عالم حشرات يحوّل حمّام منزله إلى مستعمرة نمل – مصدر24

عالم حشرات يحوّل حمّام منزله إلى مستعمرة نمل

عالم حشرات يحوّل حمّام منزله إلى مستعمرة نمل

بنما – وضع عالم حشرات في بنما مجموعة من النمل بحمّام منزله ليتمكن من مواصلة أبحاثه عليها، رغم العزل المفروض في بلده للحدّ من انتشار فايروس كورونا المستجد.

وعلى يده المغطاة بقفاز مطاطي، يراقب دوماس غالفيس حشرة بدقة قبل الإمساك بها بعناية باستخدام ملقط. وقد اضطر هذا العالم صاحب شهادة الدكتوراه في البيئة والتطور من جامعة لوزان السويسرية، إلى ترك مختبره في معهد سميثسونيان للبحوث الاستوائية (أس.تي.آر.آي). لكنه لم يترك النمل موضوع بحثه الذي بات يجريه في حمّام منزله.

وأقرت حكومة بنما سلسلة من التدابير المشددة لمكافحة الوباء، تحصر إمكانية خروج السكان من المنزل بساعتين يوميا، وذلك بالتناوب بين الرجال والنساء على مختلف أيام الأسبوع. وكانت هذه التدابير تحول دون زيارة هذا العالم يوميا لنمله المحفوظ في مختبر قائم في بيئة يجري فيها التحكم بدرجة الحرارة ومستوى الرطوبة.

وأوضح غالفيس “لقد فاتحوني بفكرة جلبها معي إلى المنزل إذ من الأفضل أن تكون معي هنا وأن أحاول فعل أمر ما”.

وقال “لحسن الحظ، ثمة حمّامان في المنزل. اضطررت لزيارة المختبر مرتين أو ثلاث (لجلب النمل) بسبب العدد الكبير” لهذه الحشرات. وقد اضطر إلى استخدام سيارته الخاصة جرّاء تعذر التنقل بمركبات المختبر بسبب تدابير الحجر.

ولفتت زوجته الفرنسية السويسرية إميلي كونيغ إلى أنها غير منزعجة من وجود الحشرات في المنزل حيث يعيش الثنائي مع ابنهما البالغ من العمر تسع سنوات.

وأكدت كونيغ “لا يبدو لي ذلك غريبا البتة. لقد تربيت في الريف ومن المهم دعم دوماس في بحوثه قدر الإمكان. هذا لا يزعجني بل أرى أن وجودها هنا أمر رائع”.

ويأتي هذا النمل من وسط حضري، من طريق كامينو ديل أوليودوكتو، الذي شقه جنود أميركيون خلال الحرب العالمية الثانية في محيط مدينة بنما.

فهم طريقة تأثير الظروف المناخية المختلفة والنشاط البشري على تطور جهاز المناعة لدى النمل
فهم طريقة تأثير الظروف المناخية المختلفة والنشاط البشري على تطور جهاز المناعة لدى النمل

وأقر غالفيس بأن حمّام المنزل ليس المكان المثالي للاهتمام بحوالي 70 مجموعة من النمل. فهو لا يملك الكمية عينها المتوافرة في المختبر، ولا الأنواع المختلفة التي تتيح إجراء عمليات مقارنة.

وقال “الجو حار جدا في الحمّام ما أدى إلى نفوق أعداد كبيرة من النمل رغم آلات التهوية التي وضعتها. لكن هذا هو المكان الوحيد المتاح”.

وهو يأسف خصوصا لعدم تمكنه من زيارة المختبر لإجراء مقارنات بشأن جهاز المناعة لدى حشراته، إذ أن بحوثه تتناول تحديدا الفروق في الرد المناعي بين النمل المأخوذ من المناطق الحضرية وبين ذلك المتأتي من المناطق المكسوة بالغابات. ولإجراء بحوثه، يصيب الباحث النمل بالفطريات ويراقب طريقة تفاعلها.

وترمي الدراسة إلى فهم طريقة تأثير الظروف المناخية المختلفة والنشاط البشري على تطور جهاز المناعة لدى النمل.

غير أن غالفيس يقر بأنه محظوظ بعض الشيء في زمن الحجر هذا، إذ أن بعضا من زملائه رأوا بحوثا لهم تذهب هباء.

وأوضح “أنا محظوظ لأن عملي يتمحور حول النمل إذ تمكنت من جلبه إلى منزلي لكن ثمة باحثين يعملون على الضفادع مثلا وقد تعذر عليهم بالتالي نقلها”.

وأشار إلى أن البعض “فقدوا عملهم بالكامل، من الناحيتين الفكرية والمالية على السواء. لكني تمكنت على الأقل من إنقاذ شيء ما”.

'