طهران تهدّد واشنطن علنا وتفاوضها سرّا – مصدر24

طهران تهدّد واشنطن علنا وتفاوضها سرّا

طهران تهدّد واشنطن علنا وتفاوضها سرّا

طهران – ترتكز السياسية الخارجية الإيرانية على مبدأ ازدواجية الخطاب، ففي الوقت الذي تتوعد فيه طهران علنا برد قوي وحاسم تسعى من وراء الستار إلى التفاوض سرّا ومن موقع ضعف.

تزامنا مع تهديد الرئيس الإيراني حسن روحاني برد ساحق في صورة تمديد الإدارة الأميركية لقرار حظر الأسلحة، يجري نظام ولاية الفقيه مفاوضات مع الجانب الأميركي حول تبادل سجناء.

وقال مراقبون إن روحاني يعي تماما أن بلاده غير قادرة على الرد على أي إجراء أميركي ضدها في الوقت الحالي نظرا لأن نظام ولاية الفقيه في موقع ضعف، وتقتصر تلك التهديدات على التسويق المحلي لا غير.

وكشفت صحيفة أميركية عن أن إيران والولايات المتحدة تجريان مفاوضات لتبادل سجناء، وذلك رغم تزايد حدة التوترات بينهما.

ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤول إيراني رفيع المستوى ومتحدث باسم أحد قدامى المحاربين في البحرية الأميركية إن المفاوضات بين البلدين تدور حول تبادل الإفراج عن المحارب الأميركي الذي تحتجزه السلطات الإيرانية وبين طبيب إيراني أميركي تحتجزه الولايات المتحدة.

ووصفت الصحيفة المفاوضات بين الجانبين بأنها “استثنائية بالنظر إلى التوترات المتزايدة والتهديدات المتبادلة باستخدام القوة العسكرية” بين الجانبين.

وتحاول طهران دائما الظهور في العلن بموقع قوة بإطلاق تهديدات ضد “الشيطان الأكبر” والتلويح باستخدام القوة، وتلك الصورة للتسويق المحلي لإظهار النظام في صورة البطل أمام شعبه لكسب تأييده.

ولكن من وراء الستار يعمل نظام ولاية الفقيه على توسيط دول أخرى مثل سلطنة عمان للتفاوض سرّا مع الإدارة الأميركية ومن موقع ضعف مغاير تماما لما يتم الترويج له في العلن.

ونقلت الصحيفة عن المسؤول الإيراني أبو الفاز مهر آبادي، نائب مدير قسم رعاية المصالح الإيرانية بالسفارة الباكستانية في واشنطن، القول إن المفاوضات تهدف إلى تبادل الأميركي مايكل وايت المحتجز في إيران منذ عامين تقريبا بالطبيب الإيراني الأميركي الذي لم يحدد هويته. وقال المسؤول الإيراني إن “المحادثات لم تصل بعد إلى نتيجة”.

وتحتجز إيران ما لا يقل عن أربعة أميركيين، بينهم ثلاثة على الأقل من أصل إيرانيّ، فيما تقول إيران إن حوالي 24 إيرانيا محتجزون في الولايات المتحدة.

وتمارس الولايات المتحدة ضغوطا قصوى على إيران من خلال تشديد العقوبات لكبح سياساتها العدائية تجاه دول المنطقة وكف يد ميليشياتها في أكثر من عاصمة عربية.

وصعّدت الإدارة الأميركية من الضغوط على نظام ولاية الفقيه لإجباره على التفاوض على اتفاق نووي أوسع يتجاوز برنامجها النووي،ووفق الشروط الأميركية

'