عدم التكافؤ في توزيع لقاحات كورونا بين الدول يهدد العالم بـ”كارثة أخلاقية” – مصدر24

عدم التكافؤ في توزيع لقاحات كورونا بين الدول يهدد العالم بـ”كارثة أخلاقية”

كشف استحواذ الدول الغنية على معظم جرعات لقاحات كورونا، فيما لم يتمكن الناس في الدول الفقيرة من الحصول على الجرعة الأولى، أوجه عدم مساواة واسعة النطاق بين دول العالم.

واشنطن – حذرت منظمة الصحة العالمية، من خطورة التوزيع غير العادل للقاح كورونا، بينما يستمر عدد ضحايا الفايروس في الارتفاع يوميا.

وقال رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، الإثنين، إن العالم على وشك “فشل أخلاقي كارثي” في ما يتعلق بتوزيع اللقاحات المضادة لفايروس كورونا.

ويواجه البرنامج العالمي المسمى بـ”كوفاكس” (الوصول العالمي للقاحات كوفيد – 19)، والذي يهدف إلى توفير اللقاح للبلدان الفقيرة، صعوبات في تحقيق هدفه المخطط له.

وبرنامج كوفاكس، يعمل في إطار منظمة الصحة العالمية، كبرنامج عالمي لتطعيم الناس في البلدان الفقيرة والمتوسطة الدخل التي لا تمتلك القدرة على توقيع اتفاقيات ثنائية للشراء المسبق للقاح.

ويهدف البرنامج إلى ضمان وصول اللقاح إلى البلدان النامية والمتخلفة على قدم المساواة، حيث من المخطط إيصال ملياري جرعة من اللقاح إلى 92 دولة محتاجة في نهاية مارس المقبل.

تيدروس أدهانوم: عدم المساواة بين الأغنياء والفقراء يعتبر خطرا يواجهه العالم

ومن المقرر أن تحصل 92 دولة، جميعها من ذوات الدخل المنخفض أو المتوسط، على تمويل يمكنها من الحصول على اللقاحات برعاية متبرعين.

ودعا غيبرييسوس خلال الاجتماع الـ148 للمجلس التنفيذي للمنظمة، إلى توزيع جرعات اللقاحات، بشكل أكثر عدلا وإنصافا في جميع أنحاء العالم.

وأوضح أنه تم حتى الآن، إجراء أكثر من 39 مليون تطعيم بجرعات من اللقاحات في 49 دولة ذات الدخل المرتفع.

وأكد أن توفر لقاحات “آمنة وفعالة” مضادة للفايروس في ظرف أقل من عام واحد منذ بداية تفشي الفايروس في ووهان الصينية يعتبر نجاحا كبيرا.

وأردف “على الرغم من أن اللقاحات تجلب الأمل للبعض، إلا أن عدم المساواة بين الأغنياء والفقراء يعتبر خطرا يواجهه العالم”.

وزاد أن العالم على وشك “فشل أخلاقي كارثي” في ما يتعلق بتوزيع اللقاحات المضادة للفايروس.

وأشار إلى أن بعض الدول الغنية تعطي الأولوية للاتفاقيات الثنائية مع الشركات المنتجة للقاحات (لم يذكرها) ما يعرض للخطر “برنامج العمل من أجل إتاحة اللقاحات على الصعيد العالمي بشكل منصف”.

الأولوية في توزيع اللقاح

بصيص أمل في الحصول على لقاح
بصيص أمل في الحصول على لقاح

وفي نوفمبر الماضي، قال القائمون على حملة “تحالف لقاح الشعب”، إن الدول الغنية تكدس اللقاحات وإن الناس في الدول الفقيرة لن يتمكنوا من الحصول عليها.

وأضافوا أن 70 دولة فقط من الدول ذات الدخل المنخفض سوف تتمكن من إعطاء اللقاح لواحد من كل عشرة أشخاص من مواطنيها.

ونالت كندا النصيب الأكبر من الانتقاد، إذ قال القائمون على الحملة إنها طلبت خمسة أضعاف عدد جرعات اللقاح التي تكفي لحماية جميع الكنديين.

وحتى الآن، طورت كل من الصين والهند وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة لقاحات مضادة لفايروس كورونا، فيما تطور فرق عمل دولية لقاحات أخرى مثل لقاح فايزر الأميركي – الألماني.

وأعطت كل هذه الدول تقريبا الأولوية في توزيع اللقاحات لسكانها.

وأشار غيبرييسوس إلى أن بعض الدول الغنية تعطي الأولوية للاتفاقيات الثنائية مع الشركات المنتجة للقاحات (لم يذكرها) ما يعرض البرنامج للخطر.

وحذرت منظمة الصحة من أن الدول الأفريقية ستعاني أكثر من غيرها من التوزيع غير العادل للقاحات.

وأضافت في بيان، أنه من المقرر توفير 600 جرعة من اللقاح للقارة الأفريقية خلال العام 2021، على أن تبدأ أولى اللقاحات بالوصول إلى القارة السمراء نهاية مارس المقبل.

ومن ناحية أخرى، يعتبر الحظر المؤقت الذي فرضته الحكومة الهندية مؤخرا على “معهد مصل الهند” أكبر منتج للقاحات في العالم، من أكثر عوامل تأخير توزيع اللقاح للبلدان النامية.

والحكومة الهندية، وافقت على إنتاج اللقاح لبرنامج كوفاكس بشرط عدم إجراء أي صادرات حتى يتم التأكد من حماية المجتمعات الضعيفة في الهند.

وقال مسؤول كبير في منظمة الصحة العالمية إن المنظمة في مرحلة متقدمة من المفاوضات مع شركة فايزر لإدراج لقاحها المضاد لكوفيد – 19 ضمن قائمة اللقاحات التي ستقدمها للدول الأكثر فقرا.

وقال بروس إيلوارد المستشار البارز في اجتماع مجلس إدارة المنظمة “نجري مناقشات مفصلة مع فايزر. نعتقد أننا سنحصل على هذا المنتج في القريب العاجل”. وأضاف أن المنظمة ستتطلع بعد ذلك لإضافة لقاحات أخرى.

ومن المقرر أن يبدأ برنامج منظمة الصحة العالمية (كوفاكس) في توزيع اللقاحات على الدول الفقيرة ومتوسطة الدخل في فبراير. ومن المستهدف توزيع ما بين مليارين وثلاثة مليارات جرعة هذا العام.

من المقرر أن يبدأ برنامج منظمة الصحة العالمية “كوفاكس” في توزيع اللقاحات على الدول الفقيرة ومتوسطة الدخل في فبراير

وأبرمت المنظمة بالفعل اتفاقات مع عدد من الموردين منهم أسترازينيكا ومعهد سيروم الهندي للأمصال.

وستدفع الدول الأفريقية ما يتراوح بين ثلاثة وعشرة دولارات لكل جرعة من لقاح كوفيد – 19 للحصول على 270 مليون جرعة اتفق الاتحاد الأفريقي هذا الشهر على توريدها، وذلك بحسب مسودة إفادة بشأن الخطة أعدها البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد وقُدمت إلى رويترز.

وقال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوسا، الذي يتولى رئاسة الاتحاد الأفريقي، الأسبوع الماضي إن ترتيبات أجريت مع البنك لدعم الدول الأعضاء الراغبة في الحصول على اللقاحات. وأظهرت الوثيقة أن بإمكان الدول سداد القروض على أقساط على مدى يتراوح بين خمس وسبع سنوات.

وأحجم المكتب الإعلامي للبنك الأفريقي للتصدير والاستيراد عن الرد على أسئلة بشأن البنود الواردة في الإفادة، قائلا إن الوثيقة في صيغة مسودة ومعدة من أجل نقاش سري بين أعضاء فريق شكَّله رامابوسا لتوفير اللقاحات والتمويل لبرامج التطعيم للوقاية من فايروس كورونا في القارة. وأحجم فريق الاتحاد الأفريقي أيضا عن التعليق.

وتقدم الوثيقة التي أتاحها مصدران لرويترز أول تفاصيل علنية للأسعار التي يعرضها المصنعون على الدول الأفريقية خارج إطار برنامج كوفاكس العالمي لتوفير اللقاحات، الذي تقوده منظمة الصحة العالمية وتحالف جافي للقاحات.

ومع أن الأسعار مخفضة تخفيضا كبيرا مقارنة بما تدفعه الدول الأكثر ثراء، يشعر بعض الخبراء بالقلق بشأن اضطرار دول، تواجه بالفعل صعوبات في التعامل مع التبعات الاقتصادية للجائحة، لاقتراض المزيد من المال لحماية سكانها.

وقال تيم جونز، رئيس السياسات لدى حملة اليوبيل للديون، وهي مؤسسة خيرية بريطانية تعمل للقضاء على الفقر، “ينبغي ألا يضطر أي بلد للاقتراض من أجل سداد ثمن اللقاح”.

ولم ترد الشركات الموردة للقاحات، وهي فايزر وجونسون آند جونسون ومعهد سيروم الهندي، بعد على طلبات للتعقيب. كما أحجمت أسترازينيكا، التي سيورد معهد سيروم لقاحها، عن التعليق.

وقال جون نكينغاسونغ مدير المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، إن الأسعار مماثلة لتلك المعروضة من خلال برنامج كوفاكس.

وقال نكينغاسونغ لرويترز “اعتقادي هو أن سوق اللقاحات ستُفتح خلال الشهور المقبلة، عندما تدخل جونسون آند جونسون على سبيل المثال وشركات أخرى إلى السوق”.

وأضاف “حاليا المهم هو الوصول إلى السوق وضمان كميات وبدء التطعيم”.

وفي حين تتقدم الدول الأكثر ثراء في السباق بحملات تطعيم واسعة، لا تزال أفريقيا تجاهد للحصول على الإمدادات في وقت تواجه فيه موجة ثانية من تفشي فايروس كورونا، ووسط مخاوف بشأن سلالتين أشد عدوى ظهرتا في جنوب أفريقيا وبريطانيا.

وسُجلت أكثر من 3.3 مليون حالة إصابة بكوفيد – 19 وأكثر من 80 ألف وفاة في القارة حتى الآن، وفقا لإحصاء لرويترز.

ويخشى الاتحاد الأفريقي ألا تكفي إمدادات اللقاح التي ستتوفر عبر برنامج كوفاكس في النصف الأول من العام لتلبية ما يزيد عن احتياجات العاملين على الخطوط الأمامية بالقطاع الصحي.

ومن المقرر أن يبدأ كوفاكس توزيع اللقاحات على الدول الفقيرة ومتوسطة الدخل في فبراير القادم، مخصصا نحو 600 مليون جرعة لأفريقيا هذا العام.

تطعيم 60 في المئة من السكان

جرعة أمل
جرعة أمل

يعتبر لقاح أسترازينيكا هو الخيار الأرخص وهو من بين أفضل اللقاحات بالنسبة إلى أنظمة الرعاية الصحية في أفريقيا، إذ لا يحتاج إلى التخزين في درجات شديدة البرودة بعكس لقاح فايزر وشريكتها الألمانية بيونتك.

وأفادت مسودة الوثيقة بأن معهد سيروم سيوفر 100 مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا بسعر ثلاثة دولارات للجرعة، وهو تقريبا نفس السعر الذي يعرضه على الحكومة الهندية. وتكفي هذه الكمية لتطعيم 50 مليون شخص بجرعتين.

وأظهرت المسودة أن فايزر ستوفر 50 مليون جرعة بسعر 6.75 دولار.

ويدفع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة نحو 19 دولارا للجرعة فيما تدفع إسرائيل 30 دولارا.

أما جونسون آند جونسون، المتوقع أن تعلن نتائج تجارب المرحلة الثالثة للقاحها خلال الأسابيع المقبلة، فستوفر 120 مليون جرعة من لقاحها، الذي يحتاج التطعيم به جرعة واحدة، مقابل عشرة دولارات للجرعة.

وسيحدد عدد الجرعات التي ستحصل عليها الدول الأفريقية المختلفة من كل لقاح وفقا لعدد سكانها.

وتُجرى محادثات للاتفاق على توريد لقاحات أخرى، مثل لقاح (سبوتنيك في) الروسي، بحسب المسودة.

وتسعى أفريقيا إلى تطعيم 60 في المئة من سكانها البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة خلال العامين أو الثلاثة أعوام المقبلة لتحقيق قدر ما من المناعة الجماعية أو ما يُعرف بمناعة القطيع.

وذكرت المسودة أنه يؤمل أن تغطي ترتيبات التمويل التي سيتيحها البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد نسبة 15 في المئة تقريبا من الجرعات المطلوبة، بينما يوفر كوفاكس 20 في المئة ويغطي البنك الدولي ومصادر أخرى نسبة 25 في المئة المتبقية.

وقال البنك إنه سيوفر ضمانات شراء مقدمة تصل إلى ملياري دولار لمصنعي اللقاحات بناء على أوامر شراء مؤكدة من الدول الأعضاء.

سرعة انتشار الفايروس

ما مدى فعالية اللقاح ضد الطفرات الجديدة من كوفيد -19
ما مدى فعالية اللقاح ضد الطفرات الجديدة من كوفيد -19

لكن رغم بدء حملات التطعيم في عدة دول حول العالم يساور العلماء القلق، بشأن سرعة انتشار الفايروس الملحوظة في بعض البلدان، لاسيما بسبب المتحورات الجديدة الأكثر عدوى.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية الأربعاء أنّ النسخة البريطانية المتحوّرة من فايروس كورونا المستجدّ رُصدت حتى الآن في 60 دولة على الأقلّ، أي أكثر بعشر دول مما كان عليه الوضع قبل أسبوع.

وقالت المنظمة في نشرتها الأسبوعية حول وضع الوباء، إنّ النسخة المتحوّرة الثانية التي ظهرت للمرة الأولى في جنوب أفريقيا يعتقد أنّها أكثر عدوى من النسخة البريطانية التي رُصدت من جهتها في 23 دولة ومنطقة لغاية الأربعاء، بزيادة ثلاث مرات عن العدد الذي سجل في 12 يناير.

وأشارت إلى أنها تراقب انتشار نوعين آخرين ظهرا في البرازيل وهما من نوع “بي1” الذي رصد في ولاية أمازوناس واكتشف أيضا في اليابان لدى أربعة أشخاص قادمين من البرازيل ومتحول آخر.

وتابعت “حاليا لا يوجد سوى القليل من المعلومات المتاحة لمعرفة ما إذا كانت قابلية الفايروس للانتشار وخطورته بصدد التبدل لدى هذه الأشكال المتحورة”. لكنها أشارت إلى أن خصائصه الجينية المشابهة للفايروسين المتحورين في بريطانيا وجنوب أفريقيا تتطلب دراسات أخرى.

والنسخة المتحورة التي سجلت في بريطانيا في منتصف ديسمبر قادرة على العدوى بنسبة أكبر بخمسين إلى سبعين في المئة من الفايروس المستجد الأصلي وموجودة في المناطق الجغرافية الست لمنظمة الصحة العالمية. أما الفايروس المتحور لجنوب أفريقيا فموجود في أربع مناطق فقط، لم تحددها المنظمة.

والنسختان المتحورتان من الفايروس أسرع انتشارا لكنهما ليستا أكثر خطورة. إلا أنهما تسببا بزيادة في الضغط على النظم الصحية التي تبدو في بعض البلدان مثل بريطانيا والولايات المتحدة على وشك الانفجار.

وتطرح تساؤلات عن فعالية اللقاحات ضدهما لكن لا شيء حتى الآن يدل على أن المنتجات المستخدمة حتى الآن أقل فعالية.

وأدى وباء كوفيد – 19 إلى وفاة أكثر من مليوني شخص في العالم.

وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن عدد الوفيات ارتفع بنسبة 9 في المئة في الأسبوع الذي انتهى في يناير بالمقارنة مع الأسبوع الذي سبقه. وقد بلغ عددا قياسيا هو 93 ألف وفاة.

'