“مساعدات” تركية لليبيا عبر تونس تثير جدلا – مصدر24

“مساعدات” تركية لليبيا عبر تونس تثير جدلا

“مساعدات” تركية لليبيا عبر تونس تثير جدلا

تونس – أثار الحديث عن وصول مساعدات تركية لحكومة الوفاق الواجهة السياسية للإسلام السياسي في ليبيا عبر تونس جدلا واسعا بشأن التدخل التركي في الملف الليبي والموقف الرسمي التونسي من هذه الأزمة.

واستدعى وصول الطائرة التركية وما أثارته من جدل بشأن استخدام الأراضي التونسية لأغراض تخدم مصلحة حكومة الوفاق والميليشيات، الرئاسة التونسية إلى إصدار بيان حيث اعتبرت أن المساعدات ذات طبيعة إنسانية.

وقالت الرئاسة التونسية في وقت مبكر الجمعة إنها سمحت لطائرة تركية محملة بمساعدات طبية بأن تهبط في مطار جرجيس في جنوب البلاد لتوصيلها إلى ليبيا بواسطة السلطات التونسية.

وأوضحت أنها “اشترطت أن تتولى السلطات التونسية (أمن وجمارك) وحدها دون غيرها، استلام المساعدات والقيام بعملية إيصالها إلى معبر راس جدير الحدودي، ليتسلمها الجانب الليبي”.

يأتي هذا التوضيح التونسي بعد تصاعد الجدل بشأن الطائرة التركية، فقد قال المحلل السياسي الليبي فرج زيدان في تعليقه على بيان الرئاسة التونسية إن “تركيا لا يأتي منها لليبيا في هذا الوقت إلا أدوات الموت والتفجير ، ونستغرب من دولة مثل تركيا تعد ثالث أو رابع بؤرة وباء عالمية أن ترسل المساعدات الطبية على حساب شعبها وأعداد المصابين بالوباء في ازدياد يومي”.

وتصر الجهات الرسمية التونسية دائما على توضيح طبيعة موقفها المناصر للشرعية الدولية وتمسكها بالحل السلمي في ليبيا والحوار الليبي الليبي المباشر بين الفرقاء.

وتنفي تونس مرارا بعدم السماح لأي قوات أجنبية باستخدام أراضيها في التدخل في الصراع الليبي، حيث نفت نفت وزارة الدفاع بشكل قاطع، الأسبوع الماضي، استعمال قوى أجنبية للأراضي التونسية منطلقاً لعمليات عسكرية، وأكدت أن تونس تمارس سيادتها المطلقة على كافة أراضيها براً وبحراً وجواً.

وتسعى تركيا جاهدة، عبر مسارات مُختلفة، للاستفادة من أجواء التوتر في المنطقة لفرض أجندتها، حيث تجاوز سلوكها الأزمة في ليبيا إلى محاولة توظيفها للضغط على دول الجوار، وخاصة منها تونس التي تبدو خاصرتها هشة، الأمر الذي أربك كافة الأطراف المعنية بهذا الملف الشائك والمُعقد.

وتصر تركيا على ألا تترك مناسبة أو فرصة تمر دون استغلالها ميدانيا لجهة تعزيز نفوذها في المنطقة، بما يدعم مرتزقتها من الإرهابيين في ليبيا، خاصة في هذه الفترة التي تسارعت فيها التطورات العسكرية في المنطقة الغربية بعد فشل الهجمات المُتكررة لميليشيات حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج على قاعدة الوطية العسكرية.

'