منظمات حقوقية روسية تتهم الكرملين بارتكاب جرائم في سوريا – مصدر24

منظمات حقوقية روسية تتهم الكرملين بارتكاب جرائم في سوريا

موسكو – اتهمت عدة منظمات حقوقية في روسيا موسكو بارتكاب جرائم في سوريا خلال تدخل القوات الروسية لصالح النظام السوري وذلك في تقرير يحرج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث تتناقض مخرجاته مع ما يروج له بشأن تدخل بلاده في سوريا.

وحثّت تلك المنظمات في تقرير نشرته مساء الجمعة الروس على “تحمّل مسؤولياتهم” تجاه ما قالت إنّها جرائم ارتكبتها قواتهم في سوريا منذ تدخلها العسكري هناك عام 2015.

وصدر التقرير الأول الذي تخصصه منظمات روسية غير حكومية لسوريا بمناسبة الذكرى العاشرة للنزاع السوري، ويهدف إلى إلقاء الضوء على موضوع ضحايا العمليات العسكرية الروسية المحظور في وسائل الإعلام الموالية للكرملين.

وتتناقض خلاصات التقرير مع خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يقدّم جيشه على أنه يخوض معركة عادلة لإنقاذ السلطة الشرعية للرئيس السوري بشار الأسد من “الإرهابيين”.

ويقول التقرير الذي أعدته بالأخص منظمة “ميموريال” إنّ التدخل الروسي منذ العام 2015 أدى إلى تغيير مسار الحرب على حساب العديد من الضحايا المدنيين.

ويستند النص المؤلف من مئتي صفحة إلى شهادات أكثر من 150 شخصاً حول الأحداث والمعارك التي دارت في سوريا.

وقالت المنظمات إنّ “الغالبية العظمى من محاورينا لا يرون روسيا منقذةً، وإنّما قوة أجنبية هدّامة، وقد ساعد تدخلها العسكري والسياسي في تمتين مجرم الحرب على رأس بلادهم”.

وأضافت أنّ “بعض الذين تحدثنا إليهم كشفوا أنهم هم أو أقاربهم كانوا ضحايا قصف روسي”.

وحث التقرير موسكو على إجراء تحقيقات مستقلة في شأن غارات قواتها الجوية في سوريا ودفع تعويضات للضحايا.

كما تناول التقرير انتهاكات ارتكبها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، لكنه أكد أن معظم الشهادات التي تم جمعها تتعلق “بانتهاكات على يد قوات الحكومة السورية وحلفائها وجماعات معارضة مسلحة، بما في ذلك الإرهابية منها”.

المنظمات الروسية حثت الروس على تحمّل مسؤولياتهم تجاه ما قالت إنّها جرائم ارتكبتها قواتهم في سوريا

وشبّه العضو في “ميموريال” أوليغ أورلوف في مؤتمر صحافي القصف الروسي بالتكتيكات العسكرية في الشيشان، حيث خاضت موسكو حربين في التسعينات من القرن الماضي وبداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

ولم يتمكن معدّو التقرير من دخول سوريا، لكنهم أجروا مقابلات مع سوريين فرّوا من الحرب في لبنان والأردن وتركيا وألمانيا وروسيا.

ويتهم التقرير الذي احتاج إعداده عامين موسكو بانتهاكات بسبب غارات عشوائية على المدنيين أو بسبب دعم نظام متهم بارتكاب فظائع عديدة مثل استخدام الأسلحة الكيميائية أو سلاح الجوع ضد مدن محاصرة.

وقالت قاطنة سابقة في حيّ الوعر بمدينة حمص الذي حوصر بين 2013 و2016 “تجاوز عدد ضحايا القصف الروسي بعد ستة أشهر على بدئه حصيلة ضحايا عامين من القصف السوري”. وأضافت أنّ وزنها لم يتعدّ 33 كلغ في مرحلة معيّنة.

وبينما نفت روسيا مرارا لجوء السلطات السورية للأسلحة الكيميائية ضد المدنيين، مستخدمة حق النقض في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لحماية السلطات السورية، يقول معدّو التقرير إنهم تحدثوا إلى ضحايا هجمات بالغاز.

وقال جرّاح من الغوطة الشرقية “رأيت 30 طفلا ميتين وأشخاصًا آخرين كانوا يواصلون صب الماء عليهم”، مضيفاً “لن أنسى هذا المشهد أبدا”.

وأشار معدّو التقرير إلى رغبتهم في وصول خلاصاتهم إلى أكبر عدد من الروس “وأن يتحملوا مسؤولياتهم حيال ما يحدث نيابة عنهم في سوريا”.

وقالوا “لقد شعرنا بالمرارة والخزي بسبب الطريقة التي ينظر بها السوريون الذين قابلناهم إلى الروس”.

ويسلط هذا التقرير الضوء على المسؤولية السياسية والأخلاقية للأطراف المتدخلة في الحرب السورية، وهي مسؤولية تنكرها تلك الأطراف على غرار روسيا وتركيا رغم الإحصائيات التي تقدمها العديد من المنظمات، مثل المرصد السوري لحقوق الإنسان، حول عمليات القصف وضحاياه.

'