مدريد – لن تتوقف مسألة رحيل المواهب الشابة والمميزة عن ريال مدريد في الأعوام الأخيرة، لاسيما في ظل بقاء المدرب زين الدين زيدان في منصبه. وبات زيدان معروفا بتمسكه الشديد بمجموعة من العناصر التي يثق بها، فيما يدير ظهره لنجوم آخرين، مكتفيا بمنحهم دقائق قليلة غير كافية لإبراز قدراتهم داخل أرض الملعب.
النرويجي مارتن أوديغارد أحدث الهاربين من دكة الفريق الملكي في عهد زيدان، برحيله صوب أرسنال معارا حتى نهاية الموسم. والظهير المغربي أشرف حكيمي أمضى عامين معارا من ريال مدريد إلى بوروسيا دورتموند، ليثبت أقدامه بقميص أسود الفيستيفال، مما دفع البعض لتوقع عودته إلى النادي الإسباني بعد توهجه بملعب سيجنال إيدونا بارك. ولم يعر زيدان اهتماما لبزوغ نجم حكيمي في الأراضي الألمانية، ليتخلى عنه بسهولة فور وصول عرض من إنتر ميلان لضمه الصيف الماضي.
دكة زيدان
المهاجم الصربي لوكا يوفيتش سبق أوديغارد بأيام قليلة، بالخروج من سجن دكة زيدان، ليرتدي ألوان آينتراخت فرانكفورت الألماني مجددا على سبيل الإعارة حتى نهاية الموسم. ولم يحظ يوفيتش بفرصة اللعب بانتظام تحت إمرة زيدان، الذي لا يزال يفضل مواطنه كريم بنزيما على الجميع، مما تسبب في تسجيل صاحب الـ23 عاما هدفين فقط على مدار عام ونصف العام. وأثبت يوفيتش خطأ زيدان في عدم التعويل عليه بنجاحه في تسجيل 3 أهداف خلال مباراتين فقط، منذ انضمامه إلى فرانكفورت في الشهر الجاري.
النرويجي مارتن أوديغارد أحدث الهاربين من دكة الفريق الملكي في عهد زيدان برحيله صوب أرسنال معارا حتى نهاية الموسم
ولم يجد النجم الكولومبي مكانا له في تشكيلة الميرنجي منذ عودته إلى مدريد بعد انتهاء إعارته إلى بايرن ميونخ قبل عامين. المدرب الفرنسي دفع في البداية بصاحب الـ29 عاما في بعض المباريات، قبل أن يتحول إلى بديل بعد ذلك، حتى رحيله بنهاية الموسم الماضي. ووصل الحال في الملكي إلى التخلي عن موهبة ونجم بقيمة رودريجيز لإيفرتون دون حصوله على مقابل مادي، قبل أن يثبت اللاعب أقدامه في البريميرليغ، بنجاحه في البزوغ مع التوفيز هذا الموسم.
موهبة واعدة
لاعب الوسط الإسباني داني سيبايوس توقع له البعض في البداية بأن يكون أحد نجوم الليغا في لمح البصر، بعد توهجه مع منتخب بلاده في بطولة أوروبا تحت 21 عاما قبل 4 سنوات. موهبة سيبايوس الواعدة دفعت الملكي للتحرك نحوه على الفور بضمه من ريال بيتيس عام 2017، لكنه لم يحظ بفرصة اللعب بانتظام في حقبة زيدان الأولى. وبمجرد عودة المدرب الفرنسي مرة أخرى مطلع عام 2019، قرر داني سيبايوس الرحيل بعدها بـ4 أشهر فقط، ليعار إلى أرسنال لمدة موسم واحد، قبل تمديدها الصيف الماضي.
وحصل الظهير الإسباني سيرجيو ريجيلون على فرصة الظهور مع الفريق الأول لريال مدريد بموسم 2018 – 2019 خلال حقبة الأرجنتيني سانتياغو سولاري. وبمجرد ظهوره مع الفريق، جذب الظهير الشاب الأنظار إليه، خاصة خلال أول مشاركة له في الكلاسيكو ضد برشلونة، مما أثلج صدر جماهير النادي، التي رأته خير خلف للبرازيلي مارسيلو. ورغم ذلك، تخلى ريال مدريد عن ريجيلون بمجرد عودة زيدان، الذي لم يُظهر ثقته في صاحب الـ24 عاما، ليُعار إلى إشبيلية لمدة موسم واحد. وتوقع كثيرون أن يعود ريجيلون إلى مدريد بعد تألقه مع الفريق الأندلسي، الذي فاز معه بلقب الدوري الأوروبي، حتى تفاجأ مشجعو النادي بتخلي زيدان عنه بسهولة عبر بيعه نهائيا إلى توتنهام.