“لوحة، نحن، سيراميك”.. معرض مشترك لتجارب فنية متنوعة – مصدر24

“لوحة، نحن، سيراميك”.. معرض مشترك لتجارب فنية متنوعة

يقدم معرض “لوحة، نحن، سيراميك” نظرة بانورامية هامة حول آخر منجزات الفن التشكيلي العربي بدرجة أولى والغربي بدرجة ثانية، عارضا أعمالا نحتية ولوحات كل منها مشغول بطريقة الفنان الخاصة، إذ تمثل الأعمال المعروضة منذ مطلع سبتمبر الجاري في عمان مزيجا فنيا فريدا من نوعه.

عمان – يشتمل معرض “لوحة، نحن، سيراميك” المقام في جاليري “رؤى 32” للفنون بعمان حتى التاسع والعشرين من سبتمبر الجاري، على مجموعة من اللوحات التشكيلية التي تنتمي إلى أجيال ومدارس وتقنيات متنوعة.

وتمثل الأعمال المعروضة فرصة للاطلاع على أبرز التجارب التشكيلية العربية والأجنبية بمختلف تقنياتها وتوجهاتها، والتي تمثل كل واحدة منها مدرسة خاصة.

وفي النحت، تبرز أعمال أكسم سلوم المعتمِدة، في معظمها، على خامات طبيعية كالحجر والرخام والبرونز والخشب، وتتنوع الأساليب التي ينتهجها الفنان والمدارس التي ينتمي إليها، فمن أعماله ما يندرج ضمن المدرسة التعبيرية، ومنها ما يتبع الواقعية أو التجريدية. وعلى صعيد الموضوع، تتمحور هذه الأعمال حول فكرة الدفاع عن الوطن والتصدي لأي عدوان قد يقع عليه.

أما النحات عماد الظاهر، فيستلهم منحوتاته من الإرث الحضاري للعراق، وكذلك من الحروفية العربية والرموز الدالة على البيئة كالخيول والطيور. وفي بعض أعماله يظهر الاحتفاء بالمرأة الشرقية.

أعمال نحتية منجزة بتقنيات مختلفة منها الحفر الناتئ والنحت النافر معتمدة على خامات طبيعية للتعبير عن قضايا حضارية

وتتسم أعمال الخزاف محمود صادق بالتجريب اللوني والتجريد في الشكل، بينما يستوحي التشكيلي إياد المصري في لوحاته مفردات من حضارات قديمة، ويبرزها عبر تراكب الألوان على السطح ليبدو كأنه يحتضن كرنفالا للألوان الحارة والقوية، وخاصة البني، والتي تنسجم مع رموز وإشارات منها ما هو مستمد من الحضارة النبطية وأيقونتها مدينة البترا الأثرية، ومنها ما يعبر عن الحضارة الفرعونية بما تتميز به من مسلات، ومنها ما ينهل من الحضارة الكنعانية وما اشتهرت به من أختام وقطع نقدية.

وبتقنية الحفر الناتئ، تبرز أعمال عبدالحي مسلم، الذي وثق الحياة اليومية في الريف الفلسطيني واستثمر الميثولوجيا الشعبية المتمثلة في الطقوس والعادات والأهازيج والأغاني، منفذا أعماله بمزج الغراء ونشارة الخشب ثم إلصاق العجينة المتكونة على السطح، وبعد ذلك نحتها وتشكيلها كما لو أنها أشكال ثلاثية الأبعاد.

ويقدم الفنان عايش طحيمر لوحات منفذة بتقنية النحت النافر مع اعتماد ألوان تمنح الشكل لمسة من التعتيق، وخاصة تلك التي يتناول فيها حارات الشام القديمة وأحياء المدينة التراثية.

ويضم المعرض كذلك عددا من اللوحات، فنجد لوحات بتول فكيكي، التي تعبر عن تجليات روحية بعيدة عما يحمله الإنسان من هواجس ومخاوف، وقد اختارت الفنانة الجسد بوصفه مكانا للسعادة والألم، واعتمدت على الشكل بوصفه الجسد والمضمون والروح والذاكرة، مستحضرة في هذا السياق الأجساد الأسطورية، كجسد عشتار، لتعبر من خلالها عن أحزانها ومسراتها.

وعموما، تقدم فكيكي أعمالها وفق تيارات ما بعد الحداثة، مهتمة في الوقت نفسه بثراء السطح الذي تنتشر عليه الرموز والمنمنمات لتؤثث الجسد الأنثوي ومحيطه.

أما حسان علي أحمد، فتتبع لوحاته مدرسة الخرطوم الجديدة في الفن، تلك التي تعنى بتقنيات الحداثة والمفردات التشكيلية التي تقارب الرمز والإشارة، إذ تنتشر البقع اللونية ذات الدلالة والخطوط المتشابكة أو غير المتشابكة، والتي تتداخل كما لو أنها في حوار مع السطح.

Thumbnail

وتجمع لوحات الفنان خوسيه فنتورا بين التشكيل الطفولي، الذي يحاكي خيال الصغار وعالمهم النقي، وبين الموضوعات المتصلة بالحياة والدعوة إلى مواصلة الشغف بها. لذا تتسم لوحاته بالألوان المشعة والمبهجة، وتعج برسومات تنتمي إلى الخيال والفانتازيا، وتستحضر الخطوط الملونة أو السوداء التي تضع حدود شكل الشخصيات والمفردات التي تتوزع على السطح، كالأزهار والنباتات والأشجار والقطط والحيوانات المشردة، وغير ذلك مما يمكن إحالته إلى أجواء الواقعية السحرية.

وبالقدر نفسه من البساطة والعمق، تقدم رجوة بنت علي لوحات روحانية تدعو إلى التأمل واكتشاف أسرار علم الهندسة، سواء في موجودات الطبيعة أو في الخط العربي.

أما لوحات سبهان آدم فتركز على رسم الكائن الإنساني مع إبراز التشوهات في بنيته الجسدية لتعكس تشوهاته النفسية الداخلية. وفي معظم أعماله يقدم الفنان ما يشبه صرخة قوية في وجه الممارسات التي تنطوي على العنف والتطرف. وتلك الصرخة الاحتجاجية نراها أيضا في أعمال عدنان يحيى التي تعبّر عما تجره الحروب من مآس على الإنسان، وما تتركه النزاعات المسلحة من ندوب في ذاكرة الأجيال.

ويبرز المكان السوري في أعمال ناصر آغا، التي رسم فيها نوافذ مدينة حلب مبرزا بألوان مبهجة الأقواس والزخارف، محتفيا بالنوافذ والأبواب التي تطل على الحياة. وهو ما اشتغل عليه أيضا نذير إسماعيل الذي نقل عبر لوحاته تفاصيل المدن السورية الغنية بتراثها وبحب الحياة المختزن في وجوه ساكنيها.

وتشكلت لوحات عبدالوهاب عبدالمحسن من استلهام مفردات الطبيعة التي استقاها من أجواء مدينة “كفر الشيخ” المصرية، وقدمها بأسلوب تجريدي يحاول أن يستكشف العلاقة بين المكان بكل ما فيه والإنسان الذي يسكنه.

Thumbnail
'