كيف خدع رجل المخابرات الغرب – مصدر24

كيف خدع رجل المخابرات الغرب

كيف خدع رجل المخابرات الغرب

لندن- أصبح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في غضون عقدين من الزمن من أبرز زعماء العالم الذي نجح لا فقط في إحكام القبضة على الحكم داخل روسيا بل أيضا في لعب أدوار مفصلية في جل قضايا العالم راهنا.

يجمع المحللون على حقيقة أن الرئيس الروسي صنع مجدا جديدا لبلاده طمعا منه لإحياء تاريخ السوفييت، كما أنهم يتفقون أيضا على أن بوتين وصل إلى كل هذا بسبب عدم تخليه يوما عن ماضيه الاستخباراتي وعن تجربته داخل كي.جي.بي.

بوتين جاسوس الثمانينات

بوتين جاسوس الثمانينات

في الوقت الذي يطمح فيه بوتين لفتح حقبة جديدة من حكمه في روسيا، يقول الكاتب الروسي هوارد أموس في تقرير نشر بموقع فورين بوليسي الأميركي “أفضل وصف سمعته عن فلاديمير بوتين على الإطلاق كان من والد صديقي، وهو معارض سوفييتي سابق، كونه كان متواجدا في ستينات القرن الماضي في لينينغراد، حكى والد صديقي بشكل مباشر عن ممارسات جهاز كي.جي.بي، وهو جهاز الأمن أيام الاتحاد السوفييتي”.

في نفس المنظمة قضى بوتين سنوات شبابه، قبل أن يدخل في مجال السياسة ويشرع في صعوده نحو الرئاسة. ويؤكد أموس “أوضح والد صديقي في إحدى الليالي أن ماضي الرئيس الروسي وعمله في جهاز المخابرات يعني أنه ستكون لديه دائما عقلية الجاسوس” كما أنه  قال “لا يمكن لبوتين أن ينحني، لكن يمكن كسره”.

وشكلت المخابرات السوفييتية مجد بوتين وروسيا الحديثة. وتطرق الكثيرون مثل الصحافية كاثرين بيلتون إلى هذه القضية في كتابها “شعب بوتين: كيف استردت المخابرات الروسية روسيا ثم استولت على الغرب”.

وتسرد بيلتون مهن بوتين وشركائه من بدايتهم كجواسيس في الثمانينات، حتى صعودهم في التسعينات، ثم وصولهم إلى قمة السياسة الروسية.

وتؤكد بيلتون أنهم قاموا بتأسيس نظام يستخدم نهج كي.جي.بي للحفاظ على قبضتهم القوية على السلطة، والتلاعب بمئات المليارات من الدولارات، ونشر النفوذ الروسي في عمق الغرب.

ومن أجل فهم طريقة عمل بوتين، تقترح بيلتون الذهاب إلى مدينة دريسدن بألمانيا الشرقية، حيث تم تعيين بوتين كضابط استخبارات أجنبي في عام 1985.وكان بوتين مطلعا على التدابير التي اتخذتها كي.جي.بي للحفاظ على نفوذها في حالة انهيار الإمبراطورية السوفييتية، والذي كان متوقعا على يد بعض الضباط البعيدين.

كاثرين بيلتون: جواسيس الثمانينات قاموا بتأسيس نظام يستخدم نهج كي.جي.بي للحفاظ على قبضتهم القوية على السلطة

وبشكل عام، كان هذا يعني إنشاء أموال طائلة مع أمناء الصناديق الموثوق بهم والشركات الصديقة وإنشاء خطط تهريب وشبكات وكلاء معقدة في الخارج.

قد تكون الإشارات موجودة منذ عقود، لكن التأثير المستمر لجهاز المخابرات السوفييتي لم يلفت انتباه معظم الناس إلا في الغرب عام 2016 بدليل على أن موسكو تدخلت نيابة عن دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وتغوص بيلتون بعمق في عالم وكلاء ما بعد الاتحاد السوفييتي الذين أحاطوا بترامب لفترة طويلة قبل وصوله للبيت الأبيض، وحددت صلاتهم بالمخابرات الروسية وكيف استخدموا تكتيكات الـ”كي.جي.بي” لإشراك الرئيس الأميركي في شبكة من الالتزامات المالية.

وتقول بيلتون “في البداية، ربما لم تكن أعمال ترامب أكثر من مجرد وسيلة ملائمة يتم من خلالها تحويل الأموال إلى الولايات المتحدة”، كما تتبعت اتصالاته مع شخصيات مثل قطب البناء والعقارات أغاس أغالاروف، ومهرب الآثار شالفا تشيجيرينسكي، وتاجر النفط تمير سابير، الذين “عملوا في الظل ما بين أجهزة الأمن الروسية والجماهير”.

لكن الكتاب لا يصور فقط عمليات التجسس الروسية في الخارج، وكما يوحي العنوان، فإن التركيز الرئيسي للكتاب هو طاقم رجال الأعمال والمسؤولين الأقوياء في قلب الكرملين، وماذا يفعلون بأموالهم وتأثيرهم.

فلاديمير بوتين

'