كورونا يعصف بحركة السفن السياحية في المكسيك – مصدر24

كورونا يعصف بحركة السفن السياحية في المكسيك

كورونا يعصف بحركة السفن السياحية في المكسيك

عصف كورونا بآمال الحكومة المكسيكية في تحقيق طفرة اقتصادية بالاستعداد لموسم سياحي ضخم  في منتجع كوزوميل في ظل مساعيها لاستنساخ تجربة طفرة العام الماضي في عوائد السياحة.

كوزوميل (المكسيك) – كان منتجع كوزوميل السياحي في المكسيك يستعد لموسم ضخم، إلى أن تسبب فايروس كورونا المستجد في وضع نهاية مأسوية لذلك، حيث تم إغلاق المطاعم والمحلات التجارية الخاوية، بالإضافة إلى شعور المواطنين بالقلق بشأن توفر سبل عيشهم مع غياب السياح.

يقول بابلو راميريز البالغ 23 عاما والذي يعاني من الإحباط، وهو يعرض سلسلة من فكي أسماك القرش “لدينا جميع أنواع أسماك القرش ولكن، في الوقت الحالي، لا يوجد أحد هنا لشراء أي شيء”.

ويروي جزء من منطقة الكاريبي التي تواجه متجره المطل على البحر، قصة ما حدث، حيث لا توجد سوى أرصفة خاوية من البشر، وأفق مسطح على طول الطريق إلى بلدة بلايا ديل كارمن، في البر الرئيسي المكسيكي على بعد 12 ميلا، ولا توجد أي سفن سياحية في الأفق.

وهناك مشكلة كبيرة في منتجع مارجريتفيل، حيث أثّر انهيار رحلات السفر الدولية بسبب تفشي وباء كورونا على صناعة السياحة في المكسيك، التي حققت في عام 2019 أرباحا بلغت 24.8 مليار دولار، أي ما يمثل نحو ثمانية في المئة من إجمالي الناتج القومي للبلاد.

وقد تعرض عدد قليل من الأماكن لضرر أكبر من الذي حدث هنا في كوزوميل، المنتجع السياحي الشهير الذي يقع قبالة ساحل شبه جزيرة يوكاتان المكسيكية.

ويعتبر فصل الربيع تحديدا هو ذروة موسم السفن السياحية، كما أن كوزوميل هو أحد أهم الموانئ التي تحظى بزيارات السفن السياحية في العالم.

وفي عام 2019، رست هنا أكثر من 1300 سفينة سياحية، كانت تقل على متنها 4.5 مليون راكب، وهو رقم قياسي كانت الجزيرة تهدف إلى تجاوزه في عام 2020 وتعتبر السفن شريان الحياة المالي في كوزوميل، حيث تمثل أكثر من 70 في المئة من النشاط الاقتصادي للجزيرة.

ويقوم محبو القيام برحلات على متن السفن السياحية بإنفاق عشرات الملايين من الدولارات سنويا لشراء كل شيء، بداية من الساعات الفاخرة والأساور المصنوعة من الماس، والحلي ذات الطابع المكسيكي، وصولا إلى إنفاق الكثير على الطعام والشراب أيضا. إلا أن الخطر الناجم عن انتشار فايروس كورونا كوفيد – 19 جاء ليوقف كل شيء.

وقد ألغت خطوط السفن السياحية محطات التوقف التي كانت تخطط لها، بعد أن قالت السلطات إن السفن الكبيرة تعتبر أماكن محتملة لتكاثر الفايروس.

إغلاق تام بفعل كورونا
إغلاق تام بفعل كورونا

ويتم حاليا إرساء القوارب في مكان آخر، كما أن الزائرين المحتملين يتواجدون في منازلهم بدلا من تجولهم في الشوارع وعلى الشواطئ وفي الحانات. وقد قام السياح الذين وصلوا على متن الطائرات والعبارات، بإنهاء رحلاتهم سريعا، وقاموا بتسجيل الخروج من الفنادق التي أصبحت مهجورة بصورة متزايدة.

وفي الأيام الأخيرة، سعى التجار جاهدين لأن تظل متاجرهم مفتوحة، وقدموا خصومات على الأسعار وفعلوا ما في وسعهم لجذب أي من الزائرين الذين تتناقص أعدادهم بصورة لافتة.

وقال تيم هاوس وهو صاحب مطعم وحانة ثيرستي كوجار، التي تقع على الواجهة البحرية “أستخدم الكلور للحفاظ على نظافة كل شيء. فنحن لدينا موظفون يعتمدون علينا، كما أننا لا يزال لدينا قاعدة محلية من الزبائن”.

وبعد عدة أيام، أغلق ثيرستي كوجار بسبب الأزمة، وهو نمط يكرر نفسه بين المصالح التجارية الأخرى.

في الوقت نفسه، تتحسر أوفيليا كروز على قلة عدد الزبائن في مكان عملها بمتجر لبيع السيجار الكوبي. وتقول “لدي طفلان، وأعتمد على هذه الوظيفة لكي أنفق على أسرتي ولكنني لست متأكدة من أن مالك المتجر سيبقيه مفتوحا لفترة أطول من الوقت”.

ومن الممكن أن تنضم أوفيليا قريبا إلى النازحين من سكان الجزيرة الذين يعتمدون على السياحة، والذين عادوا إلى منازل أسرهم في البر الرئيسي.

وفي الجوار، لا يستطيع الصياد فرانسيسكو زيد العثور على زبائن لشراء صيده الطازج من الأسماك، حيث يقول إن “المطاعم ليس لديها عمل، أو هي مغلقة”.

وقد تم تجهيز اثنين من متاجر السوبر ماركت الضخمة في المدينة بكامل السلع، إلا أن ممراتهما خاوية، حيث لم يصل أي من المتسوقين على متن السفن السياحية.

ولا تعتبر حالة الانهيار الحالية الأولى من نوعها في كوزوميل، حيث كانت الجزيرة قد عانت من صدمات اقتصادية سابقة بسبب حدوث أعاصير وانتشار وباء أنفلونزا الخنازير الذي نشأ في المكسيك عام 2009 ولكن في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد المكسيكي بالفعل، فإن الشكوك بشأن مدة بقاء هذا الوباء زادت من القلق العام والانزعاج.

ومن جانبها، تعهدت السلطات الاتحادية وسلطات الولايات المكسيكية، بمساعدة الجيوب السياحية التي تعاني من تدهور أوضاعها في البلاد، ولكن دون أن تظهر أي خطط إنقاذ مالي ملموسة حتى الآن.

'