قبائل ليبية تطالب بسحب الاعتراف الأممي بحكومة الوفاق – مصدر24

قبائل ليبية تطالب بسحب الاعتراف الأممي بحكومة الوفاق

قبائل ليبية تطالب بسحب الاعتراف الأممي بحكومة الوفاق

فنّد تكتل مشايخ القبائل خلف الجيش الوطني الليبي، الافتراءات المتشككة في الدعم الشعبي اللامشروط للمشير خليفة حفتر في معركته لتحرير العاصمة طرابلس، ما يمثل صفعة جديدة للمحور التركي القطري الذي يراهن على إحداث فرقة في صفوف الليبيين.

ترهونة (ليبيا) – طالب شيوخ القبائل الليبية، الأمم المتحدة بسحب اعترافها بالمجلس الرئاسي وحكومة الوفاق التي يرأسها فايز السراج والمجلس الأعلى للدولة، في وقت سيطر فيه الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر على مناطق واسعة في أحياء طرابلس.

وعقد شيوخ القبائل فعالية حاشدة يومي الأربعاء والخميس، في مدينة ترهونة بالقرب من العاصمة طرابلس، لمساندة الجيش الوطني الليبي، وإجهاض الأجندات التركية الساعية إلى ترسيخ الانقسام في ليبيا، ومنع الجهات التي تدعمها من السيطرة على مقاليد الأمور.

وحضر المؤتمر الموسع الذي اختتم الخميس، أكثر من ألفي شخص من ممثلي شيوخ وأعيان القبائل والمدن الليبية، الذين أعربوا عن دعمهم اللامشروط للمشير خليفة حفتر، مثمنين سعيه لتحرير العاصمة طرابلس من الإرهابيين والمرتزقة الذين يقاتلون إلى جنب ميليشيات حكومة الوفاق.

وقال مصدر قبلي لـ“العرب” إن مؤتمر ترهونة يحمل رمزية سياسية ومكانية كبيرة، وهو بداية لعمل وطني جاد في ليبيا، وسوف يغير كثيرا من خارطة التوازنات الحالية التي لعبت تركيا على تناقضاتها، وحاولت توظيفها لصالحها دون مراعاة لمصالح الشعب الليبي.

وأضاف أن تكتل القبائل الليبية خلف المشير خليفة حفتر يدحض الافتراءات التي قللت من شأن هذا الدعم.

وأكد حاتم الكليم، وهو ناشط سياسي من ترهونة، أن المؤتمر استهدف “وقف الغزو التركي للبلاد، وإسقاط الشرعية الدولية عن حكومة الوفاق، ومجلس الدولة، وتعزيز الدور الوطني للقبائل لأنها تمثل القاعدة الشعبية الرئيسية”.

وأوضح الكليم لـ“العرب”، أن الجيش الليبي حقق خلال اليومين الماضيين تقدما كبيرا في الكثير من مناطق طرابلس، ما ضيّق الخناق على الإرهابيين.

وخولت القبائل للجيش الوطني الليبي حسم المعركة والقضاء على الميليشيات، مع التأكيد على مقاومة جميع أشكال الغزو الخارجي، ورفض أي اتفاقيات دولية تشكل خطرا على الأمن القومي، في إشارة لمذكرتي التفاهم البحري والأمني اللتين وقعهما السراج مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في نوفمبر الماضي.

ورفض المؤتمرون قبول أي حوار أو هدنة قبل تحرير طرابلس، ومقاضاة الأطراف التي صنعت الفوضى وعدم الاستقرار، وعلى رأسها قطر وتركيا.

وأكد شيوخ القبائل في بيانهم الختامي أن “صناع الإرهاب اتخذوا من المدن ملاذا لهم ومركزا لتنفيذ مخططاتهم التدميرية، وممرا آمنا للمتاجرة بالبشر بسبب حكم الميليشيات المؤدلجة، والمخرج الوحيد من هذا الوحل استدعى الخروج بمقررات حاسمة”.

ووضعوا مجموعة من الخطوط العريضة، في مقدمتها أن ليبيا دولة مستقلة ذات سيادة وموحدة، وأن جميع القوانين التي أصدرها مجلس النواب واجبة النفاذ بما فيها ما يتعلق بالعفو العام، وحظر تشكيل الكيانات الإرهابية وإلغاء قانون العزل السياسي.

وشدد على رفض كل المنظمات والتشكيلات ذات عقيدة الأيديولوجيا المتطرفة التي تشكل خطرا على وحدة الدولة الوطنية، والتمسك بالنهج الديمقراطي الذي يقرره الليبيون بأسلوب وطريقة حكم البلاد وإقرار دستور توافقي، ورفض أي حوار قائم، بما في ذلك حوار جنيف برعاية الأمم المتحدة، ما لم يتم الرجوع إلى الليبيين باعتبارهم المعنيين بأي نتائج لهذه الحوارات.

وقال محمد الصادق مدير المكتب الإعلامي لملتقى مشايخ وأعيان ترهونة، لـ“العرب”، إن الحضور الكثيف والذي مثل كافة المدن والقبائل والمكونات الاجتماعية، يؤكد على التوافق التام على دعم القوات المسلحة الليبية، ومحاربة المتشددين والمرتزقة.

وتمسك شيوخ القبائل بقرار غلق الحقول والمصارف والموانئ النفطية إلى حين تشكيل حكومة موحدة قادرة على حماية مقدرات الليبيين وضرورة وضع حد للعبث القائم بمؤسسات الدولة المالية، وعلى رأسها مصرف ليبيا المركزي و جهاز الاستثمارات الخارجية.

وكشف رئيس المجلس الاجتماعي لمشايخ وقبائل ترهونة، صالح الفاندي، أن جميع المدن والقبائل أرسلت وفودها، والمدن التي لم تستطع الحضور لظروف خاصة تواصلت مع المجلس الاجتماعي وقررت أن تلتقي في ما بعد المؤتمر مع التأكيد على دعم الجيش الليبي.

وأكد الفاندي أن مؤتمر شيوخ القبائل أوجد دعما كبيرا للبرلمان والجيش الوطني، وبإمكانه إجبار المجتمع الدولي على رفع الدعم عن حكومة الوفاق، لافتا إلى أن هذا الزخم الكبير، الذي أحدثه المؤتمر، يمثل رسالة سياسية للعالم بأن رئيس حكومة الوفاق لا وزن له على المستوى الشعبي، وأن احتماءه بالعصابات المسلحة لم يعد مجديا.

وألمح إلى أن الشخصيات التي كانت تتاجر بملف القبائل لصالح تركيا وجماعة الإخوان، سقطت حججها الواهية، فالجسم الجديد سيقوم بدور فعال خلال الأيام المقبلة، ومن الممكن أن تترتب عليه حسم بعض الأمور العالقة.

ويضع مؤتمر القبائل الليبية مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، غسان سلامة، أمام مسؤولية كبيرة، فهؤلاء يقدمون دعمهم للجيش والبرلمان، وبالتالي من الصعب تجاوزهم عند عقد الملتقى الوطني الذي يسعى إليه.

'