# لن تستقيم الخصخصة والاحتراف أعوج – مصدر24
# لن تستقيم الخصخصة والاحتراف أعوج

# لن تستقيم الخصخصة والاحتراف أعوج

لن تستقيم الخصخصة والاحتراف «أعوج»

أطلق المسؤولون في الأندية الرياضية صرخة مدوية بحثا عن طوق نجاة ينتشلهم من سيل الأزمة المالية الجارف، بعد أن شقت طريقها بخطوات واثقة وبهدوء تام صوب خزائنها نتيجة الأعباء المالية الباهظة في ظل ارتفاع مصروفات وتكاليف عقود الاحتراف، مقابل انعدام الدعم والضخ المالي بسبب عزوف أعضاء الشرف بالإضافة للأخطاء المتكررة من قبل مسؤولي الأندية واتخاذهم لحزمة قرارات فردية كان لها مردودها السلبي في ظل غياب العمل المؤسساتي المنظم، إضافة إلى تناسي الرئاسة العامة لرعاية الشباب لدورها الرقابي الأمر الذي ساهم في تفشي الأزمة المالية حتى بلغت مبلغها وأحكمت قبضتها، متفقين على أن تطبيق نظام الخصخصة حلم جميل يتمناه الكل، والحل الأمثل بالرغم من صعوبة تطبيقه نتيجة عدم المساواة في بيئة العمل بين الأندية وأسباب متعددة أخرى تتطلب الوقت الطويل والجهد المضني لكي تتمكن من ترجمة الفكرة إلى واقع ملموس، مطالبين في الوقت نفسه بطرق الحلول السريعة الأخرى خاصة أنها سهلة وخالية من التعقيد، وإليكم أبرز ما قاله المختصون وأصحاب العلاقة عن تلك الحلول:

عبدالحكيم بن مساعد: أنظمة احتراف بالية

بداية، أكد المسؤول السابق عن ملف الاستثمار بنادي النصر الأمير عبدالحكيم بن مساعد أن الأزمات المالية التي تعاني منها الأندية السعودية بشكل عام تختلف في حجمها من ناد إلى آخر، مرجعا أسباب هذا التباين إلى قوة رئيس وأعضاء مجلس إدارة النادي المالية وحجم الدعم المقدم من أعضاء الشرف، مشيرا إلى أن الأندية الكبيرة قد تنجو من قبضة الأزمات المالية في فترات زمنية محددة ولكنها بالتأكيد لن تنجح على المدى الطويل، مضيفا أن حضور أعضاء مجلس إدارة جديدة لا يملكون القدرة المالية والمساندة الشرفية والتي تمكنهم من السير على نفس الوتيرة السابقة يعني الدخول في دوامة مالية، وبالتالي ينعدم أهم مقوم من مقومات النجاح في الرياضة، موضحا أن أنظمة الاحتراف لدينا لم تسن بالشكل الصحيح الأمر الذي ساهم في تفشي الأزمة المالية في جميع الأندية الرياضية، حيث لم تكن هناك دراسة وتحليل لتجارب سابقة، أضف إلى ذلك تجاهلهم التام لتجارب الدول الخارجية وعدم الاستفادة منها والتعاون معها من أجل ضمان تطبيق نظم احترافية صحيحة، مبينا في الوقت نفسه أن قلة الكفاءات والكوادر المتخصصة في الاستثمار الرياضي بالإضافة إلى غياب الوعي عن رؤساء الأندية واللاعبين ووكلاء أعمالهم ساهم بدرجة كبيرة في مضاعفة الأعباء المالية على كاهل الأندية، وطالب الأمير عبدالحكيم بن مساعد بخصخصة الأندية الرياضية بحيث تكون الأندية ملكا خاصا لشركات تملك الرغبة في النجاح وتسجيل الإنجازات تضمن تحقيق أرباح مالية ودخلا متزايدا ينعش خزينة النادي، مؤكدا أن وضع سقف أعلى لأسعار اللاعبين المحليين بمثابة مخالفة صريحة لأنظمة الاحتراف وهو اختراع جديد يفتقر للعدل ولن يكون حلا للخلاص من الأزمة المالية الحالية.

البلوي: مهدوا الطريق أولا

في حين أكد رئيس نادي الاتحاد إبراهيم البلوي ضرورة الإيمان التام من قبل المسؤولين بأن كرة القدم تعتبر صناعة تساهم في رقي الشعوب، ومصدرا من مصادر الإعلام لدى الدول المختلفة، مطالبا بطرق الحلول من خلال خصخصة الأندية بمعنى تحويلها لشركات ذات ربحية يقاس فيها الأداء والمصروفات، وبالتالي يستطيع النادي الاعتماد ماليا على ذاته هو من يكسب وهو من يحقق الأرباح، وبناء على ذلك يستطيع النادي توفير احتياجاته من أجهزة فنية ولاعبين محترفين كأدوات تمكنه من مقارعة الأندية المنافسة سواء على الصعيد المحلي أو الخارجي، وتمنى البلوي في ختام حديثه أن يمهد الطريق أمام مشروع الخصخصة وتذلل العقبات خاصة أن البيئة في الأندية مناسبة وخصبة لهذا المشروع.

الدوسري: المبالغة هي السبب

من جهته، أرجع رئيس نادي الاتفاق عبدالعزيز الدوسري أسباب تفشي الأزمة المالية في الأندية إلى المبالغة في عقود اللاعبين المحليين والأجانب، الأمر الذي وصل معه سعر اللاعب السعودي إلى سقف مرتفع جدا لا يتوافق مع مستوى دخل الأندية وبالتالي تكبل الأندية في تحركاتها كما أنها تتحمل أعباء مالية إضافية ترهق الميزانية، ونادى رئيس نادي الاتفاق مسؤولي الأندية إلى الإرشاد والتقنين في المصروفات بما يتوافق مع مستوى الدخل، مطالبا باستغلال نظام الاحتراف من خلال بيع عقود اللاعبين أو الإعارة بأسعار معقولة ومنطقية تتوافق مع إمكانيات اللاعب الفنية وعطائه داخل الملعب، كما طالب الدوسري رابطة دوري المحترفين بالدخول في عمق الأزمة من خلال تسويق الأندية عن طريق شركات تملك الخبرة التسويقية الكافية حتى تساعد الأندية في الحصول على عقود رعاية من شركات تملك الرغبة في الدخول لمجال الاستثمار الرياضي.

الحميداني: الأرقام فلكية

في المقابل، أعاد نائب رئيس نادي الهلال محمد الحميداني أسباب الأزمات المالية في الأندية إلى التضخم الكبير في الصرف على متطلبات الاحتراف، واصفا الأرقام التي تضخ لتأمين رواتب وعقود اللاعبين بالفلكية خصوصا أنها تمثل مانسبته 95% من مصاريف الأندية، مطالبا لجنة الاحتراف بإعادة النظر في الأنظمة والقوانين ووضع سقف أعلى لرواتب اللاعبين مع آلية تضمن تنفيذ هذا النظام.

المرزوقي: العمل المؤسساتي مهم

من جانبه، أكد عضو شرف النادي الأهلي أحمد المرزوقي أن الأزمة المالية التي تمر بها الأندية السعودية صغيرها وكبيرها هو حديث الساعة نتيجة اعتماد هذه الأندية على عدد محدود من أعضاء الشرف وهو ما وضع أكثر من علامة استفهام حول مصيرها المليء بالعقبات والعوائق والتي ساهمت في تراجع الكرة السعودية بشكل عام.

ودعا المرزوقي لإيجاد العمل المؤسساتي في الأندية، ومشاركة القطاع الخاص في حل الأزمة المالية في ظل انسحاب أعضاء الشرف بالإضافة إلى أن الدعم الزهيد المقدم من قبل رابطة دوري المحترفين والنقل التلفزيوني لا يغطي احتياجات الأندية، مشيرا إلى أن القطاع البنكي يحقق أرباحا كبيرة وليس له أي مساهمة نحو المجتمع خاصة أن الرياضة جزء مهم من تنمية المجتمع كونه يحظى باهتمام شريحة كبيرة من فئة الشباب، مؤكدا أن المشاركة يجب أن تكون مفروضة على البنوك من قبل المسؤولين في الدولة وليست خيارا مفتوحا وبطريقة مدروسة ومنظمة تضمن تحقيق الفائدة وتحقيق الأرباح للجانبين، ووجه المرزوقي نداءه صوب رؤساء الأندية مطالبا بالتقنين في المصروفات وحسن التصرف مع الأخذ بعين الاعتبار أن أموال الأندية الرياضية مال عام من المفترض أن يوضع بأيدي مسؤولين أكفاء يملكون الخبرة الطويلة في إدارة المؤسسات والشركات حتى نتجنب سوء التخطيط والهدر المالي.

وطالب المرزوقي في ختام حديثه الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد بتهيئة الأندية لاستقبال مرحلة الخصخصة من الآن مشيرا إلى أن ضياع مزيد من الوقت لا يصب في مصلحة الكرة السعودية على المدى البعيد.

فهد الطفيل: دعونا من التعقيدات

وفي السياق ذاته، أكد رئيس نادي الشعلة فهد الطفيل أن مصاريف دوري جميل مرهقة في ظل انعدام الدعم وقلة الموارد المالية والتي لا تفي باحتياجات الأندية، وأوضح أنه شخصيا تكبد خسائر مالية لوحده، ومطالب بتسديد مبالغ مالية كسلفة مسجلة عليه وليست على النادي من أجل تسيير أمور النادي، مطالبا المسؤولين بسرعة التحرك وإنقاذ الأندية من الأزمة الخانقة الحالية وذلك من خلال فتح باب الاستثمار في الأندية الرياضية بعيدا عن الشروط المفروضة من قبل الرئاسة والتعقيدات غير المجدية خاصة أن رؤساء الأندية متطوعون ويملكون الرغبة في خدمة وطنهم والمجتمع الرياضي والقطاع الشبابي على وجه الخصوص.

العفالق: سن أنظمة جديدة

من جهته، أوضح رئيس نادي الفتح المهندس عبدالعزيز العفالق أن الأندية تعتمد على مصدر دخل ثابت يتمثل في النقل التلفزيوني وعقود الرعاية والإعلانات التجارية ودعم أعضاء الشرف، يضاف إليها مصدر دخل لم يفعل ولم ينم بالشكل المأمول يتمثل في مبيعات الأندية للجماهير من ملابس وشعارات وخلافه وهو مصدر دخل ضعيف ولا يعتمد عليه بالرغم من أنه يشكل مصدر دعم أساسي في بعض الدول الخارجية، مطالبا حضور اقتصاديين مختصين يملكون الخبرة الاقتصادية الكافية يخططون لحل المشاكل المالية في الأندية ويشكلون في الوقت نفسه منظومة مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب واتحاد القدم ورابطة دوري المحترفين حتى لا نرى قرارات تصدر لها تبعات اقتصادية ولكنها لا تدرس كما يجب، وحتى تتضح الصورة أكثر ضرب العفالق مثالا ببرمجة المباريات والتي يغيب عنها التنسيق ولا تتم بالشكل الإيجابي والذي يضمن زيادة نسبة المشاهدة وبالتالي زيادة المداخيل، ونادى العفالق إلى سن أنظمة تلزم إدارات الأندية تحمل الأعباء التي تفوق إمكانياتها المالية كما طالب أن يكون هناك دور من الرابطة واتحاد القدم لتحفيز الشركات على الإعلان في المجال الرياضي مؤكدا ضرورة المساهمة الحكومية خصوصا أنها تندرج تحت المسؤولية الاجتماعية وبالتالي يتواجد الدعم وتتواجد الشركات.

'