مونديال قطر: الملاعب في الدوحة، والجمهور يقيم في مدن الخليج الأكثر انفتاحا – مصدر24

مونديال قطر: الملاعب في الدوحة، والجمهور يقيم في مدن الخليج الأكثر انفتاحا

الدوحة – قالت الخطوط الجوية القطرية الخميس إن شركات طيران خليجية أخرى ستسيّر أكثر من 180 رحلة مكوكية يومية إلى قطر خلال تظاهرة كأس العالم لكرة القدم هذا العام، مما يسمح للجماهير بالسفر من مدن قريبة قبل المباراة والعودة في نهاية اليوم.

وقال مراقبون إن قطر نجحت من خلال تشريك شركات طيران خليجية أخرى في أن تنقذ نفسها من ورطة حقيقية؛ فقد سارعت إلى إيجاد صيغة تمنع فشل هذه التظاهرة جماهيريا، مشيرين إلى أن المسؤولين عن التنظيم سيلجأون إلى مدن خليجية لاستضافة الجماهير مثل دبي وأبوظبي ومسقط والمنامة، حيث تتوفر حرية أكبر وتقاليد في استضافة السائح الأجنبي.

 

وفي الوقت الذي تريد فيه الجماهير حفلات وسهرات وفرحا يرافق المونديال، تبدو الدوحة مدينة منغلقة على ذاتها ولا تسمح بأي انفتاح ولا تتحمل ثقافات وسلوكيات دخيلة.

وكان الحرج واضحا في كلام أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عندما سئل خلال زيارته إلى ألمانيا عن مسألة قدوم المثليين إلى التظاهرة الكروية وتناول الكحول، فقال “نؤكد أننا لن نمنع أي شخص من القدوم إلى بلدنا والاستمتاع بكرة القدم، ونتوقع من الجميع احترام ثقافتنا”.

الرحلات المكوكية ستتيح للمشجعين في الخارج تفادي الإقامة المكلفة والمحدودة في قطر من خلال الإقامة في أماكن أخرى بالخليج

ومن الواضح أن تحفّظ الشيخ تميم وعدم تأكيده على حرية الجماهير خلال فترة المونديال يعودان بالأساس إلى الحرج من إصدار موقف يمكن أن يحسب ضده في بلد محافظ واقع تحت تأثير الفكر المنغلق.

وكان الرئيس التنفيذي لمونديال قطر 2022 ناصر الخاطر قد قال في تصريحات لشبكة “سي أن أن” إن “قطر دولة مضيافة لكن لدينا عاداتنا وتقاليدنا مثل ما ستحترم قطر عادات وتقاليد الضيوف من الدول المختلفة أيضا، نحن نعتقد أن من واجب الضيوف والزوار أثناء (تظاهرة) كأس العالم احترام عاداتنا وتقاليدنا في المنطقة”.

وصرح أكبر الباكر الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية في مؤتمر صحافي بأن شركة فلاي دبي الإماراتية والطيران العماني والخطوط الجوية الكويتية والخطوط السعودية ستسيّر رحلات مكوكية، وأن شركتي الاتحاد للطيران والعربية للطيران في الإمارات قد تنضمان إلى هذا المسعى أيضا.

وقال الباكر “مثل أي مكان آخر، كان هناك دائما نقص في أماكن الإقامة، لذلك نحن لسنا حالة فردية. التحدي الأكبر بالنسبة إلينا هو أن كل شيء يحدث في مكان واحد”.

ووصف تظاهرة كأس العالم التي ستقام فعالياتها في نوفمبر القادم -وهي المرة الأولى التي تستضيفها دولة في الشرق الأوسط- بأنها “كعكة كبيرة” ستحقق “فائدة اقتصادية ضخمة” تهدف الدوحة إلى تقاسمها مع جيرانها الخليجيين.

وتأمل قطر أن تجتذب البطولة ما يقرب من 1.2 مليون زائر، وهو عدد يعادل تقريبا نصف سكانها، مما يشكل تحديا لوجستيا وأمنيا.

وستقام المباريات في ثمانية ملاعب في محيط الدوحة.

 

تحفّظ الشيخ تميم وعدم تأكيده على حرية الجماهير خلال فترة المونديال يعودان بالأساس إلى الحرج من إصدار موقف يمكن أن يحسب ضده في بلد محافظ

 

وأوضح الباكر أن فلاي دبي ستسيّر ما يصل إلى 60 رحلة يومية من دبي لنقل نحو 2500 مشجع، بينما ستسيّر شركة الطيران العماني ما يصل إلى 48 رحلة يومية من مسقط لنقل حوالي 3400 مشجع.

وصرح إبراهيم الكوشي الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية السعودية بأن الشركة ستسيّر ما يصل إلى 60 رحلة يومية لنقل حوالي 10 آلاف مشجع من الرياض وجدة. وستسيّر الخطوط الجوية الكويتية ما يصل إلى 20 رحلة في اليوم لنقل نحو 1700 مشجع.

وستتيح الرحلات المكوكية للمشجعين في الخارج تفادي الإقامة المكلفة والمحدودة في قطر من خلال الإقامة في أماكن أخرى بالخليج. ويقول منظمو البطولة إنهم سيوفرون ما يصل إلى 130 ألف غرفة، بما في ذلك غرف الفنادق.

ومن الممكن أن يعزز هذا الترتيب علاقات قطر مع جيرانها بعد حل خلاف سياسي في أوائل العام الماضي كان قد تسبب في مقاطعة السعودية والإمارات والبحرين ومصر للدوحة لأكثر من ثلاث سنوات.

وقال دانييل رايش، الأستاذ الزائر في جامعة جورجتاون والمؤلف المشارك لكتاب عن استضافة قطر لتظاهرة كأس العالم، إن هذه “طريقة لتحسين العلاقات مع جيرانها”.

'