قوات تركية تحكم قبضتها على أجزاء من كردستان العراق – مصدر24

قوات تركية تحكم قبضتها على أجزاء من كردستان العراق

قوات تركية تحكم قبضتها على أجزاء من كردستان العراق

أربيل (العراق)- ترصد أوساط كردية عراقية بقلق تضخيم تركيا لمكاسب حملتها العسكرية الواسعة التي تشنّها ضدّ مسلّحي حزب العمّال الكردستاني داخل أراضي إقليم كردستان العراق، وتعمّد الخطاب الإعلامي والسياسي لأنقرة المبالغةَ في توصيف مدى انتشار عناصر الحزب في تلك المناطق ومستوى تسليحهم، بهدف التهويل من مستوى التهديد الذي يشكلونه للأمن التركي.

وترى مصادر كردية عراقية هذا التهويل مظهرا لتكتيك تتبعه أنقرة في تدرّجها نحو تحويل عمليتها العسكرية داخل أراضي الإقليم إلى احتلال دائم لأجزاء من تلك الأراضي بذريعة أن خطر حزب العمال الكردستاني المصنّف تنظيما إرهابيا من قبل تركيا سيظل قائما ولا يمكن استئصاله بعمليات عسكرية خاطفة ومحدودة زمنيا.

ولم تنقطع وزارة الدفاع التركية منذ إطلاقها قبل نحو شهر لعملية مخلب النمر في شمال العراق عن الإعلان بشكل متكرّر عن العثور على “أوكار” لعناصر حزب العمّال ومصادرة أسلحة كثيرة تابعة لهم بما يوحي بأنّهم منتشرون بكثافة ومتمركزون بشكل جيد في مناطق إقليم كردستان العراق ومستعدون لمهاجمة الأراضي التركية باستخدام ترسانة كبيرة من الأسلحة.

وأعلنت الوزارة، الإثنين، ضبط “كميات كبيرة من المواد المستخدمة في صناعة المتفجرات يدوية الصنع والأسلحة العائدة لمنظمة ‘بي.كا.كا’ الإرهابية شمالي العراق”، بحسب ما أوردته وكالة الأناضول التركية نقلا عن بيان للوزراة. وورد في البيان “أن ضبط الأسلحة والمواد المتفجرة جاء في إطار عملية مخلب النمر الجارية منذ 17 يونيو الماضي”، وهي عملية برية أعقبت تمهيدا بسلاح الطيران ضمن عملية أطلق عليها اسم “مخلب النسر” انطلقت منتصف الشهر نفسه.

العملية العسكرية التركية الجارية بشمال العراق مختلفة جذريا عن سابقاتها من حيث حجمها ومداها وطبيعة أهدافها

وحملت العملية العسكرية، بطول مدّتها الزمنية واتساع مداها وحجم القوات والأسلحة المستخدمة فيها، العديد من سمات الاختلاف عن العمليات السابقة التي كانت من قبل أقرب إلى الضربات الانتقائية الخاطفة الهادفة إلى منع مسلّحي حزب العمّال الكردستاني من التمركز والاستقرار في المناطق الوعرة بشمال العراق. وبدا أن أهداف العملية الجديدة بحدّ ذاتها مختلفة حيث تؤسس لوجود عسكري تركي دائم في عدد من المواقع داخل التراب العراقي.

وأكّد ذلك تقرير إعلامي كردي نشرته شبكة رووداو الإعلامية، الإثنين، وورد فيه على لسان مراسل الشبكة من دهوك أنّ تركيا تحاول إحكام قبضتها على جبل كيسته في ناحية كاني ماسي بقضاء العمادية التابع لمحافظة دهوك.

وأشار التقرير إلى أن المدفعية والطيران التركيين يواصلان قصف المنطقة، فيما يسعى الجيش التركي للتقدم باتجاه المناطق الاستراتيجية. وقصفت المدفعية التركية قرية بيدهي في ناحية كاني ماسي، حيث قال مدير الناحية سربست صبري إنّ “قذائف مدفعية سقطت داخل القرية وألحقت أضرارا بالمنازل والبساتين والأراضي الزراعية وبثت الرعب بين السكان”.

والجمعة الماضي، وصلت وحدة كوماندوز تركية إلى جبل شاقول قرب ناحية دركار في زاخو عبر عملية إنزال جوي وتولت مروحيتان عسكريتان حماية تلك القوة بحسب ما نقلته رووداو عن مدير ناحية دركار زيرفان موسى.

وخلال العمليات العسكرية الأخيرة، توغلت القوات التركية في ناحية باتيفا في زاخو على طول يتراوح بين 45 إلى 50 كلم وبعمق 15 إلى 30 كلم، ما استدعى إخلاء عدة قرى في المنطقة.

وطالبت الحكومة العراقية مرارا تركيا بإيقاف عملياتها العسكرية واستدعت السفير التركي وسلمته مذكرتي احتجاج، لكن تلك الدعوات كانت تقابل بالرفض الصريح من قبل أنقرة التي تقول إنها “تدافع عن نفسها” من هجمات حزب العمال.

'