قاليباف رجل خامنئي المطيع مرشح لرئاسة البرلمان الإيراني – مصدر24

قاليباف رجل خامنئي المطيع مرشح لرئاسة البرلمان الإيراني

قاليباف رجل خامنئي المطيع مرشح لرئاسة البرلمان الإيراني

طهران – فتحت الجمعة مراكز الاقتراع في إيران أبوابها أمام الناخبين لاختيار من يمثلهم في انتخابات يرى معارضوها أن نتائجها محسومة سلفا بعد إقصاء عدد كبير من المرشحين المعتدلين.

ويرى مراقبون أن المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي سيحاول إيجاد شخصية موثوق فيها ومخلصة لقيادة برلمان يتوقع أن يسيطر عليه المحافظون المتشددون.

ولعل من أبرز هذه الشخصيات التي من الممكن أن يعوّل عليها النظام الإيراني في قيادة البرلمان المرشح محمد باقر قاليباف.

وقاليباف عمل قائدا للقوات الجوية بالحرس الثوري الإيراني ورئيسا للشرطة الوطنية وكان من قدامى المحاربين مما حبب خامنئي فيه وعزز فرصه في شغل منصب رئيس البرلمان القادم بعد الانتخابات في حال نجاحه.

ويرى محللون أن خامنئي، الذي تواجه قبضته على السلطة ضغوطا متزايدة من الأميركيين ومن تنامي الاستياء الشعبي في الداخل، لن يجد أفضل من صقور الأمن من أمثال قاليباف في تشكيل برلمان مخلص في ولائه.

وقد عمل مجلس صيانة الدستور، وهو هيئة من المتشددين تتولى فحص المتقدمين لترشيح أنفسهم في الانتخابات، على ضمان أن تسفر الانتخابات البرلمانية عن أغلبية من الموالين لخامنئي باستبعاد المعتدلين.

وقال أمير علي حاجي زادة وهو رئيس الوحدة الجوية الفضائية بالحرس الثوري في رسالة دعم بالفيديو للمتشددين نشرتها مواقع إلكترونية إيرانية “مشكلتنا هي الاقتصاد ونحن بحاجة لمديرين جهاديين من أمثال قاليباف للتغلب على المشاكل الاقتصادية”.

وستمثل الانتخابات لاختيار أعضاء البرلمان المؤلف من 290 مقعدا اختبارا لما تحظى به المؤسسة الدينية من دعم قبل انتخابات الرئاسة المقررة العام المقبل.

وهذه هي أول انتخابات منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الدولي مع إيران حيث أعادت فرض عقوبات جديدة عليها.

وتتوقف فرص قاليباف في الفوز بمنصب رئيس البرلمان على كسب ثقة المتشددين الذين ظلوا يكافحون أياما للتوصل إلى توافق على قائمة واحدة للمرشحين في طهران.

ولا يزال من الممكن أن يطرح المتشددون مرشحا منافسا لمنصب رئيس البرلمان في الأشهر المقبلة.

خامنئي يعوّل على صقور الأمن
خامنئي يعوّل على صقور الأمن

وقال مسؤول إصلاحي سابق مشترطا عدم الكشف عن هويته “المتشددون منقسمون، ولن يصوت المرشحون المعتدلون والمستقلون لقاليباف. وسيكون البرلمان في غاية الفوضى بوجود جماعات مختلفة من المتشددين”. وقبل الانتخابات حاول قاليباف استمالة الناخبين من أصحاب الدخل المتوسط والمنخفض بالتركيز على المصاعب الاقتصادية الناجمة في جانب كبير منها عن العقوبات الأميركية وبإطلاق الوعود بالتصدي لأصحاب المصالح الشخصية.

ويشكك البعض في قدرة البرلمان على تحقيق التغيير إذ أن خامنئي، ومن ورائه الحرس الثوري، هو من يحدد الاتجاه العام للبلاد من خلال السيطرة على وسائل الإعلام والقوات المسلحة وأجهزة المخابرات ومعظم الموارد المالية.

وقال رامين سرداري خريج الجامعة العاطل في طهران والبالغ من العمر 28 عاما “لا يمكن أن يتغير شيء في ظل هذه المؤسسة. ولا يهم من يفوز في هذه الانتخابات” وقد أحيا قاليباف طموحاته السياسية بترشيح نفسه لعضوية البرلمان بعد أن أخفق في ثلاث مرات في انتخابات الرئاسة، حيث أن واحدة منها خاضها ضد الرئيس الحالي حسن روحاني.

وفي 2005 استقال قاليباف من عمله في المؤسسة العسكرية لخوض انتخابات الرئاسة. وكان يعتبر مرشحا قويا لكنه خسر في الأيام الأخيرة عندما حوّل خامنئي وحلفاؤه تأييدهم إلى المرشح الشعبوي المتشدد محمود أحمدي نجاد.ثم فاز قاليباف بمنصب أحمدي نجاد السابق رئيسا لبلدية طهران وشغل هذا المنصب على مدار 12 عاما.

واكتسب شهرة باعتباره براجماتيا قادرا على حل المشاكل وعالج الأزمة الحادة التي كانت البنية التحتية تعاني منها في طهران وأحدث تحسنا في المواصلات العامة.

 

غير أن الفوضى الكبيرة التي عانت منها حركة وسائل النقل في العاصمة وما تردّد عن تورطه في قضية فساد في 2016 ومقتل 50 من رجال الإطفاء في حادث انهيار مبنى في العام التالي، وكل ذلك أضعف شعبيته.

ورغم ذلك فلا يزال ناخبون كثيرون في طهران يعتبرون قاليباف صاحب الشخصية الآسرة البالغ من العمر 58 عاما مرشّحا لا يعرف الهزل بإمكانه إنجاز المهام الموكلة إليه. ويتصدر قاليباف قائمة المرشحين للفوز بمقاعد طهران البالغ عددها 30 مقعدا في البرلمان.

ومن المتوقع أن يتمكن قاليباف بما يتمتع به من مؤهلات عسكرية قوية من استمالة المرشحين المتشددين الذين يشتركون معه في خلفية واحدة.

وقد شارك، وهو في سن التاسعة عشرة، في الحرب العراقية الإيرانية (1980 – 1988) وترقى بسرعة من رتبة إلى أخرى حتى وصل إلى رتبة جنرال بالحرس الثوري في غضون ثلاثة أعوام وأصبح في نهاية الأمر قائدا لقواته الجوية في 1998.

وبعد عام عندما عجّلت حملة أمنية دموية لقمع الطلبة المحتجين باضطرابات على مستوى البلاد ودفعت رئيس الشرطة الوطنية للاستقالة عيّن خامنئي قاليباف في هذا المنصب.

واشتهر قاليباف عند ناشطي الحقوق المدنية والإصلاحيين بأنه المسؤول الذي سحق الاحتجاجات وشارك شخصيا في ضرب المتظاهرين في 1999، كما لعب دورابارزا في قمع الاضطرابات في 2003.

وكان قاليباف ضمن مجموعة من قادة الحرس الثوري بعثت برسالة إلى رئيس الدولة الإصلاحي آنذاك محمد خاتمي تهدد فيها بقلب نظام الحكم ما لم يتحرك لوضع نهاية للمظاهرات.

'