كيف أصبحت صور خلع الحجاب عنوانا للحرية – مصدر24

كيف أصبحت صور خلع الحجاب عنوانا للحرية

لطالما كان الحجاب محور حملات لا تهدأ على مواقع التواصل الاجتماعي بين من يدعم حق النساء في خلعه وبين من يرى في هذه الحملات “حربا على الإسلام” باعتبار أنه “عنوان الهوية العربية الإسلامية”.

 لندن – اندلعت حرب حامية الوطيس بين حماة الحجاب ومعارضيه على موقع تويتر.

وفي الوقت الذي حقق فيه هاشتاغ #FreeFromHijab (حرة دون حجاب) انتشارا واسع النطاق على موقع تويتر خلال الأيام القليلة الماضية، ولاسيما في المنطقة العربية، أطلق مناصرو الحجاب هاشتاغ #FreeFromHijab و#حجابي_حريتي.

وضمن هاشتاغ #FreeFromHijab شاركت مغردات تجاربهن مع خلع الحجاب، ونشرن صورهن قبل الخلع وبعده.

ويوماً بعد يوم يزداد عدد الفتيات اللاتي قررن خلع الحجاب، وبالرغم من أن عددهن قليل مقارنة بعدد المحجبات في المنطقة العربية، فإن حجم انتشار هذه الظاهرة بات ملحوظاً. وكانت الفتيات في ما قبل يحجمن عن خوض هذه المعارك على مواقع التواصل خشية التخوين والتكفير والوصمة الاجتماعية.

وشاركت مغردة تدعى زبيدة جمال صورة لها تظهر فيها وهي ترتدي الحجاب، وأخرى تبدو فيها دون حجاب، مع تعليق “أفضل شيء فعلته في حياتي على الإطلاق”.

كما نشرت فتاة أخرى يمنية صورة تظهر فيها مرتدية النقاب وأخرى تبدو فيها دون نقاب، وغردت:

tujan_yemen99@

وش فيه أغلى من الحرية (وهل ثمة شيء أغلى من الحرية)؟ #FreeFromHijab

كما شاركت مغردة تدعى منة صورتها، وقالت إنها أصبحت ملحدة بعد 8 سنوات من ارتداء الحجاب و16 عاما من اتباع تعاليم الإسلام.

وانتقد مغردون الحملة، قائلين إنها تشجع على تطبيق “أفكار مقرفة”، كما أن لها تأثيرا سلبيا على “الصغيرات وضعيفات الإيمان والمُنهكات نفسيا واجتماعيا”.

وكتب مغرد:

Ahmad_zmaili@

الحجاب من الأساس للتفريق بين الحرة حيث كانت تضع غطاء والجارية، لا مش فرض ومش موجود (ليس فرضا وليس موجودا) في الدين هاد اخترعوه (هذا اخترعه) رجال الدين في فترة الصحوة ولا قبل الصحوة، ما كان هناك حجاب أصلا #FreeFromHijab

وعدّ مغردون الهاشتاغ “حربا على الإسلام” حتى أن بعضهم قال “من الواضح أن الحرب على الإسلام لا يمكن أن تنتهي، الدول التي تبرق حرية، كرست إعلامها لمهاجمة الدين الإسلامي ومحاربة مظاهره”.

وتمثل المرأة “هاجسا كبيرا في الفكر والخطاب الديني الإسلامي”، حيث يشكّل جسدها رهانا لافتا لدى فئات اجتماعية واسعة، ويرى الإسلاميون الذين ينفذون غزوات على مواقع التواصل أن “الحجاب عنوان الهوية الإسلامية والعربية”.

ويؤكد مغردون أن “استحداث فئة جديدة ضد أو مع الحجاب أمر مضحك، لكن المؤسف أن تحدث ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي بخصوصه، أيعقل أنّ أبناءنا تركوا كل أبواب العلم والأدب ومشاكلنا الاجتماعية وانشغلوا بالحجاب؟”.

وأكدت مغردات أن “أغلبية البنات مجبورات على ارتداء الحجاب بسبب العادات والتقاليد، وهذا يعني أن المجتمع منافق”.

مغردات شاركن تجاربهن “الجريئة” مع خلع الحجاب، ونشرن صورهن قبل الخلع وبعده على حساباتهن في تويتر

ويتصدر خطاب “الحلوى المكشوفة” و”السلعة الرخيصة” واجهة الجدل كلما دار نقاش حول موضوع الحجاب. ويعقد أنصار الحجاب والنقاب مقارنة مفادها أن “المرأة المحجبة والمنقبة مثل الحلوى غير المكشوفة والمرأة غير المحجبة مثل الحلوى المكشوفة يتجمع حولها الذباب”.

وأسقطت الفتيات نظرية الحلوى المكشوفة حين قلن “عندما تفترض أني حلوى سواء كنت مكشوفة أو مغطاة سأفترض أنك لست سوى ذبابة”.

وفي العالم العربي يكفي أن تلبس مشهورة الحجاب أو تخلعه حتى يُسلط عليها ضوء ساطع ويتحول حجابها إلى أم القضايا التي تقام لأجلها الدنيا ولا تقعد.

وتفرد وسائل الإعلام تقارير وحوارات لشرح الأمر بعناوين صادمة وأخرى مستفزة. ويعكس الأمر استشراءً لثقافة هشّة.

وتزامن الكشف عن خلع ممثلات مصريات للحجاب بعد سنوات طويلة من الالتزام به، العام الماضي، مع قيام أخرى لبنانية بارتدائه بل وإطلاق أغنية “حجابك تاجك”، في اليوم العالمي للحجاب.

ويتجاوز الحديث عن الحجاب في الغالب المنطقة العربية؛ إذ لا يزال اسم منال ابتسام متداولا، وهي التي أثارت مشاركتها في برنامج “ذا فويس” بنسخته الفرنسية جدلا كبيرا شغل حيزا على مواقع التواصل الاجتماعي، فرنسيا وعربيا، خاصة بعد إعلانها نزع الحجاب وتأكيد أنها ملّت من اعتبارها “رمزا للإسلام”.

ولطالما تناقلت صور “منال المحجبة” على مواقع التواصل الاجتماعي كمغنية مسلمة ومثال تحتذي به الفتيات المسلمات. لكن بسبب قرارها، كان لافتا أن أنصار الأمس باتوا أعداء اليوم، والعكس صحيح.

وتتساءل مغردة:

dua_kal9@

العالم ليه شغلهم الشاغل فلانة لبست الحجاب وفلانة شلحت الحجاب (لماذا العالم شغله الشاغل فلانة ارتدت الحجاب وفلانة نزعته؟)… ويلي بتشلحه بتعمل قضية أو بيعملوها قضية (والتي تنزعه تثير قضية أو يجعلون منها قضية)… وناسيين إنه الحجاب عبادة شخصية متلها متل كتير عبادات (ونسوا أن الحجاب مسألة شخصية مثلها مثل الكثير من المسائل المتعلقة بالعبادات)… ما بتأثر إلا عالشخص نفسه (لا تخص إلا الشخص نفسه)!

#FreewithHijab

#FreeFromHijab

ويتفق رجال الدين الشيعة والسنة على ضرورة ارتداء الحجاب.

وعلى مواقع التواصل انتشرت تغريدات تعلي من شأن الحجاب وتتضمن إسقاطات على شخصيات نسائية إسلامية ضمن عدة هاشتاغات على غرار #حجابي_حرّيتي و#عباءتي_هويتي.

وكتبت مغردة:

FatimaMoussawi0@

ارتدي إرثَ فاطمة واذهبي حيث شئتِ.

وغردت أخرى:

RanaCh16@

علموا فتياتكم كيف يقتدين بالسيدة زينب سلام الله عليها وكيف يكون العفاف الزينبي.. #حجابي_حريتي

ولم تنس مغردة إقحام العباءة والحجاب مستذكرة ما يسميه الشيعة “ثورة الحسين”.

وكتبت:

Fatima_matar1@

العباءة لم تَكُن عائقًا أمام السيدة زينب يوم العاشر حين كانت تجمع الأطفال.. لم تكن عائقًا حين وقفت لترد على طاغية زمانها.. لم تكن عائقًا يحول دون استمرار ثورة الحُسين. فهل ستعيقنا نحن؟ #حجابي_حريتي

'