوروبي، بخسارة إجمالية قاسية في مباراتي الذهاب والإياب (1-5).

وفي سياق المديح المتبادل بين الفريقين والمدربَين، اعتبر كلوب أن المنافسة الثنائية “تكبر وتكبر (..) مانشستر سيتي فريق كرة قدم جيد جدا. الحمد لله أن ثمة منافسة، لأن هذا يعني أننا لسنا في موقع سيء”.

وأضاف “ستكون مباراة كبيرة بين فريقين جيدين (..) النبأ الأفضل بالنسبة إلينا هو أنها ستكون في أنفيلد”.

والفارق هذا الموسم أن عثرات سيتي تبدو أكبر مما كانت عليه في الموسمين الماضيين. وبعدما أنهى الموسم الماضي بأربع هزائم، تلقى سيتي نصف عددها حتى الآن (أمام نوريتش سيتي وولفرهامبتون) في المباريات الـ11 الأولى فقط (من أصل 38 مرحلة يتألف منها الدوري).

وفي المقابل، لا يزال ليفربول الفريق الوحيد الذي لم يتلق أي خسارة في إنكلترا، مع عشرة انتصارات وتعادل واحد قبل المرحلة الثانية عشرة.

وعلى الرغم من أن الفريق حقق انتصارات وجمع نقاطا صعبة في الشهر الماضي (فوز متأخر على أستون فيلا، تعادل متأخر مع مانشستر يونايتد..)، فإنه سيكون، الأحد، أمام فرصة استغلال جانب يحاول غوارديولا جاهدا تحسينه منذ توليه المسؤولية في 2016، ألا وهو خط الدفاع.

فسيتي سيدخل مباراة، الأحد، في غياب حارس مرماه الأساسي البرازيلي إيدرسون المصاب، لينضم إلى المدافع الفرنسي إيمريك لابورت الغائب لفترة مطولة، بينما يجهد الظهير الفرنسي بنجامان مندي لاستعادة مستواه بعدما أبعدته الإصابة لفترات مطولة خلال الموسمين الماضيين.

وعلى الرغم من ذلك، يقلل غوارديولا من شأن فارق النقاط الست في مرحلة مبكرة نسبيا، لاسيما وأن ليفربول سبق له التفريط في الصدارة في مرات سابقة. وقال الإسباني الذي خسر في ثلاث من زياراته الأربع السابقة إلى أنفيلد “الأمر (اللقب) لا يحسم أبدا في نوفمبر”.

وتابع “الأمر أصعب بالطبع في مواجهة ليفربول، الفريق الذي خسر مرة واحدة فقط في الموسم الماضي ولا يزال دون هزيمة هذا الموسم”، مضيفا “لذا يمكنك أن تتوقع أنهم لن يخسروا العديد من المباريات، لكن الموسم لا يزال طويلا، ويمكن للعديد من الأمور أن تحدث”.

وخلافا للصراع التكتيكي بين المدربين فما هو أكيد أنه ستتخلل هذا اللقاء عدة مواجهات ثنائية في خط الهجوم سيقدمها نجمان شابان يتشاركان قميص المنتخب الإنكليزي، الأول هو الظهير الأيمن لليفربول ترنت ألكسندر-أرنولد، وجناح سيتي رحيم ستيرلينغ الذي سبق له الدفاع عن ألوان الفريق الأحمر.

وصنع ألكسندر-أرنولد لنفسه دورا أساسيا لاسيما من خلال اختراقاته على الأطراف وقدراته على توفير كرات عرضية متقنة للثلاثي المصري محمد صلاح والسنغالي ساديو مانيه والبرازيلي روبرتو فيرمينو.

وفي مقابل ذلك، ينتقد البعض ألكسندر-أرنولد على المساحات التي يتركها خلفه في المنطقة الدفاعية، والتي قد تصيب فريقه في مقتل، مع تمتع سيتي بلاعب سريع ماهر على الجهة اليسرى هو سترلينغ (24 عاما).

وانتقل الأخير من ليفربول إلى الفريق الأزرق عام 2015 في صفقة قدرت بخمسين مليون جنيه إسترليني، لكنه لم يتمكن منذ ذلك الحين من هز شباك فريقه السابق كلما حل ضيفا في أنفيلد. هل يكون هذا الموسم مختلفا، لاسيما وأن ستيرلينغ هو أفضل مسجل لفريقه في مختلف المسابقات، وهز الشباك 18 مرة في 20 مباراة مع ناديه والمنتخب؟

أما في خط الدفاع فسيكون التنافس بين لاعب الارتكاز البرازيلي فابينيو الذي يحظى بأهمية محورية في خطط مدربه الألماني يورغن كلوب في المقابل، يحضر البلجيكي كيفن دي بروين صاحب الأداء المحوري في منتصف ملعب سيتي.

وحقق تشيلسي انتصارا ثمينا على كريستال بالاس بهدفين دون رد، السبت، في المباراة التي أقيمت على ملعب ستامفورد بريدج. وبتلك النتيجة ارتفع رصيد تشيلسي إلى 26 نقطة، ليرتقي إلى المركز الثاني مؤقتا، بينما تجمد رصيد كريستال بالاس عند النقطة 15 في المركز التاسع. وكان واتفورد قد حقق أول فوز له هذا الموسم، الجمعة، إثر تغلبه على مضيفه نوريتش سيتي بهدفين نظيفين في افتتاح المرحلة الثانية عشرة من بطولة إنكلترا لكرة القدم.

'