صناعة الملابس العالمية تئن تحت وطأة التكاليف الباهظة للإنتاج – مصدر24

صناعة الملابس العالمية تئن تحت وطأة التكاليف الباهظة للإنتاج

لندن – تتسلل حالة من التشاؤم بين أوساط صناعة الملابس في العالم وخاصة في بريطانيا، من احتمال تعرض القطاع إلى انتكاسة غير متوقعة ستحدّ من نشاطه حيث قد يضطر التجار إلى رفع الأسعار لمواجهة تكاليف مواد الخام.

وفي الوقت الذي يجتمع رواد عالم الموضة في لندن بمناسبة أسبوع الموضة، يشهد القطاع عدم استقرار بسبب ارتفاع أسعار الأنسجة، المشكلة الأخرى التي تواجهها صناعة تأثرت أساسا بالجائحة وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

كارستن فريتش: أسعار النفط تزيد تكلفة الألياف المصنعة المنافسة للقطن

وشهدت أسعار القطن وكذلك الكتان والحرير والصوف والأنسجة الاصطناعية المشتقة من البترول ارتفاعا حادا في الأشهر الأخيرة، مدفوعة بالطلب القوي جراء الانتعاش العالمي المصحوب بارتفاع أسعار الطاقة والنقل.

وخلال العام الماضي ارتفعت أسعار القطن بنسبة 45 في المئة تقريبا لتصل إلى نحو 1.3 دولار للرطل في بداية فبراير الجاري، في سابقة منذ أكثر من عشر سنوات. ويتأثر القطاع العضوي بشكل خاص مع زيادة 90 في المئة في أسعار القطن العضوي من الهند في عام واحد، وفقا لبيانات القطاع.

ويوضح الاتحاد الذي يضم مصنعي المنسوجات الأوروبيين لوكالة الصحافة الفرنسية أنه بالنسبة إلى صناعة النسيج هذا يترجم إلى “نقص وزيادة في التكاليف”. كما أن أسعار الأنسجة الطبيعية الأخرى مثل الصوف والكتان آخذة في الارتفاع منذ نهاية عام 2020، بعد تراجع لنحو ثلاث سنوات.

ويقول كارستن فريتش، المحلل في كوميرز بنك إن “الارتفاع الحاد في أسعار النفط يزيد من تكلفة الألياف الاصطناعية التي تنافس القطن بشكل مباشر”.

ويتم إنتاج البوليستر والنايلون والأكريليك من المواد الكيمياوية المشتقة من البترول، لذلك يرتبط سعرها ارتباطا مباشرا بسعر النفط، الذي تقترب أسعاره حاليا من أعلى مستوياتها خلال سبع سنوات.

ومن الواضح أن الطلب أقوى في الوقت الحالي لأن الجهات التي تشتري المنسوجات تريد أن تحمي نفسها من ارتفاع الأسعار التي تتوقعها من خلال تشكيل مخزون.

وقال جاك سكوفيل المحلل في برايس غروب لوكالة الصحافة الفرنسية “نتيجة لذلك من الأصعب على المشترين العالميين شراء القطن في أي مكان”. ويواجه تجار الأقمشة العديد من التحديات اليوم وهم يحاولون الخروج بأخف الأضرار من أجل الحفاظ على أعمالهم في ظل التكاليف الباهظة.

جاك سكوفيل: يمكن أن يبدأ المستهلكون في رؤية أسعار الملابس ترتفع

وتقول روجي ساسمان فابر صاحبة “s” وهو متجر أقمشة مشهور في ضواحي شيكاغو يحمل اسم “فوغ فابريك” إن تكاليف الشحن المرتفعة تفوق أسعار الألياف. وأضافت “في الولايات المتحدة نتأثر أكثر بالزيادة الحادة في تكاليف الشحن من أسعار المواد الخام”.

وعلى حد قولها تبلغ تكلفة الحاوية القادمة من آسيا إلى الولايات المتحدة حاليا ما بين 12 ألف و16 ألف دولار مقارنة مع ثلاثة آلاف دولار قبل تفشي الأزمة الصحية.

ولم يختلف انطباع إيف دوبييف رئيس اتحاد صناعات النسيج الفرنسية عن كل تلك المواقف وهو يشير إلى ارتفاع أسعار الغاز والكهرباء والتي يستهلك القطاع كمية كبيرة منها.

ويؤثر ازدياد التكاليف بشكل خاص على الشركات الصغيرة الأكثر هشاشة. وقال دوبييف “نحتاج إلى تدفق نقدي كبير لتمويل تكاليف التشغيل. يمكن للشركات أن تقرر وقف إنتاجها”.

ويقول العديد من الخبراء إن هذه الأسعار ستؤثر حتما على المنتج النهائي مثل الملابس وقد لا تجد طريقها في نهاية المطاف إلى المستهلكين. وقال جاك سكوفيل نائب رئيس مجموعة برايس فيوتشرز ومقرها شيكاغو “يمكن أن يبدأ المستهلكون في رؤية الأسعار ترتفع”.

وساهمت أسعار الملابس الشهر الماضي في دفع التضخم إلى مستوى غير مسبوق منذ ثلاثين عاما في المملكة المتحدة بلغ نحو 5.5 في المئة. وما على عمالقة القطاع إلا الصمود بأقل أضرار ممكنة.

وأكدت أسوشيتد بريتيش فودز الشركة الأم لمجموعة بريمارك البريطانية “للأزياء الجاهزة” لوكالة الصحافة الفرنسية أن الزيادة في تكاليفها المتعلقة بالتصنيع لن تؤدي إلى زيادة الأسعار وذلك بفضل سعر صرف موات وانخفاض تكاليف تشغيل المتاجر.

وفي نهاية العام الماضي ذكرت علامة أتش آند أم السويدية أنها “معتادة على التقلبات في كلفة المواد الأولية وكذلك العوامل الخارجية الأخرى التي قد تؤثر على تكاليف الشراء”.

'