مواجهات وغارات جوية بين نيودلهي وإسلام أباد تثير القلق الدولي – مصدر24

مواجهات وغارات جوية بين نيودلهي وإسلام أباد تثير القلق الدولي

مواجهات وغارات جوية بين نيودلهي وإسلام أباد تثير القلق الدولي

باكستان تأسر طيارا هنديا وتحذر نيودلهي من التهور، وفرنسا وبريطانيا تدعوان إلى ضبط النفس.

سارعت دول كبرى الأربعاء إلى دعوة كل من باكستان والهند، الجارتين المسلحتين نوويا، إلى ضبط النفس عقب مواجهات مسلحة وغارات جوية متبادلة في إقليم كشمير المتنازع عليه، ما يشير إلى حساسية الأزمة وتداعيات تصاعدها على الأمن الإقليمي والدولي. وتحاول الدول الكبرى بعد تدخلها السريع على خط الأزمة كبح جماح المناكثات بين الجارتين العدوتين لمنع تطور مواجهات لا يمكن التنبؤ بعواقبها وسيرورتها.

إسلام أباد – قال المتحدث باسم الجيش الباكستاني الميجور جنرال آصف غفور الأربعاء إن باكستان تريد السلام، وأن الهند في حاجة إلى إدراك أن الحرب فشل للسياسة، وذلك ردّا على تهديدات هندية بشن هجمات على الشطر الباكستاني من إقليم كشمير المتنازع عليه.

ونقلت قناة جيو الباكستانية عن غفور قوله “منذ صباح اليوم (الأربعاء)، تشهد منطقة خط السيطرة نشاطا مستمرا، وقد تعامل السلاح الجوي الباكستاني مع ستة أهداف هذا الصباح عبر خط السيطرة من داخل المجال الجوي الباكستاني”.

وأشار المتحدث إلى أن القوات المسلحة الباكستانية والسلاح الجوي الباكستاني لم يكن لديهما خيار غير الرد، ولكنه قال أيضا إن المسألة كانت تتعلق “بكيفية الرد، بطريقة مماثلة للهند أو طريقة تليق بدولة مسؤولة”.

وأضاف” القوات المسلحة الباكستانية لديها القدرة والإرادة والعزم ودعم الدولة، ولكن لأننا دولة مسؤولة تريد السلام، قررنا قبل كل شيء عدم مهاجمة أهداف عسكرية”.

وأوضح” ثانيا قررنا عدم وقوع خسائر في الأرواح أو أي أضرار لاحقة في تعاملنا مع الأهداف”، مضيفا “طائراتنا حددت الأهداف، بعد ذلك قمنا بشن هجماتنا في الأجواء المفتوحة”. وأردف” قمنا بتحديد الأهداف بدقة، وعندما أصبح لدينا خيار إطلاق النار، تصرفنا بمسؤولية من مسافة آمنة، لدينا القدرة على فعل أي شيء، ولكننا لا نريد التصعيد، لا نريد الاتجاه نحو الحرب”.

وأوضح “بعد أن حدد السلاح الجوي الباكستاني الأهداف، دخلت مقاتلتان هنديتان المجال الجوي الباكستاني. كان السلاح الجوي الباكستاني مستعدا وواجههما. تم إسقاط المقاتلتين، إحداهما داخل منطقتنا والأخرى في منطقتهم. جرى إلقاء القبض على طيارين، وكان أحدهما مصابا وتم نقله إلى المستشفى… وسيحظى بالرعاية اللازمة، والآخر محتجز لدينا”.

وردا على تقارير إعلامية هندية تفيد بإسقاط مقاتلة باكستانية من طراز أف – 16، قال المتحدث “باكستان لم تستخدم مقاتلات من طراز أف – 16 في أي نشاط اليوم (الأربعاء)”.

وتصاعدت التوترات بين الجانبين منذ هجوم مجموعة مسلحة على دورية في “جامو وكشمير”، أسفر عن مقتل 44 جنديا هنديا، وإصابة 20 آخرين، يوم 14 فبراير الجاري.

تيريزا ماي: نعمل مع الشركاء ومجلس الأمن لتخفيف التوترات بين الهند وباكستان

والثلاثاء شنت الهند غارة جوية على ما قالت إنه “معسكر إرهابي” في الشطر الذي تسيطر عليه إسلام أباد من الإقليم، للمرة الأولى منذ حرب عام 1971.

وسارعت دول كبرى إلى دعوة الطرفين إلى ضبط النفس للسيطرة على الأزمة المتصاعدة بين الجارتين النوويتين، ما يؤشر على قلق دولي من تصاعد الأزمة وخروجها عن السيطرة.

ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إلى ممارسة “أقصى درجات ضبط النفس” في المواجهة المتصاعدة بينهما مع تزايد المخاوف من اندلاع نزاع شامل بين البلدين النوويين.

وقالت في بيان بعد إعلان البلدين إسقاط مقاتلات لكل منهما “نتوقع من البلدين أن يمارسا أقصى درجات ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد في الوضع”.

ودعت فرنسا الأربعاء الهند وباكستان إلى “التهدئة” في كشمير حيث تصاعد التوتر في الساعات الأخيرة، وفق ما أفاد به متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية.

وقال المتحدث في تصريح إن “فرنسا قلقة لتدهور الوضع وتدعو باكستان والهند إلى التهدئة” مشيرا إلى العمليات العسكرية التي جرت على الحدود الهندية الباكستانية.

ومن جانبها، قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إن لندن قلقة كثيرا بشأن التوترات المتصاعدة بين الهند وباكستان، وحثت الطرفين على ضبط النفس.

وقالت ماي للبرلمان “المملكة المتحدة قلقة كثيرا بشأن التوترات المتصاعدة بين الهند وباكستان وتدعو الطرفين بشكل عاجل إلى ضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد”.

وأضافت “نجري اتصالات منتظمة مع البلدين ونحث على الحوار والحلول الدبلوماسية لضمان الاستقرار الإقليمي، نعمل عن كثب مع شركاء دوليين، بما في ذلك العمل من خلال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لتخفيف التوترات”.

ويعتبر إقليم كشمير، في قلب الصراع الدائر بين باكستان والهند والذي استمرّ منذ خمسينات القرن الماضي، دون أن يشهد حلاً سلميا، حيث استمر التوتر على درجة من الخطورة، خصوصاً وأن طرفي النزاع فيه هما اليوم دولتان نوويتان.

وخاضت باكستان والهند ثلاث حروب من أجل السيطرة على إقليم كشمير المتنازع عليه، ففي حين تؤكد إسلام أباد أنها اﻷحق بالسيطرة على كشمير ﻷن أغلب سكانها مسلمون، تقول نيودلهي إن كشمير إحدى محافظاتها.

واقتسمت الهند وباكستان إقليم كشمير، في خطوة لم تؤت أكلها من أجل إنهاء الصراع، حيث نص الاتفاق على أن تخضع المناطق ذات الأغلبية المسلمة للدولة الباكستانية، فيما تُضَمُّ المناطق ذات الأغلبية الهندوسية للدولة الهندية. وتتوجه الهند في تسلحها وبناء قواها العسكرية إلى التوازن مع الصين كخصم محتمل في المستقبل للسيطرة على جنوب آسيا، بينما تسعى باكستان إلى بناء قوة رادعة تمنع الهند من اجتياحها، لذلك لجأت إلى بناء قدرة نووية ووسائل إيصالها من صواريخ عابرة وبعيدة المدى.

ويرى مراقبون أن ميزان القوى بين الهند وباكستان يميل إلى صالح الهند بشكل واضح، ذلك أن عدد سكان الهند يبلغ حوالى 1.125 مليار نسمة، بينما عدد سكان باكستان يبلغ حوالي 165 مليون نسمة، حيث شكل الإنفاق العسكري الهندي حوالي 100 مليار دولار، فيما لم يتجاوز الإنفاق العسكري الباكستاني 12 مليار دولار.

'