متحف إسرائيلي يبيع الآثار الإسلامية بلا رادع – مصدر24

متحف إسرائيلي يبيع الآثار الإسلامية بلا رادع

إيلان بن تسيون

لندن – ألغى المتحف الإسرائيلي الأول للفن الإسلامي المزاد المزمع تنظيمه للعشرات من القطع النادرة والثمينة، بعد احتجاج عام على محاولة البيع التي كان من المتوقع أن تجلب الملايين من الدولارات من جامعين أثرياء.

ووافقت دار سوذبيز للمزادات على إعادة 268 قطعة من لندن إلى متحف لوس أنجلس ماير للفنون الإسلامية في القدس.

وينهي الاتفاق بذلك عملية قوبلت بإدانة واسعة وهددت بإفساد إحدى المجموعات الفنية الثمينة، بعد أن انتقد خبراء الفن محاولة البيع لهواة جمع القطع الخاصة، قائلين إنها أخفِيت عن الجمهور وتنتهك مهمة المتحف الهادف لتوعية الجمهور الإسرائيلي بالعالم الإسلامي من خلال الفن.

وكجزء من هذا الترتيب، فإن مجموعة آل ثاني، وهي مؤسسة فنية تمولها الأسرة الحاكمة في دولة قطر الخليجية الغنية بالطاقة، “ستوفر بسخاء رعاية سنوية لمتحف لوس أنجلس ماير للفنون الإسلامية” لمدة 10 سنوات، مع منح إحدى قطع متحف الفن الإسلامي على سبيل الإعارة طويلة الأجل لمعرض مجموعة آل ثاني في فندق دي لا مارين في باريس.

وقالت صحيفة “هاآرتس” الإسرائيلية اليومية، إن دار سوذبيز ستحصل على مليوني جنيه كرسوم إلغاء. ولن تقدم لا هي ولا المتحف تفاصيل عن الرسوم أو التمويل السنوي للمتحف، رغم أن الدار قالت “في ضوء الظروف، خفضت دار سوذبيز رسوم سحبها”.

وتتمثل القطعة المُعارة في إبريق فضي مزين من القرن الحادي عشر، وهو جزء من كنز من القطع الفضية التي سُجّل اكتشافها في أوائل القرن الماضي بالقرب من شمال شرق إيران.

وكان جامع الأعمال الفنية رالف هراري شاري القطعة في أوائل القرن الماضي، وباعها لمؤسسة المتحف، فيرا سالومونز.

خبراء الفن ينتقدون محاولة بيع التحف لهواة جمع القطع الخاصة لأنها تنتهك مهمة المتحف الهادف لتوعية الجمهور

وكُتب نقش عربي على الإبريق تحت حيوانات تجري، يقول “نعمة مثالية، ثروة دائمة، سعادة وفيرة وأمان شامل لمالكها”. ولم يكن من المعروضات في المزاد الذي كان منتظرا في أكتوبر.

ولا توجد علاقات دبلوماسية رسمية بين إسرائيل وقطر، لكن هناك اتصالات لتسهيل تحويل قطر لمئات الملايين من الدولارات كمساعدة لقطاع غزة الذي تحكمه حماس.

وقالت الدار إنها سهلت التعاون بين متحف الفن الإسلامي ومجموعة آل ثاني. ورحب متحف الفن الإسلامي ومؤسسة هيرمان دي ستيرن، وهما من أطلقا مزاد سوذبيز، بالاتفاقية، لأنها “ستضمن استمرار عمل المتحف بمرور الوقت”.

وجاء في بيان مشترك “هذه نتيجة نهائية بالغة الأهمية، ويسعدنا أن نتشارك مع مجموعة آل ثاني بهذه الطريقة لتعزيز أهدافنا المشتركة لزيادة التبادل الثقافي، مع السماح للمتحف بمواصلة تعزيز الفن والثقافة لصالح الجمهور وعشاق الفن”.

وقالت مجموعة آل ثاني إنها سعيدة للعب دور في بقاء مؤسسة فريدة من نوعها تحدث فرقا ذا مغزى للمجتمعات من حولها.

وكان عرض القطع من مجموعة المتحف، بما في ذلك الساعات العتيقة الثمينة، في مزاد سوذبيز في أكتوبر.

وقالت مؤسسة هيرمان دي ستيرن، وهي مؤسسة ائتمانية مقرها ليختنشتاين تمول الجزء الأكبر من ميزانية المتحف، إن البيع كان يهدف إلى تغطية تكلفة الحفاظ على المؤسسة. وأصرت على أن لها الحق القانوني في بيع القطع.

Thumbnail

وقدمت مؤسسة هاشافا، وهي منظمة إسرائيلية لمنع سرقة الأعمال الفنية، التماسا إلى المحكمة العليا في نوفمبر لوقف المزاد.

وقالت إن البيع يمثل “انتهاكا صارخا” للقوانين الإسرائيلية التي تحكم المتاحف والآثار، وأنه سيسبب “ضررا لا رجعة فيه وخسارة كبيرة لعامة الناس”.

وقال مائير هيلر، مؤسس هاشافا، إن المنظمة فخورة بأن الالتماس “حقق هدفه وأدى إلى عودة هذه المجموعة النادرة والثمينة إلى إسرائيل وعرضها للجمهور”.

وأنشأت فيرا سالومونز المتحف في الستينات، وكانت سليلة عائلة يهودية نبيلة من إنجلترا وتوفيت في 1969.

وسمي المتحف باسم ليو آري ماير، الباحث البارز في الشرق الأوسط. فهو موطن للآلاف من القطع الأثرية الإسلامية من القرن السابع إلى التاسع عشر. كما أن به مجموعة من الساعات العتيقة التي سلمتها عائلة سالومونز، بما في ذلك العشرات من الساعات التي قدمها عالم الساعات الباريسي الشهير أبراهام لوي بريغيه.

وقد زينت ساعاته الملوك الأوروبيين في القرنين السابع عشر والثامن عشر، بما في ذلك ماري أنطوانيت.

ومن بين القطع التي كان من المقرر بيعها بالمزاد،  خوذة عثمانية من القرن الخامس عشر مطعمة بالخط الفضي، ووعاء من القرن الثاني عشر يصور أميرا فارسيا ومجموعة من الساعات العتيقة، بما في ذلك ثلاث من تصميم بريغيه.

وأثارت إزالة العمل الفني غضبا عامّا من الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين إلى وزيرة الثقافة الإسرائيلية هيلي تروبر إلى قيّمي المتاحف والأكاديميين، وأجبرت على تأجيل المزاد ووقفه في نهاية المطاف.

وقالت تروبر “يسعدني أن كل جهودنا المضنية للحفاظ على مجموعة متحف لوس أنجلس ماير بأكملها قد وصلت إلى مثل هذه النهاية السعيدة. إن كرم مؤسسة آل ثاني هو تكريم كبير لروح التعاون بين الثقافات”.

'