منظمات أممية تحذر من زيادة أعداد اليمنيين الجياع – مصدر24

منظمات أممية تحذر من زيادة أعداد اليمنيين الجياع

منظمات أممية تحذر من زيادة أعداد اليمنيين الجياع

عدن- حذّرت أربع منظمات أممية الأربعاء من زيادة متوقعة لأعداد الذين يعانون من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي بنحو 1.2 مليون شخص خلال ستة أشهر جراء أزمات اليمن الغارق في الحرب والذي يكافح الجائحة العالمية دون أي موارد.

وقال برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة ومنظمة الأغذية والزراعة، في بيان مشترك، إنّ “الصدمات الاقتصادية والصراعات والفيضانات والجراد والآن (جائحة) كوفيد – 19 تثير عاصفة يمكن أن تعكس المكاسب التي تحقّقت على صعيد الأمن الغذائي”.

وكان اليمن البالغ عدد سكانه نحو 27 مليونا تجاوز خطر المجاعة قبل 18 شهرا عندما تلقّت المنظمات الإغاثية مبالغ ساهمت في ضخ المساعدات، لكن انتشار فايروس كورونا المستجد مؤخّرا قلّص هذه المساعدات معيدا شبح المجاعة لأفقر دول شبه الجزيرة العربية.

دراسة للمجلس أظهرت أن واحدة من كل أربع أسر يمنية تمت مقابلتها، مهددة بالجوع بعد فقدان دخلها بالكامل منذ انتشار كورونا بالبلاد في أبريل الماضي

وذكرت المنظمات أنّ تحليلا للأوضاع في 133 قطاعا في جنوب اليمن أظهر “زيادة مقلقة” للأشخاص الذين يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

ويبلغ العدد الإجمالي للذين يواجهون خطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن نحو عشرة ملايين بحسب برنامج الأغذية العالمي.

وتوقّعت المنظمات أن “يرتفع عدد الأشخاص الذين يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد من 2 مليون إلى 3.2 مليون في الأشهر الستة المقبلة” في جنوب اليمن، على أن تصدر نتائج تحليل آخر في مناطق الشمال في وقت لاحق من العام الحالي.

ويشهد اليمن منذ سنوات أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب قول الأمم المتحدة. وقد قتل وأصيب عشرات الآلاف ونزح الملايين عن منازلهم منذ بدء نزاع على السلطة في 2014
عندما أراد المتمردون الحوثيون الانقلاب على الحكومة الشرعية وأطلقوا حملة بدعم عسكري من إيران تمكنوا عبرها من الاستيلاء على البعض من المناطق في البلاد من بينها العاصمة صنعاء.

اليمن البالغ عدد سكانه نحو 27 مليونا تجاوز خطر المجاعة قبل 18 شهرا
اليمن البالغ عدد سكانه نحو 27 مليونا تجاوز خطر المجاعة قبل 18 شهرا 

وفي يونيو الماضي، جمعت الأمم المتحدة حوالي نصف المبلغ المطلوب لمساعدة اليمن والبالغ 2.41 مليار دولار في مؤتمر للمانحين استضافته السعودية التي تقود في هذا البلد منذ 2015 تحالفا عسكريا عربيا يساند الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا في مواجهة الانقلابيين الحوثيين.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة إنّ “المزيج الخطير من الصراع والصعوبات الاقتصادية وندرة الغذاء والنظام الصحي المتدهور يدفع ملايين الأطفال في اليمن إلى حافة الهاوية”.

وذكرت أنّ أزمة فايروس كورونا المستجد “يمكن أن تجعل الأمور أسوأ؛ فالمزيد من الأطفال الصغار معرضون لخطر سوء التغذية الحاد ويتطلب ذلك علاجًا عاجلاً”.

وتسبب الوباء في وفاة 456 شخصا من بين 1629 إصابة سجلت حتى الآن في اليمن. وكانت منسقة الشؤون الإنسانية ليز غراندي قد قالت في مقابلة مع فرانس برس هذا الشهر، إنّ اليمن يقف على حافة المجاعة من جديد بينما لا تملك الأمم المتحدة أموالا كافية لمواجهة الكارثة التي تم تجنبها قبل 18 شهرا.

وتشير المعطيات على الأرض إلى أن الوضع في اليمن قبل نحو عام ونصف العام كان مختلفا تماما عما هو عليه الآن في ما يتعلق بمواجهة خطر المجاعة، ففي تلك الفترة تمكنت البلاد من توفير السلع الأساسية مستفيدة من المساعدات المالية التي تحصلت عليها من السعودية والإمارات.

من جهة أخرى، قال المجلس النرويجي للاجئين، وهو منظمة إغاثية دولية، إن 25 في المئة من الأسر اليمنية باتت مهددة بالجوع بعد فقدان دخلها الكامل جراء فايروس كورونا.

وأوضح بيان لهذه المنظمة، نشر الأربعاء، أن “دراسة للمجلس أظهرت أن واحدة من كل أربع أسر يمنية تمت مقابلتها، مهددة بالجوع بعد فقدان دخلها بالكامل منذ انتشار كورونا بالبلاد في أبريل الماضي”.

يبلغ العدد الإجمالي للذين يواجهون خطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن نحو عشرة ملايين بحسب برنامج الأغذية العالمي

وأجريت الدراسة على 450 أسرة في 9 مناطق يعمل فيها المجلس النرويجي للاجئين. وذكر البيان “يُدفع ملايين اليمنيين الذين يواجهون مستويات خطيرة من الجوع إلى مستوى الفقر المدقع، منذ أن بدأ كورونا بالانتشار في البلد الذي دمره الصراع”.

وأوضح بيان المجلس أن “94 في المئة من العائلات (التي استُطلعت آراؤها) أفادت بأن الطعام يشكل مصدر قلق كبير بالنسبة إليها، فيما قال نصف المجيبين إنهم فقدوا نصف دخلهم على الأقل في ظل ارتفاع الأسعار”.

ونقل البيان عن مدير مكتب المجلس في اليمن محمد عبدي، قوله إن “وباء كورونا يأتي على رأس مجموعة من التحديات الأخرى التي قد تكلف الناس حياتهم، حيث انزلقت أعداد أخرى من الأسر إلى خط الفقر بعد انخفاض دخلها، وهي اليوم في مواجهة المزيد من الجوع”.

'