قصف إسرائيلي لمنع تمركز الصواريخ الإيرانية في سوريا – مصدر24

قصف إسرائيلي لمنع تمركز الصواريخ الإيرانية في سوريا

دمشق – أولت مصادر دبلوماسية غربية أهمّية خاصة للضربات الأخيرة التي وجهتها إسرائيل إلى أهداف إيرانية وسورية، مشيرة إلى أن إسرائيل تبدو من خلال الضربات، التي اتخذت شكل غارات يشنّها سلاح الجو، أنّها تعد لعملية كبيرة وواسعة إلى أبعد حدود من أجل التخلّص من الصواريخ الإيرانية الموجودة في الأراضي السورية.

ولاحظت هذه المصادر أن إسرائيل قصفت، الأسبوع الماضي، مخازن أسلحة وقواعد صواريخ في منطقة قريبة من الجولان السوري واستهدفت ليل الثلاثاء – الأربعاء مواقع عسكرية في منطقة دير الزور ومعبر البوكمال على الحدود السورية – العراقية.

وأشارت إلى أن الهدف من الغارات الإسرائيلية يبدو واضحا كلّ الوضوح ويتمثّل في اقتلاع الوجود الإيراني من سوريا مع تركيز خاص على منطقة الحدود مع العراق وعلى الجنوب السوري القريب من الجولان.

وكشفت أن الرسالة الإسرائيلية واضحة لجهة تأكيد أن إسرائيل لن تقبل بوجود صواريخ إيرانية في سوريا في المرحلة المقبلة، وبالتالي في لبنان، بغض النظر عمّا إذا كانت إدارة جو بايدن ستنجح في إعادة الحياة إلى الاتفاق بشأن الملف النووي مع إيران أم لا.

وتوقفت المصادر عند معلومات سرّبتها إسرائيل تفيد أن المعلومات عن المواقع الإيرانية في سوريا، قرب العراق، كان مصدرها الولايات المتحدة التي تركت إسرائيل تنفذ الغارات الجويّة الأخيرة في دير الزور والبوكمال.

ولاحظت في هذا المجال أن إسرائيل تعمّدت في غاراتها الأخيرة ضرب مواقع تابعة للنظام السوري أيضا بغية التخلّص من أيّ دفاعات جوّية تحمي المواقع الإيرانية التي هي في معظمها مستودعات صواريخ وذخائر ومعدات عسكرية أخرى.

وركزت المصادر ذاتها على أن الهمّ الإسرائيلي في هذه المرحلة ينحصر في الصواريخ الإيرانية التي زادت دقّتها إلى حد كبير. وتبيّن مدى تحسن أداء هذه الصواريخ في سبتمبر من العام 2019 عندما أطلقت في اتجاه منشآت أرامكو في المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية. وأدّى ذلك في حينه إلى وقف ثلث صادرات النفط السعودي لبضعة أيّام.

وقال محللون إن استهداف هذه المناطق بكل هذه القسوة من قبل الإسرائيليين يظهر أنها أصبحت قاعدة لوجستية للحرس الثوري للعبور بين العراق وسوريا.

نيكولاس هيراس: نتنياهو يوجه ضربات للحرس الثوري في سوريا قبل استلام بايدن

وقال نيكولاس هيراس من معهد دراسات الحرب “في الأيام الأخيرة لإدارة ترامب، يحاول بنيامين نتنياهو أن يلحق، قدر المستطاع، الضرر بجهود الحرس الثوري الإيراني في سوريا قبل تسلم بايدن سدة الرئاسة”.

وأوقعت الغارات الإسرائيلية، الأربعاء، 57 قتيلاً على الأقل من قوات النظام ومجموعات موالية لإيران، في حصيلة تُعدّ الأعلى منذ بدء الضربات الإسرائيلية في سوريا.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن قصف إسرائيلي مكثف استهدف بعد منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء المنطقة الممتدة من مدينة الزور إلى بادية البوكمال عند الحدود السورية – العراقية.

وطال القصف، وفق المرصد، مستودعات ومعسكراً في أطراف مدينة دير الزور، ومواقع ومستودعات أسلحة في بادية البوكمال، وأخرى في بادية الميادين، تابعة لكل من قوات النظام وحزب الله اللبناني والقوات الإيرانية والمجموعات الموالية لها.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن “إنها الحصيلة الأكثر دموية التي توقعها غارات إسرائيلية في سوريا”. وكانت إسرائيل شنت غارات عنيفة على محافظة دير الزور في يونيو 2018 أوقعت 55 قتيلاً بينهم 16 من قوات النظام.

وبحسب عبدالرحمن، فإن الضربات الإسرائيلية جاءت بعد أيام من استقدام لواء “فاطميون” الأفغاني الموالي لإيران لأربع شاحنات محمّلة بأسلحة إيرانية من الجانب العراقي، تمّ تفريغ حمولتها في مستودعات في المواقع المستهدفة.

وكثّفت إسرائيل في الأعوام الأخيرة وتيرة قصفها في سوريا، مستهدفة بشكل أساسي مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني.

ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ هذه الضربات، إلا أنها تكرّر أنها ستواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

وفي خطوة نادرة الحصول، قال الجيش الإسرائيلي قبل أسبوعين في تقريره السنوي إنّه قصف خلال العام 2020 حوالي 50 هدفاً في سوريا، من دون أن يقدّم تفاصيل عن الأهداف التي قصفت.

وقال المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في الـ18 من نوفمبر الماضي، غداة إعلان إسرائيل عن قصفها “أهدافاً عسكرية لفيلق القدس الإيراني وللجيش السوري” في جنوب سوريا، إنّ دولته “ستواصل التحرّك وفق الحاجة لضرب التموضع الإيراني في سوريا الذي يشكل خطراً على الاستقرار الإقليمي”.

وتعهدت إسرائيل مراراً بمواصلة عملياتها في سوريا حتى انسحاب إيران منها. وكرّر نتنياهو عزمه “وبشكل مطلق على منع إيران من ترسيخ وجودها العسكري عند حدودنا المباشرة”.

وكتب رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق ورئيس معهد الدراسات الأمنية آموس يالدين على تويتر إن إسرائيل توّجه من خلال الضربات رسالة إلى سوريا مفادها أن “الثمن سيكون باهظاً لإطلاقكم أيدي الإيرانيين” في سوريا.

'