واشنطن – قال الملياردير الأميركي إيلون ماسك إنه يرغب في رؤية منصة تويتر تحقق “إمكاناتها غير العادية”، وأنه غير مهتم حتى بجني أرباح من وراء ذلك. فهو لديه الكثير، ويمكن لأصحاب المليارات أن تكون لديهم أولويات مختلفة.
وأضاف في بيان -أعلن فيه عن نجاح صفقة استحواذه على تويتر- أن “حرية التعبير هي حجر الأساس لديمقراطية فاعلة، وتويتر هو ساحة المدينة الرقمية حيث تتم مناقشة الأمور الحيوية لمستقبل البشرية”. وأكد أنه يريد أن يطور موقع تويتر ليصبح أفضل من أي وقت مضى من خلال تحسين المنتج بميزات جديدة، وجعل الخوارزميات مفتوحة المصدر لزيادة الثقة، وهزيمة روبوتات التغريد العشوائي ومصادقة جميع البشر.
إيلون ماسك: يجب هزيمة روبوتات التغريد العشوائي ومصادقة جميع البشر
وفاز إيلون ماسك الاثنين باتفاق لشراء تويتر مقابل 44 مليار دولار في صفقة ستحول السيطرة على منصة التواصل الاجتماعي التي يستخدمها الملايين وزعماء عالميون إلى أغنى شخص في العالم.
واختتم ماسك بيانه قائلا “يتمتع تويتر بإمكانيات هائلة، أتطلع إلى العمل مع الشركة ومجتمع المستخدمين لفك قفلها”.
وكان ماسك قد أكد مرارا على أن تويتر يعتبر منصة أساسية لتبادل وجهات النظر المتعددة، وقال “أعتقد أن من المهم جدا أن تكون هناك ساحة شاملة لحرية التعبير. أصبح تويتر ساحة المدينة بحكم الواقع، لذلك من المهم حقًا أن يكون لدى الناس كل من الواقع وتصور أنهم قادرون على التحدث بحرية في حدود القانون”.
ولقي حديث ماسك عن عزمه تقييد الجيوش الإلكترونية ترحيبا واسعا في الدول العربية.
وتقف الجيوش إلكترونية في الشرق الأوسط وراء حملات الكراهية والتحريض على مواقع التواصل الاجتماعي، وباتت مع مرور الوقت تشكل خطرا كبيرا قد يصل إلى تذكية الاحتقان السياسي والطائفي.
وقال إعلامي:
وسلط العراقيون الضوء على تصريح ماسك . وتحكم الجيوش الإلكترونية التابعة لجهات سياسية ودينية قبضتها على الترند العراقي، من خلال إطلاق هاشتاغات مبنية على خلفيات لصراعات سياسية وفكرية ودينية وبثها عبر الآلاف من الحسابات الوهمية للإيهام بأنها “تعكس توجهات الرأي العام”.
والجيوش الإلكترونية هي مصطلح يطلق على مجموعات مدربة تعمل وفق أجندات خاصة. يذكر أن ظاهرة “الجيوش الإلكترونية” التي ابتدعتها أحزاب السلطة في العراق، شاعت في العراق منذ عام 2010. وظلّ يقتصر عمل تلك الجيوش على تلميع صور السياسيين الذين يمولون الصفحات، قبل أن تتطور مهمتها وتحتل الفضاء الافتراضي العراقي كاملا. وغرد إعلامي:
alialjabiri@
إيلون ماسك: سأعمل على تعزيز الثقة في تويتر ومحاربة الحسابات الروبوتية الوهمية! “يعني جماعة ترند العراق الوهمي وحسابات الميليشيات المزيفة من هسه (الآن) شوفولكم شغلة جديدة راح ينقطع رزقكم وتنكشف عورتكم”!
من جانبه قال المستشار الأمني السعودي محمد الهدلة:
ويلعب تويتر الذي بات ساحة اقتتال للجيوش الإلكترونية دورا مهما في قيادة الرأي العام في دول الخليج العربي ككل. وكان لافتا تراجع تأثير #خلايا_عزمي، وهي تسمية متداولة على تويتر في منطقة الخليج العربي تستخدم لوصف الجيش الإلكتروني لقطر الذي يديره وفق ما يقول مراقبون الأكاديمي عزمي بشارة مهندس الاستراتيجية الإعلامية القطرية، لفائدة السعوديين. وتنكب الجيوش الإلكترونية السعودية على الدفاع عن سياسة المملكة وتضع صورا في العادة للحكام السعوديين، وأصبحت مؤخرا قوة متصاعدة في وجه ذباب إلكتروني مضاد مرتبط بقطر وتركيا وبجماعة الإخوان المسلمين.
ويتهم مغردون الجيوش الإلكترونية بمحاولة زعزعة الاستقرار في بلدانهم.
وترتبط اللجان الإلكترونية كثيرا بالمجتمعات المنغلقة في العالم العربي لسببين، الأول هو عدم وجود إعلام مهني قوي قادر على تشكيل الرأي العام، والثاني هو أن الجمهور وجد نافذة مجانية لتداول معلومات كان النظام السياسي يسيطر عليها.
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن بعض النقاد عبروا عن تخوّفهم من أن يسمح امتلاك ماسك للشركة بانتشار المحتوى المتشدد، والذي تواجه شركات التواصل مشكلة في التخلص منه.
واستندت صحيفة “نيويورك تايمز” إلى عدة “مؤشرات على مصير تويتر” في المرحلة المقبلة، معتمدة على المقابلات التي أجراها ماسك والطلبات الرسمية، بالإضافة إلى تغريداته المتعلقة بخططه.
وكان ماسك أعرب مرارا عن قلقه من أن المشرفين على محتوى تويتر يتمادون في التدخل في المنصة.
وفي الوثائق الرسمية التي أعلن فيها ماسك نيته شراء تويتر كتب “لقد استثمرت في تويتر لأنني أؤمن بإمكانية أن يكون منصة لحرية التعبير في جميع أنحاء العالم، وأعتقد أن حرية التعبير هي ضرورة مجتمعية ديمقراطية عاملة”.وأضاف أنه لا يثق في القيادة الحالية للشركة بشأن إجراء التغييرات التي رأى أنها ضرورية وإعطاء الأولوية لأفكاره حول حرية التعبير على المنصة.
وقال “منذ أن قمت باستثماري، أدرك الآن أن الشركة لن تزدهر ولن تخدم هذه الضرورة المجتمعية في شكلها الحالي”.
وفي تغريدة الإثنين قبل الإعلان عن اتفاقه مع تويتر قال ماسك إنه يأمل في استخدام المنصة حتى من قبل “أسوأ منتقديه”، مبررا ذلك بقوله “لأن هذا هو ما تعنيه حرية التعبير”.
وأكد الملياردير الأميركي في بداية الشهر أنه ينوي أن يوفر الخوارزميات الخاصة بعرض التغريدات أمام المستخدمين، لكي يفهموا السبب وراء ظهورها على صفحاتهم.
وقال إن توفير المعلومات للمستخدمين سيساهم في إدراكهم لسبب ظهور تغريدات واختفاء أخرى، وفهم ما يحصل.
من جانبه، قال مؤسس تويتر والرئيس التنفيذي السابق جاك دورسي، إن ماسك “هو الحل الوحيد الذي أثق به لإعادة موقع تويتر كما كان”. وأضاف في سلسلة من التغريدات على حسابه في تويتر “أنا أحب تويتر.. تويتر هو أقرب شيء لدينا إلى الوعي العالمي”. يذكر أنه بعد تنحي دورسي عن رئاسة تويتر في نوفمبر 2021 استمر في مجلس إدارة الشركة.
جاك دورسي: ماسك هو الحل الوحيد لإعادة موقع تويتر كما كان
ومن شأن ملكية تويتر أن تمنح ماسك سلطة على القضايا الاجتماعية والسياسية الهامة، وربما الأهم من ذلك هو الحظر المفروض على الرئيس السابق دونالد ترامب، والذي سنه الموقع ردا على أعمال اقتحام مبنى الكابيتول في السادس من يناير الماضي، وفقا لما ذكرته “واشنطن بوست”.
وفي تغريدة نشرها مؤخرا قال ماسك إن أي سياسات لمنصات التواصل الاجتماعي “تعد جيدة إن كان 10 في المئة من المتشددين بين اليسار واليمين لا يشعرون بالسعادة بشكل متساوٍ”.
ولم يتطرق ماسك إلى ما قد يفعله بحساب الرئيس الأميركي السابق، إلا أنه انتقد سياسات الحظر التي تتبعها منصة تويتر. وقال ماسك إن موقع تويتر “يجب أن يكون حذرا للغاية في ما يخص الحظر الدائم” للحسابات.
من جهته أكد ترامب لشبكة “فوكس نيوز” الاثنين أنه لن يعود إلى استخدام منصة تويتر، حتى وإن اشترى ماسك الشركة. وأشار إلى أنه سيستخدم شبكته الخاصة للتواصل الاجتماعي “تروث” (TRUTH) بشكل رسمي خلال الأسبوع القادم، كما كان مخططا له. وأضاف “أنا لن أذهب إلى تويتر”.
وذكرت “واشنطن بوست” أنه لم يتضح بعد ما إذا كان ماسك بصدد تغيير قوانين الخصوصية التابعة للشركة، مستبعدة أن يفعل ذلك لأنه قد يواجه ردود فعل حادة في حال لم يتم تأمين معلومات المستخدمين بالشكل المطلوب.