وشارك الليبيون بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصورا للاستعراض الذي عكس غيابا واضحا للانضباط في صفوف الأفراد المشاركين من المجموعات المؤيدة للحكومة منتهية الولاية التي يقودها عبد الحميد الدبيبة، بحسب ما قاله المتابعون.

وبدا المشاركون في العرض غير ملتزمين بالمشية العسكرية، أو الانضباط في ترتيب الصفوف، فضلا عن مظاهر غريبة أخرى مثل ارتداء بعض الأفراد لنظرات شمسية، وعدم الالتفاف لتحية الموجودين في منصة العرض.

 

ويصف المحلل السياسي الليبي محمد الفرجاني ما حدث في العرض العسكري بـ”المهزلة الحقيقية”، قائلا: “لا الطوابير منتظمة، ولا المشي موحد، والترتيب غائب تماما في العرض”.

ويرى الفرجاني أن هذا “نتاج طبيعي لما تنتجه الميليشيات والمجموعات المسلحة التي لا يمكن أن تتحول بين ليلة وضحاها إلى قوات نظامية، فهي لا يمكن أن تكون جيشا يتولى حماية البلاد وصون مقدراته وسيادته، وإنما تحترف فقط سرقة أقوات الليبيين والأموال العامة”.

فشل الهدف

من جانبه، قال المسؤول الإعلامي في الجيش الوطني الليبي عقيلة الصابر إن العرض الذي حاولت بعض الأطراف الترويج من خلاله بأن العاصمة بها جيش نظامي، انعكس بالسلب عليها، حيث بدا الحضور غير راضين عن المستوى الذي ظهرت به العناصر المشاركة.

ويسلط الصابر الضوء على الاستعراضات العسكرية التي ينظمها الجيش الوطني في شرقي ليبيا، والتي تشهد انضباطات حقيقية، والتزاما بالنظام العسكري السليم، فضلا عن احترام التراتبية، ووجود هيكل تأهيلي حقيقي للعناصر، على عكس الواقع في المنطقة الغربية.

ويجري الاحتفال في 9 أغسطس من كل عام بذكرى تأسيس الجيش عام 1940، حيث احتضنت مصر، وبالتحديد في منطقة أبو رواش بمحافظة الجيزة غرب القاهرة، نواة الجيش حينها، والذي جاء إنشاؤه بالتزامن مع الحرب العالمية الثانية، وتحرير البلاد من إيطاليا التي كانت تحتل ليبيا في هذا الوقت.

وظل الاحتفال بهذه الذكرى طيلة الفترة الملكية، قبل أن يتوقف إبان عهد العقيد معمر القذافي الذي تولى الحكم عام 1969، ثم عاد مجددا بعد إسقاط نظام حكمه في احتجاجات فبراير 2011.

وبعد أن ضربت الفوضى الأمنية البلاد في تلك السنة، انهار الجيش، وعربدت الميليشيات المسلحة والمرتزقة الوافدون إلى ليبيا في أنحاء البلاد، مدججين بالأسلحة التي استولوا عليها من مخازن الجيش الليبي، أو التي تمدهم بها دول وتنظيمات أجنبية لإحكام سيطرتهم على البلاد.