مفاوضات سرية تقود إلى إطلاق سراح أبوزيد دوردة أبرز قيادات عهد القذافي – مصدر24

مفاوضات سرية تقود إلى إطلاق سراح أبوزيد دوردة أبرز قيادات عهد القذافي

مفاوضات سرية تقود إلى إطلاق سراح أبوزيد دوردة أبرز قيادات عهد القذافي

إفراج أفرزته محادثات بين القبائل وكتيبة ثوار طرابلس، وحبس رموز النظام السابق لم يعد يحقق مكاسب سياسية.

القاهرة – وصل إلى العاصمة المصرية، الأحد، رئيس جهاز الأمن الليبي الخارجي السابق أبوزيد دوردة، قادما من طرابلس، عبر تونس، بعد ساعات من الإفراج عنه بواسطة كتيبة “ثوار طرابلس”، المنضوية تحت راية ما يسمى بـ“قوة حماية طرابلس”.

وكشف مصدر مقرب من عائلة أبوزيد دوردة لـ“العرب” أن عملية الإفراج تمت بعد مفاوضات استمرت نحو أربعة أسابيع بواسطة عدد من القبائل الليبية وكتيبة “ثوار طرابلس” التي يقودها هيثم التاجوري، حتى تكللت بنجاح نهاية الأسبوع الماضي، بالاتفاق على الإفراج عن الرجل والموافقة على نقله إلى القاهرة للإقامة.

وأوضح أن سقوط الجماعة الليبية المقاتلة في طرابلس كان له أثر كبير في عملية الإفراج عن أبوزيد دوردة بعد نقله إلى سجن يتبع كتيبة “ثوار طرابلس” واحتجازه لسنوات في سجن الهضبة رفقة عدد من كبار رجال النظام السابق، من بينهم عبدالله السنوسي رئيس المخابرات، والبغدادي المحمودي آخر رئيس وزراء في عهد القذافي، والساعدي القذافي، وقيادات في جهاز المخابرات والشرطة العسكرية واللجان الثورية.

وعلمت “العرب” من مصادر مطلعة أن مفاوضات قادها شيوخ وعواقل قبائل المقارحة، التي ينتمي إليها أبوزيد دوردة، وقبيلة ورفلة، وهي من أكبر قبائل ليبيا وتشكل خمس عدد السكان، وقائد كتيبة “ثوار طرابلس” هيثم التاجوري للإفراج عن رئيس الأمن الخارجي الليبي السابق، واستفاد هؤلاء من عدم ثبوت أي تهمة من تلك التي وجهت له. وشغل دوردة وظيفة مسؤول الأمن الخارجي، وكان له دور بارز في التفاوض، خلال فترة حكم العقيد معمر القذافي، مع معارضين ليبيين في الخارج وتسهيل عودتهم إلى البلاد.

وتم اعتقاله في 11 سبتمبر 2011، على خلفية موقفه من أحداث فبراير، وتم الاعتداء عليه بإلقائه من الطابق الأول لقتله، غير أنه نجا من الحادث وأصيب بكسور، أعقبها تسليمه إلى الجماعة الليبية المقاتلة القوية في ذلك الوقت، ووضع في سجن الهضبة حتى تم اقتحام السجن من قبل “ثوار طرابلس”، ونقل ومن معه إلى سجن آخر تحت إدارة هيثم التاجوري.

 

مصطفى الزائدي: الإفراج عن أبوزيد دوردة خطوة مهمة وحقيقية لإنجاز المصالحة الوطنية

 

وبدأ رجال النظام الليبي السابق يلعبون دورا مؤثرا في المشهد السياسي والعسكري الراهن، وأبرزهم محمد سيالة وزير خارجية حكومة الوفاق الذي يعد أبرز رجالات النظام السابق، إضافة إلى مدير مكتب العقيد الليبي معمر القذافي، بشير صالح، والذي بدأ مرحلة تواصل مهمة مع رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، وقائد الجيش الوطني خليفة حفتر.

ويتشكل القوام الأساسي للجيش الوطني الليبي من قيادات النظام السابق، وفي مقدمتهم اللواء المبروك سحبان قائد القوات البرية بالجيش الوطني الليبي، واللواء محمد بن نائل أحد الضباط الكبار في جهاز الأمن الخارجي الليبي السابق، وآمر (قائد) كتيبة طارق بن زياد التابعة للقيادة العامة للجيش الليبي المقدم عمر امراجع، علاوة على الفريق علي كنة الذي عينه السراج مؤخرا آمرا على منطقة سبها العسكرية جنوب ليبيا.

واعتبر مصطفى الزائدي أمين اللجنة التنفيذية للحركة الوطنية الشعبية، الإفراج عن أبوزيد دوردة “خطوة مهمة وحقيقية لإنجاز المصالحة الوطنية، وتعزيز فرص الحل السياسي”.

وأكد لـ“العرب” أن أنصار النظام الليبي السابق المعتقلين في طرابلس ومصراتة “تم تلفيق تهم لهم عقب أحداث 17 فبراير، ودون الافراج عن المعتقلين وعودة النازحين وجبر الضرر لن يحدث استقرار في ليبيا”، منتقدا المحاولات التي جرت لفرض عزل سياسي على أنصار القذافي.

وأشار الزائدي إلى أن الشعب الليبي يريد مصالحة شاملة في البلاد بعد الإفراج عن المعتقلين وطي ما وصفه بـ“الصفحة السوداء” في تاريخ ليبيا”.

وانتقد التدخلات الإقليمية في الشأن الداخلي الليبي، قائلا “لو رفعت تركيا وقطر يديهما عن ليبيا ستحل الأزمة، لأن تدخلهما السافر سوف ينعكس عليهم بشكل سلبي”.

ووصف محمد الزبيدي أستاذ القانون الدولي ورئيس اللجنة القانونية للمجلس الأعلى للقبائل الليبية، دوردة بـ“الشخصية الوطنية التى تحظى بالاحترام، ولم يتورط في إزهاق دماء الليبيين أو قضايا فساد”.

وأوضح لـ“العرب” أن الميليشيات المسلحة في طرابلس تعي أنه لم يعد اعتقال رموز النظام الليبي السابق يحقق مكاسب سياسية لها، مشيدا بدور القبائل الليبية في الإفراج عن دوردة، ومحاولتها وقف الاقتتال في البلاد، باعتبارها المكون الأساسي، قائلا “ليبيا يهيمن عليها المكون القبلي ولا يمكن أن تنجح الأحزاب أو منظمات المجتمع المدني  في حل أي مشكلة لأن تركيبة مجتمعنا قبلية وثقافته تتغلب على كل كيان آخر في المشهد العام”.

وأشار الزبيدي إلى آخر زيارة قام بها وفد قبيلة ورفلة إلى أبوزيد دوردة، وكانت في أحد فنادق طرابلس، وعبر فيها الأخير عن حزنه لاعتقاله دون وجه حق، “ونقل لي أحد الزائرين له المعاملة الحسنة التي وجدها الرجل لدى ‘ثوار طرابلس’، بعد التنكيل به على يد الجماعة الليبية المقاتلة في سجن الهضبة”.

وتخشى بعض الدوائر السياسية أن يتم توظيف بعض رموز النظام السابق في صالح جماعة الإخوان، خاصة إذا جرى التعامل معهم ضمن مشروع “ليبيا الغد”، الذي يتزعمه سيف الإسلام القذافي، والذي يقوم على مصالحة بين النظام السابق والإسلاميين.

'