كأس العالم في الدوحة والاحتفالات في دبي – مصدر24

كأس العالم في الدوحة والاحتفالات في دبي

إذا كانت قطر مرشحة للاختناق بزوارها، فإن دولا مجاورة مرشحة لتكون متنفسا لما سيقع من ازدحام في الدولة المنظمة، فالبحرين والسعودية وحتى إيران تفتح أبوابها لاستقبال الجماهير المشجعة لمنتخباتها، إلا أن الإمارات وخاصة دبي الأقرب جغرافيا إلى ملاعب كرة القدم، إذ لا تبعد الرحلة سوى ساعة إلا ربع إضافة إلى أنها متقدمة سياحيا على جيرانها.

دبي – قد تجلب كأس العالم لكرة القدم ما يصل إلى 1.2 مليون معجب إلى قطر، لكن إمارة دبي المجاورة تتطلع أيضا إلى الاستفادة من البطولة الكبرى التي تقام على بعد رحلة قصيرة.

وقالت بعض أندية مشجعي كرة القدم بالفعل إنها ستسافر إلى قطر خلال الكأس في رحلة مدتها 45 دقيقة من دبي الساحلية والمزينة بناطحات السحاب. ويخطط المشجعون الآخرون للنوم على متن السفن السياحية أو التخييم في الصحراء وسط الاندفاع على الغرف في الدوحة.

وتأمل الآن شركات الطيران والمطاعم ومراكز التسوق وغيرها من عوامل الجذب في دبي في الاستفادة من الحدث، بما يعزز السياحة المنتعشة في أشهر الخريف والشتاء.

وقال جيمس سوانستون خبير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في كابيتال إيكونوميكس “إذا لم تتمكن من البقاء في قطر، فإن دبي هي المكان الذي تفضل زيارته كسائح أجنبي. إنه مكان آمن، إنها الوجهة الأكثر جاذبية”. وتعدّ دبي موطنا لأطول مبنى في العالم ومراكز التسوق الضخمة بما في ذلك مركز مع حلبة للتزلج، وقطاع مزدهر للملاهي الليلية.

وساعدت شركة طيران الإمارات في جعل مطار دبي الدولي أكثر المطارات ازدحاما في العالم للسفر إلى الخارج، ويوفر تدفقا ثابتا للزوار الجدد الذين يقضون فترات توقف أو فترة راحة أطول.

 

وجهة ترفيه وإقامة دافئة
وجهة ترفيه وإقامة دافئة

 

وفي الفترة التي سبقت البطولة العالمية، انتشرت المخاوف بشأن مساحات الغرف الفندقية وارتفاع أسعار الغرف المتاحة في قطر التي تفتقر إلى الطاقة الاستيعابية الفندقية لجميع الفرق والعاملين والمتطوعين والمشجعين، فأنشأت الدوحة مواقع للتخييم والمقصورات، واستأجرت السفن السياحية، واقترحت على المشجعين البقاء في البلدان المجاورة والسفر لحضور الحدث.

وقدرت قطر أنها ستوفّر 45 ألف غرفة فندقية للبطولة، كما تتوقع الدول المجاورة مثل البحرين والكويت والسعودية أن تشهد ارتفاعا في عدد الزوار، حتى أن إيران اقترحت قبل أشهر تطوير خطط لسائحي كأس العالم للبقاء في جزيرة كيش. ولم تثمر هذه الفكرة على ما يبدو، وتشهد إيران الآن احتجاجات ساخنة.

أكثر من 140 ألف غرفة فندقية في دبي بأسعار متفاوتة ما يجعلها من أفضل 10 وجهات في جميع أنحاء العالم

وفي الآن نفسه، يوجد في دبي أكثر من 140 ألف غرفة فندقية، مما يجعلها من أفضل 10 وجهات في جميع أنحاء العالم في ما يتعلق بالغرف الفندقية المتاحة، كما قال فيليب وولر مدير أول في شركة “إس.تي.آر” التي تراقب صناعة الفنادق. وذكر أن دبي تقدم أيضا نطاقات أسعار أكبر مما تستطيع قطر توفيره في الوقت الحالي بسبب الطلب.

وتابع وولر “أعتقد أن دبي مدينة انتقائية بشكل لا يصدق. يمكنك استئجار غرفة مقابل 100 دولار أو بمبلغ 5 آلاف دولار”.

ويبدو أن دبي مستعدة تماما للاستفادة من البطولة. وتخطط شركة الطيران منخفضة التكلفة فلاي دبي لما يصل إلى 30 رحلة ذهابا وإيابا يوميا خلال كأس العالم، وتنقل المشجعين بين مطار آل مكتوم الدولي في دبي إلى المطار الدولي في الدوحة.

وقال بول غريفيث الرئيس التنفيذي لمطارات دبي إن شركات الطيران الأخرى التي قد تستخدم مطار آل مكتوم تشمل الخطوط الهولندية والخطوط القطرية وويز للطيران الهنغارية المحدودة، كما ستُعتمد الطائرات الخاصة. ويمكن أن يساعد ذلك في تعزيز صورة المطار الذي تأمل دبي في توسيعه في المستقبل.

وقال “إنها تجربة رائعة بالنسبة إلينا أن نرى مطار آل مكتوم الدولي فجأة مشغولا للغاية بمناسبة كأس العالم. سيعطي هذا عرضا لميزات المطار للعديد من الأشخاص مما قد يجعل شركات الطيران تفضل العمل منه”. وتأتي الدفعة الاقتصادية المتوقعة من كأس العالم لدبي بعد تحولها منذ معاناتها من الوباء.

bb

وعانت دبي مثل كثير من دول العالم من الإغلاق في أوائل عام 2020. وأعلنت بحلول يوليو من ذلك العام أنها ستفتح أبوابها أمام السياح. وواجهت موجة انتقادات دولية عندما انتشرت الحالات من الإمارة بعد أشهر مع نهاية السنة، ثم أطلقت وبقية الإمارات اللقاحات على نطاق واسع.

وأسقطت الإمارات سياسة القناع الإلزامية منذ حوالي شهر. وقال دينيس ماك غيتيغان الرئيس التنفيذي لإمبراطورية حانات أيرلندية في دبي وأماكن أخرى “تجد دبي على رادارات العديد من الناس باعتبارها واحدة من أكثر الأماكن الرائعة التي يمكن زيارتها. وأعتقد أن المونديال قد أضاف طبقة” من الرغبة في الزيارة.

وذكر أن أعماله في البار قد ارتفعت بالفعل بنسبة 40 في المئة في المبيعات مقارنة بسنة 2019، وهو أمر ربطه بالطلب المكبوت على التواصل بعد أسوإ أيام الفايروس. وقال إنه زاد من عدد الموظفين في مواقعه ويتوقع أعمالا قوية خلال البطولة.

لكن ماك غيتيغان وآخرين أقروا بالرياح المعاكسة التي تواجهها دبي في جذب السياح إلى كأس العالم أهمها الدولار الأميركي القوي. وطالما ارتبط الدرهم الإماراتي بالدولار، مما يجعل رحلة إلى دبي الآن أكثر تكلفة لمن يستخدمون الجنيه الإسترليني واليورو والعملات الأخرى.

وتوجد مخاطر مالية أخرى كامنة في دبي التي تعتمد على السياحة. وقالت المحللة لدى ستاندرد أند بورز سابنا جاغتياني “ما زلنا بحاجة إلى توخي الحذر من الضغوط الاقتصادية العالمية، بما في ذلك ارتفاع أسعار الفائدة، وارتفاع أسعار النفط والسلع الأساسية، وقضايا سلسلة التوريد التي تخلق ضغوطا تضخمية قد تؤثر على الانتعاش الاقتصادي في دبي”.

ولا يرى ماك غيتيغان أن يكون ذلك معطّلا كبيرا. وستنظم شركته منطقة ضخمة للمشجعين في المساحات العشبية لمدينة دبي للإعلام، تكتمل بالعروض الموسيقية وأجهزة التلفزيون الضخمة.

وقال “أنا، على سبيل المثال، يسعدني للغاية أن أرى كل شيء يعود بكامل قوته إلى الأمام، وفي الواقع أكثر من ذلك بقليل”.

'