منتجات الـ”إن إف تي” تستأثر بمساحة في المعارض الفنية – مصدر24

منتجات الـ”إن إف تي” تستأثر بمساحة في المعارض الفنية

بازل (سويسرا) – استحوذ الفن الرقمي ومنتجات الـ”إن إف تي” على مكانة بارزة في معرض “آرت بازل” للفن المعاصر، إذ خاض نجوم السوق الفنية من أمثال الأميركي جيف كونز غمار هذه التجربة التي تشهد حالياً طفرة كبيرة.

وكشفت صالة عرض “بايس” النقاب عن القطعة الأولى من سلسلة منحوتات يعتزم كونز إرسالها إلى القمر على متن مركبة تابعة لشركة “سبايس إكس” المتخصصة في الصناعات الفضائية لصاحبها إيلون ماسك.

ويطمح جيف كونز، وهو صاحب البعض من أغلى الأعمال الفنية في العالم، إلى وضع 125 نسخة مصغرة من منحوتاته المسماة “مون فايزز” على القمر بالإضافة إلى صورة تظهر موقعها وتُطرح للبيع على شكل “إن إف تي” (رموز غير قابلة للاستبدال).

ويحصل من يشتري هذا المنتج على منحوتة بحجمها الفعلي مرصّعة بحجر ثمين يشير إلى أنها كانت على القمر.

وقال مدير المعرض مارك غليمشر بحماسة أثناء عرض المنحوتة الحديثة في المعرض والتي تتخذ من القمر شكلاً ويبلغ طولها 39.4 سنتمتر “نطّلع عليها نحن أيضاً للمرة الأولى”.

وتُعد “بايس” إحدى صالات العرض الفنية القليلة التي دخلت غمار عالم الـ”إن إف تي”.

وتوضح كلير ماك أندرو، وهي معدة تقرير يتمحور على سوق الفن لـ”آرت بازل”، أنّ نسبة صالات العرض التي باعت أعمالا فنية على شكل “إن إف تي” اقتصرت فقط على 6 في المئة سنة 2021.

وارتفعت أسعار المنتجات المماثلة التي تتسم بطابع المضاربة، منذ مزاد نظمته دار “كريستيز” السنة الماضية لعمل فني بتكنولوجيا “إن إف تي” يحمل توقيع الفنان الأميركي بيبل بيع مقابل 69.3 مليون دولار.

 

 

لكن التداول بمنتجات الـ”إن إف تي” شهد تراجعاً بعدما وصل إلى ذروته في أغسطس 2021. وبينما سجل حجم مبيعات منتجات الـ”إن إف تي” الفنية 945 مليون دولار في أغسطس، تراجع إلى 366 مليون دولار في يناير 2022 ليلامس 101 مليون في مايو الماضي على ما تقول كلير ماك أندرو.

ولم تدفع التقلبات المُسجلة في عالم “إن إف تي” مدير صالة “بايس” للانسحاب من هذا المجال، إذ يعرب عن اقتناع بأنّ هذه المنتجات تمثل انعكاساً لسوق ناشئة للفن الرقمي. ويقارن نشاطها المفرط بالطفرة التي شهدها عالم الإنترنت مطلع العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

ويقول مارك غليمشر في مقابلة أجرتها معه وكالة فرانس برس إن الإنترنت كانت حينها “فقاعة، هذا شيء مؤكد، لكنّه لا يزال موجوداً حتى اليوم”، معتبراً أنّه يمثل “نهجاً جديداً لتعميم الفن الرقمي”.

وفي هذه النسخة من المعرض، اعتمد المنظمون على منصة سلسلة الكتل “تيزوس” التي توفر أعمالاً رقمية تابعة لفنانين أُنشئت نسخ جديدة منها على شكل منتجات “إن إف تي” استناداً إلى التلقين الآلي.

ويستطيع زوار المعرض تحميل أحد هذه المنتجات مجاناً من الجناح الخاص بها حتى لو أنّ أشخاصاً أعادوا طرحها للبيع بمجرد خروجهم من المعرض.

وتوفر منصة “فيف أرتس” من جانبها فرصة للانغماس في الفن الرقمي باستخدام خوذ الواقع المعزز، وتعرض تحديداً صورة رمزية للفنان الألماني ألبرت أولين في عالم ثلاثي الأبعاد.

6

في المئة فقط نسبة صالات العرض التي باعت أعمالا فنية على شكل “إن إف تي” سنة 2021

وتطرح صالة إدوار مونتاسو الفرنسي للبيع في المعرض منتجاً رقمياً للفنان التركي أوزغور يمثل رجلاً محاطاً بثلاثة هياكل عظمية مشابهة للنقوش الموجودة في الكنائس، لكن على شاشة مصنوعة من كريستال سائل.

ويقول مدير “آرت بازل” مارك شبيغلر لوكالة فرانس برس “أعتقد أنّ منتجات الـ’إن إف تي’ ستكون لها مستقبلاً مكانة في السوق”، حتى لو أنّ أسعارها “شهدت تراجعاً كبيراً في الآونة الأخيرة” بعدما كثّف الفنانون تجاربهم مع الأدوات الرقمية.

وعادت أسعار الأعمال الفعلية التي يستطيع هواة الجمع الأثرياء عرضها في منازلهم للارتفاع بشكل كبير، إذ بيع عنكبوت أنجزته النحاتة الفرنسية الأميركية لويز بورجوا بأربعين مليون دولار، بينما بيع عمل فني للفنان المتخصص في الفنون المرئية فليكس غونزاليز – توريس بـ12.5 مليون دولار، ولوحة زيتية للألماني جورج باسيليتز بـ5.5 مليون دولار.

ويعتبر مدير المعرض أنّ “الأجواء المحيطة بهذا المجال ممتازة رغم الوضع العالمي المعقد جراء الحرب الأوكرانية والوضع الاقتصادي العام”.

ويضم المعرض المُقام بين السادس عشر والتاسع عشر من يونيو الجاري مجموعة من الأعمال الفعلية، أبرزها تمثال كبير من البرونز للبريطاني توماس ج. برايس، ومجسم للفنان الفرنسي الصيني هوانغ يونغ بينغ يمثل مطبخاً مزيناً بصراصير كبيرة، وسلسلة منحوتات تمثل وجوهاً للفنان الفرنسي الكاميروني بارتيليمي توغو.

Thumbnail
'