ليفربول من منافس على الألقاب إلى فريق يبحث عن مركز أوروبي.. ماذا حدث مع “الريدز”؟ – مصدر24

ليفربول من منافس على الألقاب إلى فريق يبحث عن مركز أوروبي.. ماذا حدث مع “الريدز”؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– قبل أشهر قليلة، بدا كلّ شيء على ما يرام بالنسبة لنادي ليفربول، فاز الفريق بكأس الرابطة وكأس الاتحاد، وكان ينافس نظيره مانشستر سيتي على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، ووصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا 2022.

كان هناك حديث عن رجال المدرب يورغن كلوب، إذ كانوا ينافسون على جميع البطولات الأربع الكبرى في الموسم الماضي 2022/2021.

 

في النهاية، ذهب لقبان إلى ملعب “أنفيلد” بدلاً من 4، إذ خسر ليفربول أمام نادي ريال مدريد في نهائي دوري أبطال أوروبا (التشامبيونزليغ)، وخسر لقب الدوري الإنجليزي الممتاز (البريميرليغ) بفارق نقطة واحدة.

كان هناك القليل من الدلائل على أنّه بعد بضعة أشهر، ستنهار الأمور تماماً كما حدث مع “الريدز”.

لسنوات، كان ليفربول هو الفريق الوحيد الذي تحدى مانشستر سيتي على لقب الدوري، وفاز به عام 2020، لكن هذا الموسم “الريدز” و”السيتيسينز” هما في عالمان مختلفان.

أدت هزيمة ليفربول على أرضه أمام ليدز يونايتد 1/2، السبت، إلى تعقيد البداية البائسة للموسم بالنسبة للفريق، وهو الآن في النصف السفلي من الجدول، بفارق 13 نقطة عن السيتي، ويحتاج إلى زيادة رصيده حتى ينهي الموسم في المراكز الأربعة الأولى، لضمان التأهل لدوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل.

شارفت آمال ليفربول على نهايتها في الحصول على اللقب، هذا الموسم، بعد مرور 14 جولة فقط، وهو أمر لا يمكن تصوره في بداية الموسم، نظرًا لاتساق “الريدز” منذ وصول كلوب إلى ملعب “أنفيلد”، لقد أصبح موسمًا للنسيان بالنسبة للفريق.

قال يورغن كلوب لـ”BBC”، عقب الهزيمة من ليدز يونايتد: “لا يمكنك التأهل لدوري أبطال أوروبا إذا لعبت بشكل غير متسق، كما نفعل في الوقت الحالي، علينا إصلاح ذلك”.

وأضاف كلوب: “أشياء كثيرة تختلف عنا في هذه اللحظة، أنا آسف أن الأمر على هذا النحو، ولكن هذا هو الوضع، لستُ متأكدًا من مدى العمق الّذي يمكنك حفره، لكننا سنفعل، سنعمل على إيجاد الحلول، يجب أن نلقي نظرة على هذه اللعبة أولاً، ونحاول فهمها أكثر قليلاً، ونبدأ من هناك”.

كان النجم المصري محمد صلاح قد عادل لليفربول في الشوط الأول، بعد أن منح رودريغو ليدز التقدم في الدقيقة الرابعة، لكن بهدف متأخر من كريسينسيو سامرفيل في الدقيقة 89، ضمن ليدز يونايتد الفوز، الذي أخرج الفريق من منطقة الهبوط، وأنهى مسيرة “الريدز” التي استمرت 29 مباراة بدون هزيمة على أرضه.

 

ليفربول يتعرّض لـ “التنمر”

لماذا يعاني ليفربول بشدة في الدوري هذا الموسم؟ كان في دوري أبطال أوروبا جيدًا، إذ تغلّب على أياكس الهولندي 0/3، في منتصف الأسبوع للتقدم إلى مراحل خروج المغلوب، لكن في الدوري الإنجليزي الممتاز جاءت الهزائم أكثر من الانتصارات.

كان هناك فوز للفريق في (البريميرليغ) على حساب السيتي بهدف محمد صلاح، الذي اعتقد الكثيرون أنه نقطة البداية في الموسم، لكن هذا الفوز يبدو الآن وكأنّه منذ وقت طويل، بدلاً من أسبوعين.

لا شك في أن رحيل السنغالي ساديو ماني إلى بايرن ميونيخ الألماني في الصيف كان له تأثير، فقد كان أول توقيع كبير مع كلوب، وأصبح لاعبًا رئيسيًا لأهدافه وتمريراته الحاسمة وضغطه المستمر.

وداروين نونيز تمّ شراؤه ليحل محل ماني، وعلى الرغم من أنّه بدأ بداية غير مبالية في مسيرته مع ليفربول، إذ طُرد في أول مباراة له على أرضه، فقد سجّل أهدافاً، لكنه لا يزال جزءًا لا يتجزأ من الفريق كما كان ماني في السابق.

هناك إصابات بالطبع، ديوغو جوتا ولويس دياز، اللاعبان اللذان لديهما الكثير من الحيوية في خط الهجوم، هما غائبان على المدى الطويل.

ليفربول من منافس على الألقاب إلى فريق يبحث عن مركز أوروبي.. ماذا حدث مع "الريدز"؟
Credit: Oli Scarff/AFP/Getty Images

ونابي كيتا، لاعب الوسط الأكثر ديناميكية في النادي، لم يظهر في الدوري حتى الآن، هذا الموسم، بينما أصيب القائد جوردان هندرسون أمام نادي أياكس، الأربعاء الماضي.

قال يورغن كلوب للصحفيين: “واجهتنا مشاكل منذ اليوم الأول (من الموسم)، بسبب الإصابة، كان على اللاعبين اللعب منذ اليوم الأول، هذا وضعنا، وهذا يعني أن علينا مساعدة أنفسنا، وهذا ما سنفعله”.

وتابع المدرب الألماني: “لقد كان هارفي (إليوت) استثنائيًا لنا هذا الموسم، كانت بداية جيدة لكنه لم يستطع الاستمرار، وكان تياجو مريضاً، في المقدمة نفس (اللاعبين) يلعبون طوال الوقت، إنّهم المهاجمون الثلاثة الذين تركناهم”.

وكان اللاعبون الرئيسيون بعيدون عن أفضل حالاتهم أيضًا، كان فيرجيل فان ديك، أحد أعظم التعاقدات مع النادي، يرتكب أخطاء غير معهودة، وإخفاقات مروعة أمام المرمى.

وتراجع الهولندي يعني أن الدفاع أصبح ضعيفًا أكثر من أيّ وقت مضى، وأنه ليس محميًا كما كان من قبل، لأن فابينيو عادة ما يكون لاعباً متميزاً آخر، هو أيضًا غير متوازن في دوره في خط الوسط الدفاعي.

كان هناك في السابق خط وسط يتكون من فابينيو وهيندرسون والمغادر جورجينيو فينالدوم، الثلاثي الذي حدد إيقاع كرة القدم التي يريد كلوب اللعب بها، الآن هناك القليل من تلك الطاقة.

ليفربول من منافس على الألقاب إلى فريق يبحث عن مركز أوروبي.. ماذا حدث مع "الريدز"؟
Credit: Nathan Stirk/Getty Images

وكان لاعب ليفربول السابق، غرايم سونيس، قاسيًا في تقييمه لفريقه السابق، إذ قال لقناة “Sky Sports” إن ليفربول يتعرّض “للتنمر” في خط الوسط.

وأضاف سونيس: “يمكنك القول إنّه كان هدفاً أول محظوظ، لكن هذا ليس سبب خسارة ليفربول المباراة، كان ليفربول على بعد ميل من المكان الذي كانوا فيه في السنوات القليلة الماضية، لا يلعبون بنفس الحدة”.

وواصل لاعب ليفربول السابق: “اعتاد ليفربول على التنمر على الفرق وفرق الوسط التي تتعرض للتمنر، الآن هم من يتعرضون للتنمر في خط الوسط، وهذا يجعلهم عرضة للخطر في الدفاع، ولا يصنعون نفس الفرص في خط الهجوم”.

وأتمّ سونيس: “لقد قلتُ هذا منذ بداية الموسم، شعرتُ أن خط الوسط لم يعد هو خط الوسط الذي يمكن أن يضعهم في المركز الّذي سيفوزون فيه بالبطولات الكبيرة”.

'