صناعة السكر تحاول النهوض من ركام الحرب في سوريا – مصدر24

صناعة السكر تحاول النهوض من ركام الحرب في سوريا

دمشق – تقدم إعادة فتح مصنع للسكّر في محافظة حماة السورية الصيف المقبل دفعة إيجابية نادرة لصناعة تحاول النهوض من ركام الحرب، التي شلت نشاطها وتسببت في ابتعاد الآلاف من العاملين عن خطوط الإنتاج.

وتحوّلت سوريا إلى بلد مستورد بسبب الحرب التي أنهكتها ودمرت معظم القطاعات الاستراتيجية، بعد أن كانت أحد أبرز المصدرين وخاصة في المجال الزراعي.

وكشف سعدالدين العلي، مدير عام المؤسسة العامة للسكر، أن شركة سكر تل سلحب في حماة ستفتح أبوابها في يوليو المقبل بعد توقف لسبع سنوات وبطاقة تصنيعية تصل إلى 3800 طن يوميا.

ونسبت وكالة الأنباء السورية الرسمية إلى العلي قوله إن “أعمال الصيانة في الشركة مستمرة تمهيدا لتدشينها وبدء عملية الإنتاج، حيث تم خلال عام 2021 توريد قرميد لفرن الكلس”.

وأوضح أن قيمة المشاريع الاستثمارية المتعاقد عليها وقيد التعاقد والمعلن عنها للعام الحالي تجاوزت خمسة مليارات ليرة (199 مليون دولار)، وتتضمن توريد أقمشة مصاف وتأهيل أبراج التبريد وتقديم ماكينتي خياطة ومضخات، إضافة إلى صيانة مراجل وشراء قطع تبديلية.

سعدالدين العلي: مصنع تل سلحب بحماة سينتج 3800 طن من السكر يوميا

وحول واقع الشركة وزراعة الشوندر السكري الذي يعد المادة الأولية الداخلة في التصنيع، أوضح العلي أن الشركة متوقفة منذ عام 2015 لعدم وجود جدوى اقتصادية من تشغيل الشركة، بسبب تراجع زراعة الشوندر وقلة الإنتاج، ما أدى إلى إيقاف الزراعة من اللجنة الاقتصادية للموسمين الماضيين.

وخلال هذا الموسم قدمت الحكومة محفزات وتسهيلات للمزارعين للعودة إلى زراعة أراضيهم بمحصول الشوندر السكري، منها تخصيص 8 لترات مازوت (ديزل) بالسعر المدعوم وكميات من الأسمدة لكل دونم.

وقامت مؤسسة إكثار البذار العام الماضي باستيراد 47 طنا من البذور متعدد الأجنة من بلجيكا على شكل عبوات بوزن كيلوغرام واحد بقيمة 30 ألف ليرة (12 دولارا)، تم توزيعها على المصارف الزراعية. وبحسب التقديرات، فمن المتوقع أن تغطي كمية البذور المستوردة المساحة المخططة زراعتها والبالغة 4385 هكتارا.

وأوضح العلي أنه تم تحديد تسعيرة مجزية مقارنة بالسنوات السابقة بناء على تكاليف وأسعار مستلزمات الزراعة، لتصبح 250 ألف ليرة (99.5 دولارا) للطن الواحد، تحقق نسبة هامش ربح جيدة للمزارع، بينما كان سعر الطن خلال السنوات السابقة 25 ألف ليرة (9.9 دولار).

ورغم قيام المسؤولين بوزارتي الزراعة والصناعة بجولات ميدانية على المزارعين وإعطاء الإرشادات لتشجيعهم، إلا أنه تم تسجيل انخفاض الطلب على البذور وقلة المساحات المزروعة.

وحتى الآن تم بيع 31 طنا من البذور، فيما بلغت المساحة المزروعة 3159 هكتارا وبقي منها 2232 هكتارا، بعد تضرر نحو 927 هكتارا نتيجة موجة الصقيع.

وكان مدير مدينة حسياء الصناعية في حمص بسام منصور قد كشف الصيف الماضي أن مستثمرين جددا دخلوا إلى المدينة، أغلبهم يستثمرون وفق برنامج إحلال بدائل المستوردات. وأشار حينها إلى أن من أهم الاستثمارات الجديدة معمل السكر الجديد، وسيقوم بتكرير السكر الأحمر بطاقة إنتاجية تبلغ مليون طن سنويا.

'