ليست مزحة.. غوغل بات قادرا على فهم النكات – مصدر24

ليست مزحة.. غوغل بات قادرا على فهم النكات

يمكن للذكاء الاصطناعي أن يفعل أشياء كثيرة. واليوم أصبح الذكاء الاصطناعي من غوغل ذكيا بما يكفي لفهم النكات بل وشرحها. وستؤدي القدرة على فهم الفروق الدقيقة في لغة الإنسان إلى تفاعلات مع الآلات أفضل وأكثر تلقائية.

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) – كشفت شركة غوغل عن خوارزميات ذكاء اصطناعي جديدة لم يلتفت إليها الكثيرون في أحدث مؤتمراتها، لقد أصبح بإمكان الذكاء الاصطناعي الآن فهم النكات وحتى تفسيرها.

ولم ينتبه كثيرون إلى قوة هذه التقنية في النقاشات حول المؤتمر على موقع تويتر. وعند البحث ضمن هاشتاغ GoogleIO2022# لُوحظ أن أهم النتائج تركز على أجهزة “بيكسل” (Pixel) التي أطلقتها منصة غوغل وتضم هواتف ذكية وأجهزة كمبيوتر محمولة وسماعات رأس وساعة ذكية؛ وذلك في إطار استراتيجيتها الهادفة إلى جعل خدماتها متاحة دوما على أجهزة مختلفة.

وتتيح الخوارزميات الجديدة التي طورتها منصة غوغل فهم دعابات المستخدمين، وهي العملية التي تحتاج إلى فهم كبير لمختلف معاني الكلمات والتصرفات البشرية؛ فعندما يقول الممثل الكوميدي مثلا عبارة ساخرة أو مثيرة للجدل، يدرك المستمع ذلك من نبرة الكلام أو لغة الجسد وغير ذلك من المؤشرات التي تراكمت دلالاتها لدى المتلقي عبر سنوات من التفاعل الإنساني.

لكن الخوارزمية الجديدة المعروفة بالأحرف “بي.أيه.أل.أم” (PaLM) -وهي الأحرف الأولى من عبارة “نموذج مسارات اللغة”- تتيح للأجهزة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي إدراك المغزى الساخر في الدعابات، دون أن يكون قد سبق تدريبها عليها. فبعد تلقيها دعابتين فقط، أصبحت الخوارزميات الجديدة قادرة على تفسير أي دعابة جديدة والتفاعل معها.

ويذكر أنه منذ ما يقرب من عامين فتح نموذج اللغة GPT – 3 -الذي ابتكرته شركة “أوبن.أي. إي” (OpenAI) والذي يحتوي 175 مليار متغير- أعين العالم على ما يمكن أن تحققه نماذج اللغات الكبيرة (LLMs) بمدخلات قليلة نسبيًا، والإجابة المعقولة عن الأسئلة وترجمة النص، وحتى إنشاء أجزاء من الكتابة الإبداعية. وتقدم منصة غوغل الآن نموذجًا جديدًا للغة: نموذج لغة المسارات (PaLM)، وهو نموذج محول ومكون من 540 مليار معلمة.

ولا يعتبر فهم النكات والدعابات هو الهدف النهائي لألفابيت (الشركة الأم لمنصة غوغل) من تطوير هذه الخوارزميات، وإنما تستهدف زيادة قدرة أجهزة الذكاء الاصطناعي على تحليل الفروق الدقيقة في اللغة الطبيعية وطلبات البحث على محرك غوغل بحيث يمكن تقديم إجابات عن الأسئلة المعقدة التي يطرحها المستخدمون بشكل أسرع وأكثر دقة عبر المزيد من اللغات والأشخاص. وهو ما يمكّن من كسر الحواجز ويزيد القدرة على التواصل مع الأجهزة من خلال التفاعل بسلاسة أكبر.

ويقول تونغ نغوين -كبير المحللين الرئيسيين في شركة غارتنر للأبحاث والاستشارات التكنولوجية- “من الصعب التحدث إلى أشخاص غير متخصصين عما تفعله خوارزمية ‘بي.أيه.أل.أم’، ناهيك عن معالجة اللغة الطبيعية… فالأجهزة تعمل جزئيا كآلية توصيل”.

وأشار سوندار بيتشاي -الرئيس التنفيذي لشركة ألفابيت- إلى الإحباط الذي يواجهه الأشخاص الذين يتحدثون لغات أقل شهرة عند محاولتهم العثور على إجابات عن استفسارات تخص مشاكل في لغتهم. من المحتمل أن تكون الإجابة عبر الإنترنت ولكن من المحتمل أن تكون باللغة الإنجليزية أو الإسبانية.

الذكاء الاصطناعي من شركة غوغل يعد آلة زمن، إذ بإمكانه إنجاز سنوات من الدراسة والبحث في ثوان معدودة

 

وتعد “بي.أيه.أل.أم” أكبر نموذج ذكاء اصطناعي لشركة غوغل حتى الآن، ويمكنها إنشاء رمز من نص والإجابة عن مشكلة رياضية وشرح مزحة.

ووصف بيتشاي “بي.أيه.أل.أم” على أنها “معلم يعطي مثالًا خطوة بخطوة لمساعدة الطالب على فهم كيفية حل مشكلة ما”.

وإذا كان ما قاله بيتشاي على دقيقًا فقد قفزت شركة غوغل بشكل أساسي على “ستار تريك” (Star Trek) الذي يعد أحد أهم أفلام الخيال العلمي في التلفزيون الأميركي الذي من المفترض أنه يصور عام 2338، وأيضا على 400 عام من تطوير الذكاء الاصطناعي الخيالي، إذ أن الفيلم يصور شخصية Data (بيانات) التي لم تفهم أبدًا دقة الفكاهة. بل أكثر من ذلك، يبدو أن غوغل قد استوعبت درس فيلم “بين النجوم” (Interstellar) الذي تدور أحداثه في عام 2090، وهو يحيل إلى ذكاء اصطناعي كان بارعًا جدًا في الفكاهة.

وبهذا المعنى يعد الذكاء الاصطناعي من غوغل آلة زمن. ويمكن لنماذج الذكاء الاصطناعي إنجاز سنوات من الدراسة والبحث في ثوانٍ. والشركات الشبيهة بآلة الزمن -تلك التي يمكنها ربط الناس بشكل أسرع أو مباشرة- هي تلك التي تهيمن على الأسواق العالمية وتغير حياة الناس بسرعة هائلة.

كما يمكن لغوغل استخدام تقنيتها لضمان استمرار الأشخاص في اللجوء إلى غوغل للإجابة عن أسئلتهم.

'