مصانع السعودية تُسرع تحولها نحو الثورة الرابعة – مصدر24

مصانع السعودية تُسرع تحولها نحو الثورة الرابعة

الرياض – قطفت السعودية ثمار رهاناتها على توظيف التكنولوجيا المتقدمة في الصناعة بعدما حصلت العديد من منشآت هذا القطاع الحيوي على تقييمات إيجابية فيما يتعلق بأسس التحول التقني في نشاط الأعمال وخاصة داخل المدن الصناعية.

وتعوّل الحكومة على الاستفادة من التقدم التكنولوجي والابتكار لتنفيذ رؤيتها في تنويع مصادر الدخل بما يدعم الاقتصاد المحلي الذي يعيش مرحلة مهمة من الانتعاش بفضل طفرة أسعار النفط، كما أنه يخدم خططها في تلبية متطلبات الثورة الصناعية الرابعة.

وكشفت الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن) الأحد عن نجاح تقييم 58 مصنعا على مؤشر أس.آي.آر.آي الدولي لقياس مستوى تبني المنشآت لتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة.

وجاء هذا الإعلان في إطار مبادراتها النوعية لبرنامج الإنتاجية الوطني لمساعدة المصانع على تحقيق أعلى معدلات الكفاءة الإنتاجية.

قصي العبدالكريم: نجاح تقييم 58 مصنعا على مؤشر أس.آي.آر.آي يدعم خططنا

ويعد مؤشر أس.آي.آر.آي التابع لمؤسسة إنسايت الوحيد المُعتمد حتى الآن من قبل منتدى الاقتصاد العالمي لقياس معدلات تبني المنشآت الصناعية لتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، ودعمها بالأدوات اللازمة لرفع جاهزيتها التقنية لهذا الغرض.

وكانت مدن قد أطلقت قبل أشهر برنامج الإنتاجية المحلي مستهدفة بذلك مساعدة المنشآت الصناعية للوصول إلى أعلى معدلات الكفاءة في عمليات الإنتاج.

ووضعت الهيئة خطط تحول لتطبيق مبادئ التميز التشغيلي وتبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة على مئة مصنع قائم لتصبح نموذجاً لباقي المُصنِّعين، وذلك بالشراكة مع صندوق التنمية الصناعية السعودي، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.

واعتبر مدير إدارة التسويق والاتصال المؤسسي المتحدث الرسمي باسم مدن قصي العبدالكريم أن هذا النجاح يأتي تتويجاً لجهود الهيئة لمواكبة مستجدات القطاع الصناعي العالمي.

ونسبت وكالة الأنباء السعودية الرسمية إلى العبدالكريم قوله إن ذلك نتاج “الحرص على نقل أحدث التقنيات الصناعية التي تدعم تنافسية المنتجات السعودية بالأسواق المحلية والإقليمية والدولية وتعزز منظومة التصدير المحلي وفق أفضل معايير الجودة المعتمدة”.

وأوضح أن ما تم التوصل إليه جاء في إطار المبادرات المسندة إلى مدن في برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية (ندلب) وذلك اتساقاً مع دورها الرئيسي في “رؤية 2030”.

واهتمت مدن بتأهيل قدرات العناصر البشرية لتنفيذ مستهدفات برنامج الإنتاجية الوطني باعتبارها محور إستراتيجيتها للتحوُّل الرقمي.

كما أن البرنامج يشكل نواة لتوفير كوادر محلية قادرة على قيادة التحوُل بالقطاع الصناعي مستقبلًا إذ تحتضن الهيئة ثلاثة مقيّمين متخصّصين معتمدين من مؤشر أس.آي.آر.آي من أصل 6 مقيّمين فقط على مستوى البلاد.

الحرص على نقل أحدث التقنيات الصناعية التي تدعم تنافسية المنتجات السعودية تعزز منظومة التصدير المحلي وفق أفضل معايير الجودة المعتمدة

وبحسب العبدالكريم، فقد تم من خلال برنامج الإنتاجية تدريب أكثر من 450 قياديا من 76 مصنعا على مفاهيم الثورة الصناعية الرابعة وفق أفضل البرامج التدريبية بالتعاون مع شركاء تقنيين عالميين هما شركتا جنرال إلكتريك وماكنزي.

وتعزيزا لنجاح مبادرة برنامج الإنتاجية الوطني على مستوى القطاع، فقد انضمت مصانع الهيئة الملكية للجبيل وينبع إلى إطار أعمال البرنامج.

كما تم تسليم 63 خطة تحوُل رقمي لأكثر من 15 قطاعا صناعيا، تشكّل دعما لإستراتيجية مدن نحو تمكين الصناعة والإسهام في زيادة المحتوى المحلي بالتكامل مع القطاعين العام والخاص في أكبر اقتصادات المنطقة العربية.

وتتولى مدن منذ العام 2001 تطوير الأراضي الصناعية متكاملة الخدمات، إذ تشرف حاليا على 36 مدينة صناعية في أنحاء البلاد تضم أكثر من أربعة آلاف مصنع منتج وتحت الإنشاء والتأسيس.

وإلى جانب إشرافها على المجمعات والمدن الصناعية الخاصة، تعمل هيئة مدن على تطوير منظومتها الاستثمارية وتعزيزها بمعايير برنامج جودة الحياة لمواكبة تطلعات شركائها بالقطاع الخاص وتمكين دور المرأة والمنشآت الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال.

'