صوت روسيا الذي لا يُسمع، يحطم الروابط ويهين التاريخ في أوروبا – مصدر24

صوت روسيا الذي لا يُسمع، يحطم الروابط ويهين التاريخ في أوروبا

بالرغم من خطورة قرار غزو أوكرانيا الذي اتخذه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الرابع والعشرين من فبراير، إلا أن القرارات التي يتخذها الغرب لمعاقبة موسكو تحطم الروابط بين أوروبا وروسيا وتوحي بأن رفض النظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة التخلي عن القطبية الواحدة ينبئ بمواجهة أخرى لكن مع الصين هذه المرة.

الذين قرأوا كلاسيكيات الأدب الروسي يعرفون أن روح روسيا مشدودة بأوروبا. لن تعثر في كل أعمال أدباء روسيا الكبار على من يتحدث عن وشائج مع الصين. الشرق كله بالنسبة إليهم عالم آخر، غير منظور. الفاصل الجغرافي الشاسع بين سيبيريا وصحراء الصين ومنغوليا، ربما كان هو السبب الذي حال دون ظهور مجتمعات الشرق في ذلك الأدب، بينما ظلت الفرنسية هي لغة الأرستقراطية الروسية، وظلت تقاليد اللياقة الأوروبية تنعكس في مرايا السلوك الاجتماعي الروسي. وهذا ما يفسر السبب الذي يجعل “الأولغاريشية” الروسية تستثمر في أوروبا وتقيم فيها، لاسيما بين باريس ولندن. ذلك لأن سُرّة الروح الروسية مقطوعة في أوروبا، وليس في أي مكان آخر في العالم. وهذا ما يجعل عزلة موسكو عن العواصم الأوروبية أمرا خانقا.

الذاكرة الجمعية في روسيا لا تعرف من الشرق قيما حضارية. إنها تذكر الغزو المغولي عام 1237، الذي خرب معظم مدن روسيا ولم يقدم لها إلا الوحشية. التتار في روسيا هم أحفاد هذا الغزو. وعلى الرغم من أنهم صاروا مسلمين بعدما أسقط المغول بغداد عام 1258، إلا أن التتار الذين استوطنوا القرم لا يذكرون بدورهم إلا المجازر الوحشية المضادة التي خاضها الروس ضدهم عام 1771، وأدت الى مقتل نحو 350 ألف تتاري.

هذه الذاكرة هي التي دفعت الضحية والجلاد معا إلى التشدد حيال بعضهما البعض. الحرب في الشيشان عام 2013 كانت شاهدا آخر على امتدادات تلك الذاكرة. وقصارى القول فيها هو أنها لا تذكر شيئا حضاريا على الإطلاق.

ديمتري بيسكوف: روسيا حاولت الصراخ في وجه الغرب وحثه على الموافقة على مبادئ أمنية جديدة، لكنهم لا يريدون الاستماع إلينا

روسيا تعرضت لغزو نابليون عام 1812 بجيش تجاوز تعداده 680 ألف جندي، كما تعرضت عام 1941 لغزو ألمانيا النازية. إلا أن هذين الغزوين لم يغسلا من الذاكرة الروابط الثقافية التي ظلت تربط بين روسيا وأوروبا. وفي الواقع فإن غزو نابليون نفسه كان بمثابة غزو أوروبي لما ظل يُفترض أنه جزء لا يتجزأ من أوروبا، التي كان يتعين أن تخضع لإمبراطورية واحدة.

التاريخ ينطق في كل مكان. ولكنه يصرخ في العلاقة بين روسيا وأوروبا.

كان جوزيف ستالين عوّض جانبا من الارتباط الروحي بأوروبا باحتلال نصفها الشرقي، من دون أن يقدر على قطع روابطه مع نصفها الغربي. لو لم تكن أوروبا مهمة بالنسبة إليه ما كان ليدفع جيشه الأحمر ليصل حتى إلى برلين.

العلاقة ذات الخصوصية بين روسيا ودول البلطيق الثلاث (إستونيا ولاتفيا وليتوانيا) حملت روح الروابط نفسها مع أوروبا، فلم تجرؤ روسيا على معاداتها عندما انفصلت، كما لم تجرؤ على معاداتها حتى عندما التحقت بالحلف الأطلسي. الحال نفسه يتكرر الآن مع الدولتين الاسكندنافيتين، السويد وفنلندا اللتين استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رغبتهما في الانضمام الى الأطلسي “بهدوء، ومن دون تهديدات” كما يقول الرئيس الفنلندي ساولي نينستو. بينما ظل البلد الزراعي أوكرانيا بعيدا عن هذه الصورة في العقل الجمعي الروسي. فنشبت في النفس عوامل الحسد والغيرة من أن هذا البلد يتحرك بسرعة ليُصبح أوروبيا منذ التغيير الذي وقع عام 2014، وهو التغيير الذي ردت عليه روسيا باحتلال (أو استعادة) شبه جزيرة القرم، على سبيل الانتقام.

لم يكن غزو أوكرانيا في 24 فبراير الماضي يتعلق بمخاوف أمنية. هذه كانت مجرد ذرائع كاذبة. على الأقل، لأن الحلف الأطلسي يحيط بروسيا شمالا وجنوبا. ولكن، حيثما كان يمكن للانتماء والثقافة الأوروبيين أن يبررا التساهل مع دول البلطيق الثلاث والدولتين الاسكندنافيتين، فقد كان كثيرا على روسيا أن تتحمل التحاق أوكرانيا بهذه الثقافة، ما يجعلها تحتل موقعا ثقافيا مرتفعا، لتترك روسيا في الخلف تعاني من عقدة نقص، بينما أوكرانيا من وجهة النظر التاريخية الروسية مجرد بلد أكثر ما يمكن أن يفعله هو أن “يستسلم”.

الاستسلام كان هو الشرط الروسي عند بدء الحرب. والغطرسة كانت هي العنوان الروسي في التعامل مع أوكرانيا على امتداد الأسابيع الأربعة الأولى للغزو. ولكن الصورة بدأت تتغير الآن. الفلاحون، في النهاية، بدأوا المقاومة وأجبروا الجيش الروسي على التراجع عن طموحاته بفرض “الاستسلام” على كييف. وربما صار بوسعهم أن يفرضوا الهزيمة على روسيا.

النظام الدولي الذي تقوده واشنطن لن يتخلى عن القطبية الواحدة، لأنه سوف يكتب على نفسه هزيمة مع الصين

ثقافيا، ومن ثم عسكريا وماديا، هبت أوروبا كلها لترسم حدودا جديدة مع روسيا. واللغة التي تسود في الخطاب السياسي الغربي، الأوروبي والأميركي، هي لغة طرد فعلية؛ لغة نبذ وكراهية بالأحرى. ولم يتبين إلى حد الآن أيهما الهدف، هل هو روسيا أم سلطة الرئيس بوتين الذي تجاوز بغطرسته كل الحدود.

الأوكرانيون لم يعودوا يرغبون حتى في التفاوض. الأمر الذي ندبه نائب وزير الخارجية الروسي، أندريه رودينكو، بالقول إن موسكو وكييف لا تجريان محادثات “بأي شكل”، وإن أوكرانيا انسحبت عملياً من المفاوضات. وهو ما يجعل روسيا تتخاطب مع نفسها فقط، بينما كانت تنتظر من الأوكرانيين أن يركعوا بين قدميها طالبين المغفرة!

وحالما بدأت روسيا تشعر بأن أواصرها تتقطع مع “عالمها” الأوروبي بسبب أوكرانيا، على نحو لم يحصل منذ بدء التاريخ، فقد كان ذلك كافيا لأن يغير المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف لهجته.

قبل الحرب كانت هناك “نازية جديدة” في أوكرانيا، وذهبت روسيا لتحاربها، وكان من المهم بالنسبة إلى الرئيس بوتين أن يوشّح الكتيبة التي ارتكبت أعمال القتل الجماعي والاغتصاب في بلدة بوتشا، بأوسمة. ولكن الأوكرانيين الآن، بحسب بيسكوف، “موهوبون ومسالمون وشعب لديهم ارتباط تاريخي بشعب روسيا، لكنهم خدعوا لفترة طويلة جدا”.

القطيعة القاتلة

دع عنك العقوبات الاقتصادية. فهذه يمكن أن تُحتمل. إلا أن القطيعة السياسية والعزلة الدبلوماسية شيء قاتل فعلا بالنسبة إلى أي روسي. ولو أن أوروبا، في لحظة من اللحظات، قررت أن تغلق سفارات موسكو، من دون أن تشارك في الدفاع عن أوكرانيا، فإن روسيا سوف تصاب بالذعر، ولسوف يشعر كل روسي بأنه بات يعيش في سجن.

طردُ روسيا من العلائق مع أوروبا هو أقسى عقاب يمكن أن تتعرض له؛ أقسى من أي قنبلة نووية. لأنه يتركها مع ذاكرة لا تحمل في جانبها الشرقي إلا الوحشية، وإلا التطرف الأرثوذكسي، وإلا ذكريات الإبادة للتتار، وإلا الدمار في الشيشان. وهذا عالم أقرب إلى الجحيم. ولا علاقة له بكل ما عرفه الروس من أدب بلادهم.

المقاطعة الراهنة التي تشمل وسائل الإعلام وشركات الإنترنت تُعلي الكثير من جدران السجن، كما تفاقم مشاعر الإحباط. ولو أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أبلغ نظيره الروسي بأنه لن يتحدث إليه، ولن يسمح بأي اتصالات بين البلدين، حتى يسحب آخر جنوده من أوكرانيا، فإن بوتين سوف يتلقى النبأ كما يتلقى فاجعة تزلزل الروح.

اُنظر إلى حال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف؛ إنه يشعر بالبؤس، لأنه لم يعد قادرا على مخاطبة نظرائه الأوروبيين، فصار يقضي أوقاته بالتسكع بين عواصم ثانوية، بمشاعر وزير خارجية وجد نفسه مشردا.

التصريحات التي أدلى بها بيسكوف مؤخرا، كانت شديدة التعبير أيضا حيث قال إن “روسيا حاولت الصراخ في وجه الغرب وإيقاظه وحثه على الموافقة على مبادئ أمنية جديدة، لكنهم لا يريدون الاستماع إلينا، وهم يخططون بأنفسهم وبقيادة الولايات المتحدة من خلال تعزيز الوجود العسكري على حدودنا”.

 ثقافة القوة التي يصدر عنها بوتين تملك صدى مؤثرا في روسيا، فمشاعر “القوة العظمى” تهيمن على النفوس هناك وهي ما تحوّل إلى بارانويا كلما بدا أن الناتو يتوسع

لم يعد صوت روسيا مسموعا. وبينما كان بوسع لافروف أن يعقد لقاءات منتظمة مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، ونظراء أوروبيين آخرين، فإنه لا يجد أحدا الآن مستعدا لاستقباله أو التحدث إليه.

هناك الآن إطار واضح لعزلة دائمة، بصرف النظر عن نتيجة المعركة. فحتى لو بقي النفط والغاز الروسيان يتدفقان، فإن المسار الأوروبي للتخلي عنهما بدأ ولن يتوقف. أقله لأن هناك بدائل طاقة نظيفة تتصدر جدول الأعمال. وهو ما سوف يحرم روسيا في النهاية من نحو مليار دولار يوميا.

خطط العزلة الأوروبية في الجوانب الأخرى إنما تذهب أبعد من ذلك. إنها تشمل كل أنماط التجارة. ومثلما يجري طرد روسيا من مؤسسات الشراكة الدولية، كما لو أنها وباء، فقد انتهى المشاركون في اجتماعات “مجلس التجارة والتكنولوجيا المشترك بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي” في باريس مؤخرا إلى “توحيد الصفوف لعزل وإبعاد روسيا عن الاقتصاد العالمي”. وبينما كان أحد أهم أهداف المجلس فض النزاعات التجارية بين أوروبا والولايات المتحدة، قال أحد كبار مسؤولي المفوضية الأوروبية “لقد بات من السهل علينا تغيير المسار ومن ثم المساعدة في استهداف التجارة والتكنولوجيا الروسية”.

ولم يقتصر الأمر على مقاطعة ما يمكن لروسيا أن تصدره، وإنما شمل أيضا كل ما يمكن أن تصدره دول المجلس إلى روسيا أيضا.

المحلل الأكاديمي الأميركي بول بيلار الذي عمل مدة 28 عاما في أجهزة المخابرات الأميركية، يجادل في تقرير نشرته مجلة “ناشونال انتريست” بأن “الإعلان عن إضعاف روسيا كهدف يواجه مشكلتين رئيسيتين. فهو في صالح دعاية بوتين بأن ما يفعله الغرب ليس مجرد رد على الحرب في أوكرانيا، ولكنه يعكس تهديدا أوسع نطاقا لروسيا. كما أن هذا الإعلان يزيد من صعوبة التوصل إلى أي تسوية لإنهاء الحرب الحالية، بخفض العقوبات”. وذلك قبل أن ينتهي إلى القول “إن حربا باردة جديدة مع روسيا لا تبشر بالخير. ولن تنتهي بالانتصار في ظل ‘لحظة أحادية القطب’. وقد لا تنتهي على الإطلاق”.

وهذا غير صحيح، وهو تقدير سطحي، لأربعة أسباب. الأول، إن النظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لن يتخلى عن “القطبية الواحدة” مهما بلغ الثمن، لأنه سوف يكتب على نفسه هزيمة مطلقة، ونهائية، مع الصين. والثاني، هو أن روسيا، حتى لو كانت تملك أسلحة نووية، كأي قوة إقليمية كبرى أخرى في العالم، فإنها لا تمتلك النفوذ الاقتصادي لكي تتحدى اقتصاديات نظام “القطبية الواحدة”. ولا يجوز لها أن تفكر في الأمر أصلا. والثالث، هو أن روسيا بكل ما تملكه من أسلحة خسرت الحرب الباردة من قبل، ويمكن أن تخسرها من بعد أيضا. والرابع، وربما كان هو الأهم، هو أن روسيا لم تقدم لنفسها مشروعا يؤهلها لكي تكون قوة حضارية مضادة. النظرية الوحيدة التي يعتمد عليها بوتين تقول “لقد قمتم بغزو العراق، فلماذا لا يجوز لنا أن نغزو أوكرانيا”. والمعنى من هذه “النظرية” هو أنه بما أنكم كنتم وحوشا ومجرمين، فنحن أيضا يحق لنا أن نكون وحوشا ومجرمين.

هذه هي، بالأحرى، ثقافة القوة التي يصدر عنها بوتين. وهي ثقافة لا تلاحظ أن الوحشية الأميركية يمكنها أن تهدم وتبني، بينما الوحشية الروسية تكتفي بالهدم. اذهب إلى سوريا لكي ترى بنفسك. مع ذلك، فإن ثقافة القوة التي يصدر عنها بوتين تملك صدى مؤثرا في روسيا. فمشاعر “القوة العظمى” ما تزال تهيمن على النفوس هناك. وهي ما تحوّل إلى بارانويا فعلية كلما بدا أن الحلف الأطلسي يزداد توسعا. ولكن، قلة هم الذين يجمعون بين معايير القوة المختلفة التي لا تقتصر على امتلاك أسلحة نووية.

المقاربات الخاطئة

 روسيا ليست ستالين، ولا بوتين، ولا حتى فلاديمير لينين نفسه

المشكلة الحقيقية في المقاربات الأوروبية والأميركية للحرب ضد روسيا هي أنها تحاول أن تتجاهل قسرا حقيقة أن روسيا جزء من أوروبا. وكأنها نسيت نابليون تماما.

بوتين شيء وروسيا شيء آخر. لقد تجاوز بوتين الكثير من الحدود، واستمرأ استعراضات القوة، فقاد الحرب في الشيشان، وسعى إلى تمزيق الدول السوفياتية السابقة التي اختارت الانفصال، واستغنى عن الثقافة الروسية في العلاقة مع هذه الدول ليقدم لها الغطرسة، وشن حرب اغتيالات لمعارضيه في أوروبا كانت استفزازا مباشرا لسيادة عدة دول قدمت لهم الحماية. وعندما غزا القرم وأفلت من العقاب اعتبر ذلك ترخيصا لغزو كامل أوكرانيا.

كان يردد أصداء مشاعر “القوة العظمى”، لتزيد غرام الروس به، من دون أن يدرك أنها قوة فارغة على وجه الحقيقة؛ قوة تملك أسلحة الابتزاز، ولكنها لا تملك من بعدها شيئا آخر.

لا يستطيع بوتين الزعم أن أوروبا كانت تتصرف بعدائية ضد روسيا. هذه كذبة أكبر من كل أكاذيبه الأخرى. مئات المليارات من الاستثمارات الأوروبية والأميركية في الاقتصاد الروسي قصدت شيئا واحدا، هو دمج روسيا في الاقتصاد العالمي وجعلها جزءا لا يتجزأ منه.

وحتى ما قبل صفعة القرم التي صفع بها بوتين وجوه نظرائه الغربيين، كانت دائرة “الصناعيين السبعة” قد توسعت لتشمل روسيا أيضا، كنوع من الاحتفال بكسبها إلى صف النظام الدولي، ولتكون شريكا فيه، كأي قوى عظمى أخرى، مثل بريطانيا وفرنسا، من دون أن تكون قائدا بالضرورة. قصة القيادة ليست قصة أسلحة.

أحد أهم مصائب عالمنا الراهن، كما أن أحد أهم مصائب نظام “القطبية الواحدة”، أنه يعتمد على قادة لا يقرأون الأدب

الغرب الآن، على أي حال، لا يرد على بوتين لكي يهزمه في أوكرانيا ويهزم أكاذيبه. إنه يرد على روسيا. إنه يحاول سحق الروابط الأوروبية نفسها مع روسيا. أو قل سحق تاريخها كله، الذي لن يفتأ حتى يبدأ بالصراخ مجددا.

روسيا ليست ستالين، ولا بوتين، ولا حتى فلاديمير لينين نفسه. الحركة العمالية التي قادها هذا الأخير كانت حركة أوروبية. والأحزاب الاشتراكية الأوروبية كلها ليست سوى وريث للأممية العمالية الأولى والثانية، وجزء كبير من اليسار الأوروبي الراهن هو وريث للأممية العمالية الأوروبية الثالثة.

لا تحتاج أن تكون غبيا لكي لا تفهم ذلك. روسيا الحقيقية هي: ليو تولستوي، وفيودور دوستويفسكي، وألكسندر بوشكين، وبيتر إليتش تشايكوفسكي، الذي صار المصابون بالحمى في أوروبا يقطعون موسيقاه ويمنعون عزفها في المسارح.

شيء سخيف فعلا. روسيا لن تقدر على مقاطعة موزارت أو بيتهوفن على النحو نفسه.

أحد أهم مصائب عالمنا الراهن، كما أن أحد أهم مصائب نظام “القطبية الواحدة”، أنه يعتمد على قادة لا يقرأون الأدب.

'