“مسيرة الأعلام” الإسرائيلية تنذر بالتصعيد في القدس – مصدر24

“مسيرة الأعلام” الإسرائيلية تنذر بالتصعيد في القدس

القدس – حذّرت أوساط رسمية وحزبية فلسطينية الخميس من عواقب “مسيرة الأعلام” الإسرائيلية، والتي من المقرر أن تنطلق الأحد من القدس الغربية وتمر بالقدس الشرقية، فيما يرى خبراء أربعة سيناريوهات للتصعيد.

وسنويا ينظم إسرائيليون يمينيون “مسيرة الأعلام” بالقدس في التاسع والعشرين من مايو، لإحياء ذكرى ضمّ إسرائيل للجزء الشرقي من المدينة، بعد احتلاله في حرب يونيو 1967. وتحملُ المسيرة هذا الاسم نظرا للعدد الكبير من الأعلام الإسرائيلية التي يحملها المشاركون فيها.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) الخميس إن الجيش نشر غرفا محصنة في شوارع مدينة سديروت، القريبة لقطاع غزة، تحسبا لتدهور الأوضاع الأمنية، بسبب “مسيرة الأعلام”. وأضافت الهيئة أن الحكومة تستعد لـ”تدهور الأوضاع الأمنية” بسبب المسيرة.

حسام الدجني: لا أحد يمكنه التوقع أين ستنتهي المواجهة إذا اندلعت في القدس

وأمام هذا المشهد، هددت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بأن أيّ مساس إسرائيلي بالأقصى سيفجّر معركة جديدة، مؤكّدة أنّها لن تترك المرابطين وأهل القدس وحدهم في مواجهة الاحتلال ومستوطنيه.

ويعتقد المختص في الشأن السياسي وسام عفيفة أن السيناريو المتوقع الأحد المقبل يعتمد على السلوك الإسرائيلي وآلية تعاطي المستويات السياسية والعسكرية الإسرائيلية مع المجموعات المتطرفة، والطريقة التي سيتم خلالها تنفيذ مسيرة الأعلام.

ويقول عفيفة “إذا كانت هناك سيطرة من حكومة الاحتلال واستجابت لدعوات الوسطاء الذين يحاولون احتواء الموقف، فإن المشهد يكون أقل حدة وخطورة”.ويضيف أن “مرور المسيرة بالقرب من منطقة باب العامود لا يشكل توغلا في باحات الأقصى، ولكن الخطير هو احتمالية اندلاع حالة اشتباك مع المقدسيين إذا ما حاول المستوطنون الوصول إلى باحات المسجد”.

ويشير مراقبون إلى أربعة سيناريوهات متوقعة على صعيد رد الفعل الفلسطيني إزاء استفزازات المستوطنين المتوقعة.

ويتمثل المستوى الأول في اندلاع حالة اشتباك شعبي وحالة دفاع من المرابطين وفلسطينيي الداخل (أراضي 48) والضفة الغربية.

أما المستوى الثاني فقد نشهد خلاله اندلاع أشكال من العمليات الفردية أو المنظمة في مناطق الداخل والضفة الغربية.

أما المستوى الثالث وهو السيناريو الأخطر حيث نشهد خلاله فعلا إسرائيليا عنيفا جدا يؤدي إلى عمليات قتل واسعة ومقتل فلسطينيين ثم تتدحرج الأمور نحو ردة فعل من مختلف الساحات الفلسطينية بطرق مختلفة سواء في الضفة أو القدس أو الداخل أو حتى قطاع غزة وهو سيناريو مستبعد حتى الآن. بينما المستوى الرابع هو أن تندلع مواجهة واسعة تصل إلى خارج المناطق الفلسطينية.

ويشير محللون إلى أن أكثر ما يرجح حدوث أي سيناريو جراء الأحداث المرتقبة في القدس هو 3 عوامل.

الجيش الإسرائيلي يقوم بنشر غرفا محصنة في شوارع مدينة سديروت، القريبة لقطاع غزة، تحسبا لتدهور الأوضاع الأمنية

العامل الأول هو حجم الحشد الشعبي الممكن أن يتم الأحد من الضفة والقدس والداخل الإسرائيلي، بينما العامل الثاني هو تحريك الإقليم والمجتمع الدولي للضغط على إسرائيل. والعامل الثالث هو دور الأطراف العربية المشاركة في الائتلاف الإسرائيلي الحاكم عبر إمكانية تهديدها بالانسحاب من الائتلاف حال حدثت انتهاكات بمدينة القدس.

ويرجح المحلل السياسي حسام الدجني أن يُرضي رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت اليمين المتطرف عبر اقتراب هذه المسيرة من باب العامود دون دخولها الحي الإسلامي أو باب العامود ولا باحات الأقصى، وأن تضبط الشرطة الإسرائيلية المشهد بصورة كبيرة؛ لمنع تدهور الأوضاع أو اندلاع مواجهة مفتوحة مع قطاع غزة.

ويضيف “قد تكون هناك بعض المواجهة الضيقة على حدود المقاومة الشعبية في الضفة الغربية والقدس، بينما بالنسبة إلى غزة فأعتقد أن كل الأطراف معنية بمنع هذه المواجهة”.

ويتابع “في حالة تجاوز الخطوط الحمر فهذا يعني أن مواجهة ستبدأ من القدس ولا أحد يتوقع أين ستنتهي ربما مع قطاع غزة في مواجهة عسكرية أو قد تؤدي إلى اشتعال انتفاضة حقيقية في الضفة الغربية”.

ويستبعد المحلل السياسي أن تبقى الفصائل المسلحة في غزة صامتة في حال ذهبت الأمور باتجاه تجاوز الخطوط الحمر في الأقصى ومحيطه.

'