معرض الرياض للكتاب.. بلا مطاوعة ولا عزل للنساء – مصدر24

معرض الرياض للكتاب.. بلا مطاوعة ولا عزل للنساء

معرض الرياض للكتاب.. بلا مطاوعة ولا عزل للنساء

لا وجود للرقابة الدينية على نوعية الكتب وعلى الاختلاط، واستمرار حركة المعرض وقت الصلاة في سابقة تاريخية.

الرياض – ظهرت صورة السعودية الجديدة بشكل جلي خلال معرض الرياض للكتاب منذ انطلاقه، واتضح على وجوه الشابات والشباب أن لا وجود لمن يشير بعصاه عليهم ليكونوا في طوابير منفصلة للنساء والرجال.

وغاب “مطاوعة” هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي كانت تصول وتجول داخل صالات وممرات المعرض في السنوات السابقة، فلا وجود لها تماما، ولا وجود ملحوظا لدوريات الشرطة. ولأول مرة، يصبح معرض الرياض للكتاب كغيره مِن معارض الكتب العربية والدولية، بلا رقابة على تصرف الأشخاص.

ومما يثبت أن المطاوعة لا أثر لهم في سلوك وتدين الناس، فعند الأذان ذهب من ذهب إلى الأماكن الخاصة بالصلاة بلا أمر وتوجيه، ولم تعد ساحة المعرض الرئيسية قاعة للصلاة، ولا يتوقف البيع والشراء.

وكانت ممرات المعرض الذي حمل شعار “الكتاب بوابة المستقبل” أكثر سعة، وليس هناك رقيب يكظم الأنفس، وعلى وجه الخصوص النساء. ولم يحتج سلوك المجتمع المختلط السعودي، الذي يحضر المعرض، وأغلبه من الشابات والشباب المنضبطين ضمن أعرافهم وتقاليدهم إلى عصا المطاوع كي يكون رقيب آداب ودين عليهم.

واستوعب المعرض تسعمئة وثلاث عشرة دارا، عربية وغير عربية، وافتتحه وكيل وزارة الثقافة السعودي حامد بن محمد فايز مع الشيخة مي بن محمد الخليفة، رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، حيث اختيرت البحرين ضيف الشرف لهذا العام.

الشيخة مي بن محمد الخليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار أثناء افتتاح المعرضالشيخة مي بن محمد الخليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار أثناء افتتاح المعرض

وسبق وأن شهدت دورات المعرض السابقة احتجاج المتشددين على الموسيقى وتكريم الفنانين، إلا أن دورة هذا العام ستشهد تكريم سبعة من رواد السينما في السعودية، فالموسيقى والفنون، حسب برنامج هيئة الترفيه المستمر على طول العام، أخذت تشيع في الأجواء العامة في الرياض ومدن سعودية كثيرة. فليس هناك مَن المتشددين من يخاطر في صرخة احتجاج ضد عرف موسيقي، أو حضور النساء والاختلاط داخل المعرض أمام دور النشر، أو التقارير التي كان يعدها أعضاء الهيئة عن هذا الكتاب أو ذاك، فيُحجب تحت الضغط.

وخلت أجواء المعرض منذ موعد الافتتاح، الأربعاء الماضي، من التشنجات التي كان يخلقها رجال الدين من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الدورات السابقة، بسبب البيع خلال أوقات الصلاة، أو عدم التوجه إلى الساحة العامة وسط المعرض للاصطفاف وراء إمام الصلاة، وهو أحد أعضاء تلك الهيئة.

ولاحظ موفد “العرب” إلى المعرض عدم وجود عناصر المطاوعة فيه، من المنتمين إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو من المتطوعين دفاعا عن الدين، مثلما يقدمون أنفسهم.

وشاهد الموفد في ممرات المعرض فتيات حاسرات الرؤوس، مع الالتزام الطوعي بالحشمة واللباس التقليدي السعودي.

وتوقع مصدر سعودي أن تكون أيام المعرض القادمة، والتي يتزايد فيها الحضور خلال العطلة الأسبوعية، نقلة نوعية ضمن رؤية 2030، ليكون المجتمع السعودي طبيعيا كبقية المجتمعات، ليس من حق أحد الرقابة على تدين الناس وسلوكهم، وهذا ما تشهده طرقات وأسواق الرياض أيضا، من نقلة إلى الأمام من الصعب التراجع عنها. والمعرض مفتوح إلى غاية الثالث والعشرين من مارس الحالي والبيع بدأ في اليوم التالي للافتتاح.

'