مدعية المحكمة الجنائية تبحث في الخرطوم تسليم البشير ومتهمين آخرين – مصدر24

مدعية المحكمة الجنائية تبحث في الخرطوم تسليم البشير ومتهمين آخرين

الخرطوم – يزور وفد من المحكمة الجنائية الدولية بقيادة المدعية العامة فاتو بنسودا السودان للبحث مع كبار المسؤولين السودانيين في تسليم الرئيس المعزول عمر البشير وآخرين للمحكمة.

وأعلن مكتب عبدالله حمدوك رئيس الوزراء السوداني السبت أن الوفد “سيناقش سبل التعاون بين المحكمة الجنائية الدولية والسودان بخصوص المتهمين الذين أصدرت المحكمة بحقهم أوامر قبض”، في زيارة رسمية تمتد حتى الحادي والعشرين من أكتوبر الحالي.

وكانت المحكمة أصدرت مذكرات اعتقال بحق عمر البشير واثنين من مساعديه بتهم ارتكاب جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي وجرائم حرب وضد الإنسانية أثناء النزاع في إقليم دارفور غرب البلاد، الذي استمر بين 1989 و2004 وأسفر عن 300 ألف قتيل وملايين النازحين.

وسلم علي كوشيب أحد المطلوبين للمحكمة، نفسه لها في دولة أفريقيا الوسطى المجاورة لإقليم دارفور، في يونيو الماضي.

وأبلغت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية في 10 يونيو الماضي مجلس الأمن الدولي، بأن “علي كوشيب”، أحد زعماء ميليشيا “الجنجويد” السودانية، بات رهن الاحتجاز بمقر المحكمة في مدينة لاهاي.

وطالبت بنسودا في الشهر نفسه كافة أعضاء المجلس ببذل كل الجهد لتسليم 4 متهمين سودانيين آخرين، بينهم الرئيس السابق عمر البشير ليمثلوا أمام المحكمة.

وأعلنت الحكومة السودانية التي تولت السلطة بعد الاطاحة بالبشير في أبريل 2019 موافقتها على “مثول “المطلوبين لدى المحكمة أمامها في فبراير الماضي.

ووصفت وسائل إعلام سودانية آنذاك موافقة المجلس الانتقالي على تسليم البشير بأنها جاءت متأخرة وكان من المفترض أن تتم منذ سقوط النظام، وعدم الانصياع للمتشككين والإخوان وأنصار البشير الذين يشيعون بروباغندا زاعمين أن تسليم المطلوبين للجنائية الدولية تشكيك في نزاهة القضاء السوداني.

وأصدرت المحكمة الجنائية أمرين باعتقال البشير عامي 2009 و2010، بتهم تتعلق بجرائم حرب وأخرى ضد الإنسانية وإبادة جماعية في دارفور، فيما ينفي الرئيس المعزول صحة الاتهامات، ويتهم المحكمة بأنها مسيسة.

وتتهم المحكمة الجنائية أيضا، وزير الدفاع الأسبق عبدالرحيم محمد حسين، ووالي جنوب كردفان (جنوب) الأسبق أحمد هارون، والزعيم القبلي، قائد إحدى الميليشيات في دارفور، علي كوشيب، بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور.

ويتجاهل الرئيس السوداني عمر البشير مذكرات التوقيف الدولية الصادرة بحقه.

والبشير (76 عاما) الذي حكم البلاد ثلاثين عاما موجود في سجن كوبر بالعاصمة السودانية الخرطوم حيث تجري محاكمته. وقد صدر حكم أول في حقه في قضية فساد في ديسمبر وقضى بسجنه لمدة عامين في مركز إصلاح اجتماعي، لإدانته بتهم فساد مالي، حيث يحظر القانون السوداني سجن من تزيد أعمارهم على 70 عاما.

ويحاكم البشير مع 27 شخصا آخرين بتهمة تدبير انقلاب 1989 الذي أطاح بالحكومة المنتخبة وقتذاك.

ويشهد الإقليم السوداني، منذ 2003، نزاعًا مسلحًا بين القوات الحكومية وحركات مسلحة متمردة، أودى بحياة حوالي 300 ألف شخص، وشرد نحو 2.5 مليون آخرين، وفق الأمم المتحدة.

'