عين بكين على الدقم كمركز دعم لوجستي لقوتها المتنامية في المحيط الهندي – مصدر24

عين بكين على الدقم كمركز دعم لوجستي لقوتها المتنامية في المحيط الهندي

تعكس زيارة وزير الدفاع الصيني إلى عمان والتي شكلت المحطة الثانية له بعد إيران، اهتمام الصين بتوثيق الروابط مع السلطنة، التي تعد نقطة تقاطع مهمة للطرق البرية والبحرية، وتراهن عليها بكين لاسيما في دعم مخططاتها في المحيط الهندي.

 

مسقط – تقول أوساط سياسية إن زيارة وزير الدفاع الصيني الفريق أول وي فنغ هه إلى سلطنة عمان تكتسي أهمية كبيرة في سياق مساعي بكين لتعزيز استثماراتها في منطقة الدقم الاستراتيجية بما يحولها إلى مركز لوجستي يقدم خدمات للقوة الصينية المتنامية في المحيط الهندي.

وتمثل منطقة الدقم مشروعا رياديا كمركز حيوي للتجارة والصناعة والاستثمار بحكم موقعها الاستراتيجي الذي يجعلها قبلة للتنافس بين القوى الدولية الكبرى في ظل النظام العالمي المتحول صوب المحيط الهندي.

وتوضح الأوساط أن الصين، التي وقعت مؤخرا اتفاقية أمنية مع جزر سليمان، في سياق جهودها لتثبيت موطئ قدم لها في المحيط الهندي، تتحرك لاستكشاف إمكانيات دعم لوجستي في دول مستقرة، تأتي سلطنة عمان وميناء الدقم في مقدمتها.

ترتبط الصين بعلاقات تاريخية مع عمان، تعززت في السنوات الأخيرة باتفاقيات كبرى وقعتها بكين للاستثمار في منطقة الدقم

وتقول هذه الأوساط إن الدقم هي مفتاح الحركة على المحيط الهندي وتوفر دورا يشبه إلى حدّ كبير الدور الذي مثلته مدينة عدن في اليمن لأكثر من قرن بالنسبة إلى التجارة العابرة من الغرب إلى الشرق وبالعكس.

وتنتهج الصين سياسة متكاملة ومترابطة لتوسيع حضورها على المسرح العالمي، وتقوم هذه السياسة على ثلاثة محاور: وهي توثيق التعاون الاقتصادي والتشبيك السياسي، والحضور العسكري الذي ترجم مؤخرا في الاتفاقية الأمنية مع جزر سليمان، والتي أثارت قلقا كبيرا لدى الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة وفي مقدمتهم أستراليا.

وأجرى وزير الدفاع الصيني الخميس مباحثات موسعة مع كبار المسؤولين العُمانيين، شملت تعزيز العلاقات الثنائية.

ووفق وكالة الأنباء العمانية فقد استقبل نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع شهاب بن طارق آل سعيد، الوزير الصيني والوفد العسكري المرافق له، حيث جرى “استعراض العلاقات الثنائية القائمة بين سلطنة عمان وجمهورية الصين الشعبية الصديقة”.

وبحث الجانبان عددا من الأمور ذات الاهتمام المشترك، ومجالات التعاون العسكري القائم بين وزارتي الدفاع، وسبل تعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة بين البلدين الصديقين.

كما التقى وزير الدفاع الصيني، بوزير خارجية عُمان بدر بن حمد البوسعيدي، وتطرق الوزيران إلى التطور الذي تشهده العلاقات العمانية الصينية في مختلف المجالات إضافة إلى سبل تعزيزها.

وتبادل الطرفان وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك والتعاون المشترك بين البلدين في إطار المساعي الدولية الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار.

وترتبط الصين بعلاقات تاريخية مع عمان، تعززت في السنوات الأخيرة باتفاقيات كبرى وقعتها بكين للاستثمار في منطقة الدقم، أبرزها توقيع اتفاقية إيجار أرض لإنشاء منطقة صناعية ضخمة في المنطقة ستسمح لعدد من الشركات الصينية بالاستثمار في السلطنة بما لا يقل عن 10 مليارات دولار كمرحلة أولى.

بكين تسعى إلى تعزيز استثماراتها في منطقة الدقم الاستراتيجية

وكانت الصفقة ركزت في البداية على توسيع قدرات الإنتاج لمصفاة الدقم الاستراتيجية والعمليات المرتبطة بها، لكنها تمتد إلى نطاق أوسع بكثير من المشاريع في ثلاثة مجالات وهي الصناعات الثقيلة والصناعات الخفيفة والاستخدامات المختلطة، وستكون كلها جاهزة في غضون السنوات الخمس إلى العشر القادمة.

ويرى مراقبون أن الصين تنظر إلى عمان كنقطة تقاطع مهمة للطرق البرية والبحرية ولمخططاتها في المحيط الهندي، وهي تحرص في هذا الصدد على تعزيز العلاقات معها، الأمر الذي يشكل مصدر قلق للولايات المتحدة.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره العماني قبيل ساعات قليلة من وصول الوفد العسكري الصيني، فيما يعكس تململا لدى واشنطن حيال طبيعة هذه الزيارة.

وكان جرى التمهيد إلى زيارة وزير الدفاع الصيني، في وقت سابق من الشهر الجاري، حيث التقى نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع العُماني شهاب بن طارق في السابع عشر من أبريل السفيرة الصينية لدى بلاده لي لينغ بينغ.

وبحث الطرفان خلال اللقاء “مجالات التعاون العسكري القائم بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها”، إلى جانب مناقشة عدد من الأمور ذات الاهتمام المشترك.

وتأتي زيارة وزير الدفاع الصيني إلى عُمان ضمن جولة في المنطقة بدأها بزيارة إلى إيران، والتقى خلالها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ورئيس الأركان الإيراني محمد باقري.

'