كورونا.. مجزرة أخرى للعراقيين – مصدر24

كورونا.. مجزرة أخرى للعراقيين

كورونا.. مجزرة أخرى للعراقيين

بغداد – تتّجه جائحة كورونا بتصاعد عدد ضحاياها في العراق، نحو التحوّل إلى “مجزرة” جديدة للعراقيين الذين اعتادوا منذ عشريات من الزمن على خسارة أرواح الكثيرين منهم بشكل جماعي بسبب الحروب المتلاحقة التي شهدوها وحالة عدم الاستقرار التي لا تزال سائدة في البلد، حتى بعد حسمه الحرب الأخيرة ضدّ تنظيم داعش بكل ما تميّزت به من ضراوة ودموية.

وأعلنت السلطات العراقية الجمعة تسجيل 122 وفاة جراء الإصابة بفايروس كورونا ما مثّل أعلى معدل يومي للوفيات منذ اكتشاف الفايروس بالبلاد في فبراير الماضي.

وجاء ذلك بعد أن تمّ الخميس تسجيل 107 وفيات بالفايروس، في ظلّ مخاوف من انهيار القطاع الصحي الضعيف والهشّ جرّاء سوء إدارته على مدى سنوات متلاحقه وإهدار الفساد للأموال المخصصة له.

وقالت وزارة الصحة العراقية في بيان إنه “تم تسجيل ألفين و54 إصابة بكورونا خلال الـ24 ساعة الماضية”. وأضافت أن إجمالي الإصابات ارتفع إلى 41 ألفا و193، توفي منها 1559، بينما تعافى 18 ألفا و859.

وتفرض السلطات حظرا جزئيا للتجوال إلى أجل غير مسمى، حيث يتاح للسكان التجول خلال ساعات النهار مع مراعاة إجراءات الوقاية من الفايروس، بما في ذلك ارتداء الكمامات ومنع التجمعات.

غير أنّ الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للسكان تعسّر عملية محاصرة الوباء عن طريق تنفيذ عملية إغلاق صارمة مثل تلك التي لجأت إليها العديد من بلدان المنطقة والعالم وساعدت بشكل واضح في الحدّ من انتشار الفايروس والتقليل من خسائره البشرية.

وبلغت الأزمة الاقتصادية والمالية في العراق المعتمد بشكل شبه كلي على عوائد النفط، حدّ الحديث عن عجز محتمل عن دفع رواتب الموظفين والمتقاعدين.

وكان الفساد وسوء الإدارة وتردي الخدمات وانتشار الفقر، من أسباب اندلاع انتفاضة شعبية عارمة بالعراق في أكتوبر الماضي، قمعتها السلطات والميليشيات بعنف ما تسبب في سقوط الآلاف بين قتلى وجرحى، الأمر الذي وصف بأنّه مجزرة أخرى من المجازر التي لا تكاد تنقطع في البلد.

'