صنع الله يتهم الكبير بهدر المال على “الديناصورات والقطط السمان” – مصدر24

صنع الله يتهم الكبير بهدر المال على “الديناصورات والقطط السمان”

طرابلس – جدد رئيس المؤسسة الليبية للنفط مصطفى صنع الله تمسكه باحتفاظ المؤسسة بالعوائد المالية لتصدير النفط في المصرف الليبي الخارجي، مواصلا التصعيد ضد محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير الذي اتهمه بالمسؤولية عن إهدار المليارات من الدولارات على المقربين منه وعلى الميليشيات.

وقال صنع الله إن سياسات محافظ مصرف ليبيا المركزي فاشلة وأضاعت أموال الليبيين من إيرادات النفط.

وتساءل صنع الله “أين ذهبت الـ186 مليارا من إيرادات النفط خلال السنوات الأخيرة والتي أحيلت إلى المصرف المركزي؟”، مضيفا “صرف هذا المبلغ ولكن هل تحسنت معيشة الليبيين؟ هل انتهت الطوابير؟”.

وتابع “الديناصورات والقطط السمان والوحوش التي كانت لا تمتلك شيئا والآن تمتلك المئات من الملايين ووصلت إلى المليارات”، مشيرا إلى أنهم تحصلوا عليها كاعتمادات وهمية من المصرف المركزي.

ويوصف الصديق الكبير بحاكم ليبيا ذي الصلاحيات المطلقة وتحوم حوله الكثير من الاستفهامات خاصة في علاقته بالغرب والإسلاميين الذين يرفضون إقالته من المنصب الذي يتولاه منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي.

ويرأس الكبير الذي يصفه العديد من الليبيين بأنه إحدى أذرع الإسلاميين، المصرف المركزي الليبي ويتمترس في المنصب رغم إقالته مرارا من قبل مجلس النواب الليبي.

وتتهم السلطات في الشرق والقبائل المؤيدة لها مصرف ليبيا المركزي بتوزيع الثروة بشكل غير عادل ومحاباة رجال أعمال محسوبين على الإسلاميين والسلطات في الغرب مقابل تهميش المنطقة الشرقية التي تتركز أغلب الحقول النفطية فيها.

واتهمت السلطات في الشرق المصرف المركزي بالإنفاق على المرتزقة السوريين الذين استجلبهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى ليبيا لقتال الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر والذي يتكون أغلبه من أبناء المنطقة الشرقية، إضافة إلى منح تركيا امتيازات مالية ضخمة من بينها السماح بالعبث بالأموال الليبية المجمدة لديها والمقدرة بالمليارات.

وتحدث تقرير نشره موقع “أفريكا إنتلجنس” الفرنسي المقرب من عدة دوائر مخابرات غربية الأحد عن احتمالات مواجهة بين رئيس حكومة الوفاق فايز السراج ومن وصفهم بـ”حلفائه الأقوياء الإخوان المسلمين ومجتمع الأعمال المصراتي المدعوم جيدا بالاعتمادات التي يحصل عليها من الكبير”، وما يؤكد هذا بالفعل هو توجه القيادي في الإخوان عبدالرزاق العرادي السبت بشكوى لدى النائب العام ضد السراج بسبب المصرف الخارجي.

ويعود النزاع بين السراج والكبير إلى فترة طويلة، لكن رئيس حكومة الوفاق تمكن من استمالة صنع الله الذي دخل بدوره في صراع مع رئيس المصرف المركزي الذي اتهمه بإخفاء 3 مليارات و200 مليون دولار.

ويسعى السراج الذي يأمل في استغلال غياب أي اتفاق سياسي حول مستقبل ليبيا للحفاظ على منصبه، إلى دعم موقفه من خلال وضع المؤسسات المالية الوطنية تحت سيطرته، بمساعدة رئيس المؤسسة الليبية للنفط لتحقيق مصالحهما الشخصية، مباشرة بعد فشل المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة في تشكيل سلطة تنفيذية جديدة.

وأوقفت مؤسسة النفط الليبية تحويلات أموال النفط “الخاصة به” إلى البنك المركزي. ومن المقرر أن يستمر التعليق إلى أن يلقي البنك الضوء على استخدام الأموال والكيانات المستفيدة منها، وهو أمر من المرجح أن يستغرق بعض الوقت.

وقال صنع الله “إن الجهات التي تتباكى الآن على حجز الأموال لم تدافع عن المؤسسة أثناء إقفال النفط”، مشيرا إلى أن هؤلاء يرون المؤسسة الوطنية للنفط “بقرة حلوب”.

وأكد صنع الله أن المؤسسة ستواصل الاحتفاظ بإيرادات النفط في الحسابات السيادية للمؤسسة في المصرف الليبي الخارجي وفق القانون إلى حين وجود شفافية من المركزي وآلية واضحة للمصرف.

وتدور حرب بيانات بين صنع الله والكبير حول اختفاء المليارات من الدولارات ما يستوجب المساءلة القانونية.

وبدأت الخلافات حينما اتهم المصرف المركزي الأسبوع الماضي المؤسسة الوطنية للنفط بالتلاعب في البيانات منذ عدة أعوام، في إشارة إلى وجود عمليات فساد وتلاعب بالأرقام وعدم تطابق بين الإيرادات النفطية والإنفاق.

وقال مركزي طرابلس إن الإيرادات النفطية وحدها حققت عجزا مقداره 2.599 مليار دينار، حيث كانت الإيرادات المقدرة حسب الترتيبات المالية 5 مليارات، في حين كانت الإيرادات الفعلية 2.4 مليار.

وردت المؤسسة الوطنية للنفط على هذه الاتهامات قائلة، إن ما ورد في بيان المصرف المركزي “مغالطات وتضليل”، مشيرة إلى أنها بصدد التعاقد مع إحدى الشركات العالمية الكبرى للمراجعة والتدقيق المالي لأنظمتها المالية والإدارية.

وأكدت “أن كافة إيرادات الدولة الليبية وأيضا حقوق الشركاء الأجانب موثقة توثيقا دقيقا ومحتجزة في حسابات المؤسسة لدى المصرف الليبي الخارجي”.

'