فوضى واستعراض بأسلحة أوتوماتيكية في الأردن يطيحان بوزير الداخلية – مصدر24

فوضى واستعراض بأسلحة أوتوماتيكية في الأردن يطيحان بوزير الداخلية

عمان – شهدت عدة مناطق في الأردن أعمال عنف وشغب، واستعراضات بأسلحة أوتوماتيكية مع إعلان نتائج الانتخابات النيابية، الأمر الذي شكل إحراجا كبيرا للسلطة، لاسيما وأن تلك الأحداث جرت فيما تعيش البلاد حالة طوارئ.

واضطر وزير الداخلية اللواء الركن توفيق الحلالمة، إلى الاستقالة، التي بدت في واقع الأمر أقرب إلى الإقالة لاسيما وأن إعلانها جاء على لسان رئيس الوزراء بشر الخصاونة، الذي قال مساء الخميس إنها تأتي في إطار “تحمّل المسؤولية المجتمعية”.

وأضاف الخصاونة خلال إيجاز صحافي أن “الأردن أنجز استحقاقا دستوريا في ظلّ وضع وبائي معقّد، ولم نكن كدولة نمتلك خيارات بالتأجيل”. وشدد على أن الحكومة لن تتهاون في تطبيق القانون بشأن المخالفات المؤسفة وستحاسب كل من قام بها وفق أحكام القانون.

وأجريت الانتخابات النيابية في الأردن، الثلاثاء الماضي وحرصت الحكومة على مرورها بسلاسة، في ظل وضع وبائي حرج تمر به المملكة، لكن الأمور سرعان ما انفلتت وخرجت عن السيطرة مع بدء الإعلان عن النتائج.

الملك عبدالله الثاني: القانون يطبق على الجميع ولا استثناء لأحد

وعمد بعض الغاضبين من خسارة مرشحيهم إلى القيام بأعمال عنف وتكسير وحرق للممتلكات العامة والخاصة، فيما أقدم أنصار مرشحين فازوا في الاستحقاق على إطلاق النار في الهواء وهي ظاهرة منتشرة في الأردن، لكن الأخطر هذه المرة هو استخدام الأسلحة الرشاشة.

وأبدى الملك عبدالله الثاني في وقت سابق غضبا حيال ما حصل، وقال في تغريدة له على موقعه على تويتر “المظاهر المؤسفة التي شهدناها من البعض بعد العملية الانتخابية، خرق واضح للقانون، وتعدّ على سلامة وصحة المجتمع، ولا تعبر عن الوعي الحقيقي للغالبية العظمى من مواطنينا في جميع محافظات الوطن الغالي”.

وأضاف العاهل الأردني “نحن دولة قانون، والقانون يطبق على الجميع ولا استثناء لأحد”.

وأحدث إطلاق المئات من الأشخاص النار من أسلحة أوتوماتيكية ابتهاجا بفوز مرشحين لهم، صدمة في الشارع الأردني، وسط تساؤلات: كيف وصلت تلك الأسلحة إلى هؤلاء؟ وأين كانت السلطات؟

ويبدو أن الأجهزة الأمنية نفسها مصدومة من واقع ما حصل، حيث قال مدير الأمن العام اللواء الركن حسين الحواتمة إن توفر الذخائر ووجود الأسلحة الأوتوماتيكية عند الأردنيين ظاهرة خطيرة، متسائلا “كيف وصلت لهم.. واستخدمت الآلاف منها؟”.

وأضاف أن “الأمن العام قام بالتعامل مع كل الأحداث التي حدثت من تجمعات وغيرها وتم تصويرها وتوثيقها وتتم متابعة كل شخص أطلق عيارات نارية وكل آلية خالفت القانون، ولن نترك أي مخالف لقانون الحظر أو أطلق عيارات نارية وسنقوم بإحضارهم للعدالة”.

وأعلن عن اعتقال 344 مطلقا للعيارات النارية وضبط 29 سلاحا ناريا و478 مركبة تم التعميم عليها وإحضار جزء كبير منهم و”سوف نجيبهم (نأتي بهم)”.

وشدد سنضرب بيد من حديد كل من يحاول الإساءة لهيبة الدولة ولكل من يحاول نشر فايروس كورونا أو يخالف القانون، ولن تمر المخالفات دون عقاب وسيتم إحضار كل من خالف العدالة.

وتساءل كيف لأب أن يعطي رشاش كلاشنيكوف إلى ابنه الذي لا يتجاوز 11 عاما ومن حوله؟، ألم يكونوا خائفين على أنفسهم، والفائز في الانتخابات كيف سيراقب الحكومة ويشرّع ويتحدث عن سيادة القانون وهو أول من خالفه سواء بإطلاق العيارات النارية أو بسبب انتشار فايروس كورونا.

وشكلت نتائج الانتخابات خيبة أمل كبيرة لاسيما للمترشحين الحزبيين حيث لم يصل منهم إلى مجلس النواب سوى 17 نائبا، فيما كانت للعشائر حصة الأسد. ومني حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية لجماعة الإخوان بهزيمة ثقيلة، حيث خسر نصف مقاعده الانتخابية، فيما خرج التحالف المدني خالي الوفاض.

'